تشهد المعارك الدائرة بين القوات الأمنية و «داعش» في الأنبار جموداً، بعد التزام قوات الأمن موقف الدفاع عن مواقعها وسط هجمات يتبادلها الطرفان في انتظار عملية عسكرية مرتقبة بدعم أميركي، فيما حذر قضاء حديثة من ازمة جفاف بعد قطع مياه الفرات من الجانب السوري. وتنشغل الحكومة المحلية في المحافظة بالإجراءات الإدارية لتسليح وتطويع عناصر قوات الامن ودفع رواتبها المتأخرة منذ شهور، ما ادى الى «فتور» في معارك الرمادي والفلوجة. وقال عبدالمجيد الفهداوي، وهو أحد شيوخ الرمادي ل «الحياة» ان المعارك في الأنبار «تراوح مكانها منذ ايام، بعد أن تمكنت قوات الامن من محاصرة الرمادي من اربع جهات، وأوقفت هجومها على مركز المدينة»، فيما تواجه قوات اخرى و «الحشد الشعبي» صعوبة في جبهة الفلوجة». ولفت الى ان «المسوؤلين المحليين والعشائر منشغلين في قضايا ادارية متعلقة بمقاتلي ابناء عشائر الانبار والقوات المحلية من ناحية، توفير رواتبهم وتسليحهم وتنظيم عمليات التطوع في صفوف القوات الأمنية»، وأشار الى ان «المحافظة تبذل جهوداً في مقرات غير ثابتة بعد سيطرة داعش على الرمادي». الى ذلك، تزداد مخاطر تعرض قضاء حديثة، شمال غربي الرمادي، لأزمة جفاف بعد تراجع مناسيب السد الموجود في المدينة، اثر اقدام «داعش» على قطع مياه الفرات من الجانب السوري من سد الطبقة الذي يسيطر عليه. وقال شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ الانبار في ناحية البغدادي القريبة من حديثة ل «الحياة» ان «القضاء يواجه مخاطر كبيرة بسبب تراجع مناسيب مياه السد»، وأشار الى ان «داعش الذي يحاصر القضاء براً في شكل كامل فشل في اقتحامه واقدم اخيراً على قطع المياه عنه في محاولة لاخضاعه». وأوضح ان «اتصالات جرت مع مسؤولين في الحكومة الاتحادية ومع وزارة المواد المائية وتبلغنا ان تنسيق جرى مع الجانب السوري الذي أكد أن داعش لن يتمكن من قطع المياه اكثر من شهرين وبعدها سيضطر الى فتح سد الطبقة لمنع تعرض مناطقه للغرق». وزاد ان هذه التطمينات غير كافية لسكان حديثة الذين يعانون في الأصل من ازمة غذاء ووقود ومعدات طبية ويحصلون على هذه الحاجات عبر جسر جوي.