استأنف غطاسو مغاوير البحر في الجيش اللبناني أمس عمليات الغطس في موقع حطام الطائرة الإثيوبية المنكوبة قبالة شاطىء الناعمة جنوببيروت، وانتشلوا أشلاء جديدة للضحايا وأمتعتهم، بعدما حددت السفينة «أوديسيه إكسبلورر» أثناء مسحها الشاطئ وتصويره بجهاز متطور يدعى «آر أو في»، 60 هدفاً لأشلاء. وذكرت «وكالة الأنباء المركزية» أن الغطاسين انتشلوا 30 جزءاً منها نقلت إلى السفينة «صور» التابعة لبحرية الجيش التي حلت محل السفينة «دامور» في عمليات الإنقاذ، لتنقل إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي الحكومي في بيروت. ونقلت الوكالة عن مصادر في الدفاع المدني ان «مهمته في البحث عن أشلاء الضحايا وبقايا الطائرة انتهت». وفي المستشفى سلمت 3 جثث لذويها بعدما تم التعرف إلى هويتها عبر فحوص الحمض النووي، وهي تعود إلى: مصطفى هيثم ارناؤوط مواليد 1986، حسين موسى بركات مواليد 1983، ومحمد قاطباي من أرنون. وذكرت قناة «أم تي في» أن «وحدة المباحث الجنائية تعرفت الى هويات جميع جثث ركاب الطائرة باستثناء ضحيتين لبنانيين وثلاثة اثيوبيين». وذكرت القناة أنه «تم التعرف الى جثة خليل الخازن» أحد إدارييها. وشيع جثمان ارناؤوط في مسقط رأسه صور بمشاركة رسمية وحزبية وشعبية. كما شيعت بلدة زبقين الضحية بركات، فيما شيعت أرنون في قضاء النبطية الضحية قاطباي. تقرير المراقب الجوي إلى ذلك، بثّت قناة «المنار» مقتطفات من تقرير برج المراقبة في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، عن تفاصيل ما جرى فجر 25 كانون الثاني (ديسمبر) الماضي، وأكد «فرضية تحمّل الطيار أو مساعده الخطأ الذي تسبب بسقوط الطائرة». وقالت «المنار» انها حصلت على نسخة من التقرير الذي أورد فيه المراقب الجوي أنه في تمام الساعة 2 و38 دقيقة حوّل برج المراقبة إليه عبر الرادار الطائرة الإثيوبية المتوجهة إلى أديس أبابا فور إقلاعها من المدرج رقم 21، وجاء في التقرير حرفياً: «كان المراقب في برج المراقبة طلب إذناً بالسماح للطائرة بالذهاب مباشرة الى نقطة CAK (شكا) لتجنب الطقس الرديء، ونظراً إلى وجود طائرتين هما ETIHAD (الإماراتية) وMALEV (الهنغارية) تستعدان للهبوط على المدرج 16 بالتتابع، لم نوافق بل طلبنا إعطاءه اتجاه 300 أو 315»، أي الطلب من الطيار التوجه نحو البحر إفساحاً في المجال لهبوط الطائرتين». وأضاف التقرير: «بعد الاتصال المباشر بقائد الطائرة اقترحنا عليه اتجه 270 درجة نحو اليسار لتجنب الغيوم، لكننا رأيناه يتجه يميناً نحو CAK مما كان سيعرض الطائرات الهابطة على المدرج 16 للخطر، فطلبنا منه فوراً الاتجاه يساراً 270 درجة، وافق قائد الطائرة وبدأ بأخذ اتجاه 270 درجة لكنه أكمل دورانه شرقاً باتجاه 140 درجة أي ناحية الساحل من دون أي إذن مسبق». وأضاف التقرير: «حوالى الساعة 2 و40 دقيقة اتصلنا مجدداً بالطيار وطلبنا منه أن يتجه يميناً 270 درجة فوافق مجدداً ولم يتقيد بالتعليمات بل أكمل باتجاه 140 درجة فكررنا النداء والتصريح مرات عديدة فوافق قائد الطائرة وعند الساعة 2 و42 كررنا النداء مرة أخرى وحذرناه من الجبال لكنه لم يرد». وأشار التقرير إلى «انقطاع الاتصال مع الطيار وفقدانه عن شاشات الرادار على ارتفاع نحو 9 آلاف قدم، ولم تنفع محاولات الاتصال به على موجة الطوارئ 7 مرات خلال 3 دقائق قبل إبلاغ برج المراقبة بتطبيق خطة الطوارئ».