إسلام آباد، نيودلهي - أ ف ب، رويترز – قتل ثلاثة متمردين اسلاميين على الأقل في هجوم ثانٍ خلال اقل من 24 ساعة شنته طائرة استطلاع اميركية من دون طيار، في منطقة القبائل (شمال غرب). واستهدف الهجوم سيارة في محيط قرية تابي غوندي قلعة في اقليم شمال وزيرستان المحاذي للحدود مع أفغانستان. في غضون ذلك، احتجت إسلام آباد لدى نيودلهي على إطلاق قوات حرس الحدود الهندية السبت الماضي النار على الشطر الباكستاني من اقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين، والذي لم يؤدي الى سقوط ضحايا. في المقابل، أعلنت نيودلهي أن الاعتداء الذي استهدف مطعماً في مدينة بوني الهندية السبت الماضي وأسفر عن مقتل 9 اشخاص وجرح 60 آخرين، لن يتسبب في تعديل موعد استئناف الحوار السلمي مع باكستان المقرر في 25 الشهر الجاري، في وقت حض ابرز حزب معارض هندوسي قومي، بهاراتيا جاناتا، السلطات على اعادة النظر في قرار استئناف الحوار الذي جمدته الهند بعد مهاجمة متشددين قدموا من باكستان مدينة بومباي الهندية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008، حين قتل 166 شخصاً. ونقلت وسائل اعلام عن مصادر استخباراتية قولها إن «الانفجار يحمل بصمات المجاهدين الهنود، ما يثير مخاوف من اعادة تنشيط خلايا نائمة وشن هجمات جديدة على الاراضي الهندية». وأفادت صحيفة «تايمز اوف انديا»، بأنه يجب تحليل الاعتداء عبر وضعه في اطار استئناف الحوار مع باكستان، وايضاً في اطار الهجوم الواسع الذي تشنه القوات الاجنبية ضد عناصر حركة «طالبان» في افغانستان. ولمحت الصحيفة الى احتمال ان يفتح الاسلاميون المتحصنون في باكستان منطقة نزاع على جبهة شرق باكستان من اجل صرف الانتباه. وكان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس حذر اخيراً من ان ناشطين تابعين لتنظيم «القاعدة» يسعون الى زعزعة جنوب آسيا عبر شن هجوم يستهدف الهند، ما قد يثير نزاعاً جديداً ضد باكستان. على صعيد آخر، قاطع محامون باكستانيون الجلسات وأحرق بعضهم دمية تمثل الرئيس آصف علي زرداري، احتجاجاً على تعيين الأخير والذي لا يحظى بشعبية ويخوض نزاعاً مع المحكمة العليا قاضيين السبت الماضي، وهو ما رفضته المحكمة العليا بحجة انتهاك زرداري للدستور عبر عدم التشاور مع كبير القضاة. وقال قاضي محمد أنور، رئيس نقابة محامي المحكمة العليا الذي دعا الى تنظيم الاحتجاج: «إنه مسعى لتهديد القضاء وتوجيه رسالة تفيد بأن الرئيس أقوى من الجميع. لذا ندعو الحكومة الى التخلي عن روح المغامرة المتعلقة بالدستور. سيضرها ذلك». ودارت نزاعات عدة بين السلطتين التنفيذية والقضائية تسببت واحدة على الاقل في اطاحة الحكومة في التسعينيات من القرن العشرين. وتفجرت مواجهة بين المحكمة العليا والرئيس السابق برويز مشرف عام 2007، ما ادى الى تقويض سلطة مشرف الذي تنحى بعد شهور من هزيمة حلفائه في انتخابات عامة اجريت في شباط (فبراير) 2008.