يتناول الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم على الانترنت ما تفرضه الأندية العالمية من برنامج غذائي على لاعبيها من أجل الالتزام باللياقة والوزن المطلوبين منهم كرياضيين. ويعرض الموقع في تقرير له حول هذا الجانب الهام في حياة الرياضي الطريقة التي تتبعها بعض الأندية في سبيل المحافظة على اللياقة للاعبيها وكيفية تعاملها مع من يستسلمون لأهواء المعدة.. السكرية والنشوية قام نادي كورينثيانز البرازيلي بجمع لاعبيه قبل الإجازات وسلم كلاً منهم نظاماً غذائياً يتفق مع احتياجاته الفردية، وذلك من أجل التقليل من الآثار السلبية لهذه الفترة التي تتوقف فيها التدريبات. وكانت القاعدة العامة هي ألا يتناول اللاعبون الكثير من المواد السكرية والنشوية، خاصة في المساء. ولكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد؛ إذ إن مدربهم أوصاهم أيضاً بالمشاركة في المباريات الودية أو الخيرية . عقوبات مالية وهناك أندية أخرى أكثر حزماً، قررت فرض عقوبات اقتصادية على لاعبيها إذا لم يلتزموا فمنذ سنة واحدة، سمح آينتراخت فرانكفورت للاعبيه بزيادة في الوزن لا تتعدى نصف كيلوجرام، ولكنه فرض على كل من يتخطى ذلك الحد غرامة قدرها 100 يورو عن كل 100 جرام زيادة. وويل لمن كان يتعدى الكيلوجرامين ... فقد كان هذا الوزن الزائد يؤدي لتخسيس حافظة نقوده بمقدار 3000 يورو. ومن الطبيعي أن تبقى علاقة اللاعبين بالطعام مقيدة بشدة طوال السنة؛ فأداؤهم في النهاية يعتمد بصورة مباشرة على لياقتهم البدنية. ولكن صراعهم مع الميزان يكون أقوى وأشرس بعد الإجازات الصيفية أو بعد فترات الابتعاد عن الملاعب بسبب الإصابة، حيث تتراكم السعرات الحرارية بسبب التوقف عن النشاط. وقد كان من ضحايا هذه المعركة الجنوب أفريقي بيني مكارثي، الذي اضطر لدفع 80 ألف جنيه استرليني لفريقه وست هام في بداية هذا الموسم بسبب إخفاقه في الوصول إلى الوزن المثالي في الوقت المحدد. إن أطايب الطعام ليست شيئاً تسهل مقاومته، ولذلك لم يكن من الغريب أن يثور المهاجم الإنجليزي كارلتون كول على النظام الصارم الذي فرضه مدربه فابيو كابيلو. فقد أراد الإيطالي أن يزين لرجاله طعام أهل البحر المتوسط ويرغبهم فيه، ويزيل السمك ورقائق البطاطس والكاتشاب من وجباتهم. ولكن كول لم يتحمل، ثم بدا الندم واضحاً في كلماته وهو يقول: “كنت أموت.. كنت أحتاج لشيء إضافي في طعامي، فحملت في إحدى رحلاتي بعض الصلصة ... ولكني لن أفعل ذلك مرة أخرى”. إلا أن المدرب الوطني يورجن كلينسمان لم يكن صارماً للغاية في كأس العالم 2006 حيث كان يحرص على توعية لاعبيه بالعادات الغذائية الصحية، ولكن دون أن يغالي في تقييد حريتهم. وهكذا لم يمتنع لوكاس بودولسكي عن التسلي من حين إلى آخر بقليل من البطاطس المقلية التي يهواها. إقناع الأطباء ولا يبدو أن التشدد من سمات القائمين على إدارة بطل العالم الحالي أيضاً، لدرجة أن الكابتن إيكر كاسياس استطاع أن يقنع الأطباء بأن تناول الهامبرجر في يوم العيد لن يضر. هذا بالإضافة إلى أن كل من نال شرف تمثيل إسبانيا مع المنتخب الوطني خلال السنوات العشرين الماضية كان يحظى بفرصة الاستمتاع بما يطهوه أستاذ المطبخ الذي يصاحب الفريق في كل منافسة يشارك فيها. فالطاهي خابيير أربيزو القادم من إقليم نافار يتعامل بكل حرص مع المكونات التي يستخدمها لصنع وجبات المنتخب، ويعمل عن كثب مع الأطباء لكي يضمن توفير نظام غذائي مفيد صحياً دون أن تفقد أكلاته مذاقها الشهي الذي يشتهر به شمال إسبانيا. ويقول الطباخ الذي سبق له العمل أيضاً مع منتخبي تحت 17 سنة وتحت 20 سنة: “يجب تعليم لاعب كرة القدم كيف يأكل منذ صغره.. فينبغي أكل الكثير من المعجنات والخضراوات ... وتكرار ذلك الطعام كثيراً. ويفضل لاعبو كرة القدم اللحم والدجاج.. كما يكثر تناولهم للحلويات والفواكه، والتي تكون مقشرة دائماً. أما في المناسبات الخاصة التي يُحتفل بها في المنزل، فإنني أوصيهم بوجبة جيدة من السمك المشوي”.