إنه يأتيك من ذلك الزمن البعيد زمن أولئك الكبار، الذين سادوا "الشعر"فساد بهم طوال الدهر. إنه زمن أولئك "الفحول" أو اولئك "المهجرين" يأتيك بتلك العبارة المسكوبة بدم القلب الموشمة بدمع العين.إنه ذلك الشاعر والصحفي أول رئيس تحرير لصحيفة صوت الحجاز . لنقرأه في إحدى مختاراته من شعره الرصين عندما تتنازعه آلامه وآماله بين قلبه والدهر. ألا فاسكبي الدمع الذي جد طالبه=أيا عين هذا الدهر جاشت غواربه أبى بعد ورد العز إلا مذلة=أقاسي لظاها واستهلت عقاربه رماني بموج ما اكتشفت مسيله=ظلام نواحيه أجاج مشاربه مصائب لا ادري مصادر نحسها=فأمنع نفسي أن تراها كواكبه كذلك شاء الله للدهر في الورى=عجائبه ما تنقضي وغرائبه دعتني دواعي البين ما استطعت كفحها=اجبت، وقلبي لوعته رغائبه طموح إلى العليا ولوع بمنزل=تباعد حتى ما تنال جوانبه يزج بنفسي في الملمات قاحماً=وليس يبال فاز ام خاب ذاهبه فيا وليتا مما ألاقى على المدى=زمان عصي والفؤاد يحاربه كذاك كبير النفس يجهد جسمه=فأما تردى او تتاح مطالبه وما الشهم إلا من يرى كل مأمل=دنيا ولاتعييه منه مصاعبه وهل كان إلا بالجهاد وسعيه=حوى المجد حر النفس أو فاز كاسبه ارى العز في حمل الظبى وقراعها=وخوض الردى، فالعز جلت مراتبه ومن رام نيل العز دون تجالد=تراجع كالحيران ضلت مذاهبه فما العز إلا طلبة دون نيلها=سنان العوالي، فليحاذره غاصبه ليس له إلا هزبر سميذع =منيع الحمى قد حنَّكته تجاربه رصين الحجى قد روض الصبر قلبه=ابى ان يلين الدهر للذل جانبه عذيري ان عدنا وعاد طلابنا=كما اوّم الظمآن في الآل كاذبه فما أنا الا من تتابع سهده=ومن كثرت في النائبات نوادبه تخطيت أهوالا يذل لهولها=سليل الوغى تحميه فيها كتائبه ولكن اذا ما الله لم يهب امرءاً=نجاحاً فما تغنيه عنه مواهبه