تراجعت الآمال في عقد قمة مرتقبة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أن جمع الزعيمين في لقاء مباشر يبدو" بالغ الصعوبة"، مشبهاً الأمر ب"خلط الزيت بالماء". وفي تصريحات أدلى بها في البيت الأبيض، أكد ترمب أنه سيتخذ خلال أسبوعين قراراً "مهماً للغاية" بشأن الحرب في أوكرانيا، قد يتراوح بين فرض عقوبات ضخمة ورسوم جمركية جديدة على روسيا، أو الامتناع عن أي إجراء، وترك الصراع ليُحل بين طرفيه. وأشار قائلاً:" رقص التانغو يحتاج لشخصين"، في إشارة إلى تعقيدات التوصل إلى تسوية سياسية. على الصعيد الروسي، أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف أنه" لا توجد خطة حالياً لعقد لقاء" بين بوتين وزيلينسكي، مشككاً في استعداد الرئيس الأوكراني لخوض مفاوضات مباشرة. وأضاف في مقابلة مع شبكة"إن بي سي" الأمريكية، أن موسكو تعتبر مناقشة الضمانات الأمنية الغربية لكييف دون إشراكها "أمراً خيالياً، وطريقاً إلى المجهول". وفي المقابل، شدد زيلينسكي خلال لقائه الأمين العام لحلف الناتو مارك روته في كييف على أن بلاده لا تملك أي اتفاقيات مع روسيا، مؤكداً أن التنسيق قائم فقط مع الولاياتالمتحدة بشأن المساعي الدبلوماسية. كما اتهم موسكو بمحاولة"التنصل" من عقد قمة السلام ومواصلة الهجمات العسكرية. وفي الوقت الذي تتواصل فيه الضغوط الدولية لإيجاد ضمانات أمنية تحمي أوكرانيا من أي اعتداءات مستقبلية، ذكّر مراقبون بأن روسيا سبق أن انتهكت مذكرة بودابست لعام 1994، حين ضمت شبه جزيرة القرم عام 2014، ثم شنت هجوماً واسعاً على أوكرانيا في 2022، ما أودى بحياة عشرات الآلاف وشرّد الملايين. أما بوتين، فاختار لغة أكثر مهادنة في خطابه الأخير، واصفاً ترامب بأنه" الضوء في نهاية النفق" للعلاقات الروسية – الأمريكية المتعثرة، مشيداً بصفاته القيادية، في وقت تسعى موسكو إلى إبقاء قنوات الحوار مفتوحة مع واشنطن وسط تصلب المواقف مع كييف. وبينما يواصل الجيش الروسي توسيع عملياته الميدانية شرق أوكرانيا، وترد كييف بهجمات مسيّرة على الأراضي الروسية، يبقى المشهد مفتوحاً على احتمالات معقدة: فإما تصعيد عسكري أكبر، أو انفراجة قد تأتي عبر "قرار ترمب المنتظر" الذي وصفه ب"الأكثر أهمية" منذ اندلاع الحرب.