تواصل السينما السعودية خطواتها المتسارعة نحو العالمية عبر إنتاج نوعي يحمل رسائل إنسانية واجتماعية عميقة، إذ يأتي فيلم "صراع دواخل"، من تأليف محمد عجلان وإخراج جابر العتيبي، كأحد المشاريع السينمائية الوطنية البارزة التي تسعى إلى تجسيد طموحات رؤية المملكة 2030 في بناء صناعة سينمائية حديثة ومؤثرة. الفيلم، الذي تنتجه شركة UP TOWN ENTERTAINMENT، يصنف ضمن فئة الأكشن الدرامي، ويعكس مزيجاً فنياً يجمع بين الحركة المشوقة والدراما العاطفية العميقة، وتدور أحداثه حول قضايا اجتماعية ونفسية حساسة، مثل التنمر، والإدمان، والبطالة، مسلطاً الضوء على الصراع الأزلي بين الخير والشر داخل النفس البشرية، وكيف يواجه الإنسان قراراته وخياراته اليومية في ظل المغريات والتحديات. تتمحور قصة الفيلم حول شخصية "سامر"، الشاب الذي نشأ على قيم الصبر والمسامحة التي غرسها فيه والده "أحمد"، قبل أن يتعرض لصدمة كبرى بوفاة والده على يد خصمه "فهد"، الشاب المغرور المتسلح بالثراء والسطوة. وقد دفع هذا التحول المأساوي "سامر" إلى صراع داخلي مرير بين التمسك بالقيم أو الانجراف وراء الغضب والانتقام، في حبكة تعكس أبعاداً فلسفية عميقة عن الهوية والانتماء والاختيار الإنساني. ويظهر "فهد" كرمز للغطرسة واللامبالاة الأخلاقية، بينما يجسد والده "ياسين" الجانب المظلم للثروة غير المسؤولة، بما يعكس فجوة واضحة بين الوفرة المادية وغياب التربية القيمية. وفي المقابل، يمثل "أحمد" نموذج القوة العقلانية والحكمة التي تسعى لترسيخ التوازن بين المبادئ الأخلاقية وتحديات الحياة اليومية. إلى جانب قوة السيناريو وبناء الشخصيات، يتميز الفيلم بضخامة إنتاجية لافتة ومشاهد حركية غير مألوفة، ما يجعله علامة فارقة في التجربة السينمائية السعودية. ويسعى الفيلم إلى إبراز التنوع الثقافي والسياحي والعمراني في المملكة، عبر تصوير مشاهد بصرية تنقل للعالم صورة السعودية الحديثة المنفتحة على الإبداع والفنون. وتستهدف خطة التوزيع أسواقاً محلية وعالمية، بما في ذلك أوروبا والولايات المتحدة، في خطوة من شأنها تعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي ودولي لصناعة السينما. ومن المتوقع أن يسهم الفيلم في تنشيط السوق المحلية ودعم المبادرات الوطنية المرتبطة بالفنون والترفيه والسياحة، مثل برنامج "روح السعودية"، بما يرسخ مكانة المملكة على خريطة الإنتاج السينمائي العالمي.