حاول تنظيم الإخوان في تونس، مجددًا، استغلال الأزمات المحلية للظهور مجددًا على الساحة السياسية، وهذه المرة من خلال استغلال أزمة الاتحاد العام التونسي للشغل- أكبر منظمة نقابية في البلاد. جاءت المحاولة الأخيرة عقب دعوة الاتحاد لتنظيم مسيرة احتجاجية بالعاصمة، كجزء من تحركاته؛ للحفاظ على دوره ومكانته على الساحة الوطنية. وقد استغل الإخوان هذه التحركات لمحاولة زعزعة استقرار الدولة، وتشجيع الاحتجاجات والفوضى، بحسب مراقبين سياسيين. وأكد محللون أن تنظيم الإخوان يسعى دائمًا إلى استغلال أي أزمة للبروز مجددًا والقفز على الأحداث، مشيرين إلى أن دعوات بعض العناصر لحشد تدخل الأجهزة الأمنية والعسكرية تمثل تحريضًا على أمن الدولة، وتحاكي محاولات واضحة للتأثير على الاستقرار السياسي. وأشار المحللون إلى أن تنظيم الإخوان، رغم تراجع شعبيته وانتهاء دوره السياسي الفعلي، لا يزال يحاول إثارة الفوضى لضرب أمن الدولة التونسية. من جانبه، أكد الاتحاد العام التونسي للشغل، عبر بيان رسمي، أن المحتجين الذين تجمهروا في محيط مقره بالعاصمة خلال الإضرابات الأخيرة هم المسؤولون عن محاولة اقتحام المقر، بينما شددت الرئاسة التونسية على أن نية المحتجين لم تكن اقتحام المقر، متهمة ألسنة السوء بنشر الأكاذيب، ومؤكدة على إصرار الشعب التونسي على المضي قدمًا رغم محاولات التشويش والتضليل. تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد العام التونسي للشغل، عبر فروعه في مختلف المحافظات، لعب دورًا محوريًا في تعبئة أنصاره وتنظيم الاحتجاجات، بينما تسعى السلطات إلى إعادة ضبط العلاقة التقليدية بين الاتحاد والدولة؛ للحد من تدخل الاتحاد في الشؤون السياسية دون تصعيد الأوضاع على الأرض.