علت الابتسامة العريضة وجه وزير خارجيتنا الجميل صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود وهو يتلقّى تهنئة وزير خارجية روسيا الاتحادية الخبير سيرجي لافروف بفوز نادي الهلال السعودي على مانشستر سيتي الإنجليزي في بطولة كأس العالم للأندية المقامة حاليا في الولاياتالمتحدةالأمريكية. هذه اللفتة الدبلوماسية الذكية من الوزير الروسي تجاه الوزير السعودي في زيارته الأخيرة تعكس الهزة العالمية، التي أحدثها الهلال السعودي في الكرة العالمية، ووصلت أصداؤها إلى كل مكان في العالم، بما فيها الدوائر الدبلوماسية. كان لافروف محقًّا في إشارته الرمزية؛ لأن ما فعله الهلال في هذه البطولة شيء كبير، يبعث على الفخر؛ حيث قدّم في مباراته الأولى مع ريال مدريد مستوى رائعًا، وكرة سعودية جميلة أحرجت بطل أوروبا، وانتزع نقطة ثمينة من المرشح الأول لهذه البطولة، وخرج بالتعادل معه وكان قريبًا جدًا من الفوز عليه، ثم صاحبه في التأهل لدور 16 في البطولة العالمية، بعد أن هزم الفريق المكسيكي، وتعادل مع الفريق النمساوي. كان لاعبو الهلال يتناقلون الكرة في تمريرات قصيرة بينهم بشكل جميل إلى الدرجة التي ترى فيها لاعبي ريال مدريد المخضرمين من أمثال فينيسيوس جونيور يدورون حول أنفسهم؛ بحثًا عن الكرة دون جدوى. المفاجأة الضخمة هي المباراة الإقصائية المثيرة بين الهلال السعودي ومانشستر سيتي الإنجليزي التي انتصر فيه الفريق السعودي بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، محدثًا ضجة كبيرة في وسائل الإعلام العالمية، التي أصبحت تردّد اسم المملكة العربية السعودية والهلال كثيرًا. لقد كان هذا الفوز المثير بمثابة حملة دبلوماسية دعائية كبيرة للدوري السعودي، الذي أثبت فيها الهلال بمستواه الكبير أنه على درجة كبيرة من القوة والإثارة. لقد حقّق الهلال بمشاركته القوية في هذه البطولة العالمية أهداف الرؤية الطموحة، التي جاء بها سمو ولي العهد، التي تستهدف أن يكون الدوري السعودي ضمن أفضل 5 دوريات في العالم. المفرح والجميل في مباراة مانشستر سيتي أن هناك 8 لاعبين سعوديين شاركوا في هذه المباراة، رغم غياب أفضل لاعب آسيوي سالم الدوسري والمدافع حسان تمبكتي بسبب الإصابة؛ بينما نجد أن لاعبًا إنجليزيًا واحدًا فقط شارك مع الفريق الإنجليزي هو فودن. تأهّل الهلال إلى الدور الذي يجعله ضمن أفضل ثمانية أندية في العالم في هذه البطولة العالمية، التي يتم تنظيمها من قبل الفيفا لأول مرة؛ كنسخة تشبه كأس العالم للمنتخبات، وقابل في دور الثمانية فريق فلومينينسي البرازيلي؛ حيث قدّم الهلال مباراة كبيرة، سيطر فيها على مجريات المباراة إلا إن هذه السيطرة لم تشفع له بتعديل النتيجة، وخرج من البطولة بعد أن رسّخ حقيقة جديدة، وهي أن الفرق السعودية التي ستشارك في المحافل الدولية ستنافس بقوة على الألقاب، وليس فقط لمجرد المشاركة. من كان يتخيّل أن فريقًا سعوديًا يجندل ريال مدريد الأسباني، ويقصي مانشستر سيتي الإنجليزي، ويحبس أنفاس فلومينينسي البرازيلي؟ نحن أمام حقبة سعودية عالمية جديدة؛ عنوانها الإصرار والتحدي والمنافسة لتحقيق الألقاب.