في عملية وصفت بأنها من أكثر مهام التجسس تعقيداً وجرأة في تاريخ الصراع الإيراني – الإسرائيلي، نفذ جهاز الموساد الإسرائيلي خطة سرية استطاع من خلالها إدخال طائرات مسيّرة مفخخة إلى عمق الأراضي الإيرانية، مستخدماً وسائل مدنية تمويهية مثل حقائب سفر، وشاحنات تجارية، وحاويات شحن. وبحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، فقد جرى التحضير للعملية على مدار سنوات، بمشاركة شبكات تجارية عالمية يُعتقد أن بعض أطرافها لم يكونوا على دراية بهدف العملية. وتم تهريب مكونات الطائرات المسيّرة إلى داخل إيران، حيث تولى عملاء الموساد عملية التجميع والتركيب والتوزيع على فرق صغيرة تمركزت قرب مواقع استراتيجية مثل بطاريات الدفاع الجوي ومخازن الصواريخ. خطة الموساد لم تعتمد على الطائرات الشبحية أو الصواريخ بعيدة المدى، بل على بنية "جيش خفي" من الداخل. ومع بدء الهجوم الجوي الإسرائيلي مؤخراً، بدأت هذه الفرق بتنفيذ مهام دقيقة شملت تدمير منصات إطلاق الصواريخ وتعطيل الدفاعات الجوية الإيرانية، ما سهّل للطائرات الإسرائيلية فرض سيطرة جوية سريعة وفعالة. ومن النقاط المفصلية في العملية أن إيران، رغم امتلاكها مخزوناً ضخماً من الصواريخ، تعتمد على عدد محدود من الشاحنات لنقلها إلى منصات الإطلاق. وقد استغل عملاء الموساد هذه الثغرة بتفجير تلك الشاحنات، ما أدى إلى شلل في قدرة إيران على الرد السريع. التقرير أشار إلى أن الطائرات المسيّرة المستخدمة كانت بسيطة تقنياً وتُشترى من الأسواق التجارية، لكن تم تعديلها وتوجيهها بدقة استخباراتية جعلت منها سلاحاً فعّالاً في العمق الإيراني، كما تم تدريب قادة الفرق داخل وخارج إيران، بما يضمن الكفاءة والسرية.