من فضل الله تبارك وتعالى على الانسان.. ان وهبه العقل حكمة وتصريفا.. وتدبرا وتدبيراً.. ينير طريقه لصالح ذاته فالعقل زينة.. وكمال.. وعمار القلب برضا مجاري الاحكام.. فالرجل الناجح.. من لا يدير ظهره للاخرين متلهياً بصور ابتدعها لنفسه وافكار غير تراوده بين فينة واخرى بانه صاحب علم.. وغيره جاهل لا يتمتع بشيء يستحق منه الاهتمام.. فيسعى من خلال ذلك وبكل قوة اطفاء شعلة العمل المتوقدة في النفوس. ويسجل في فكره كل وقائع الوقيعة في تخطيط محكم وتنفيذ مدروس.. وكأنه في معركة حربية يقذف الى ساحتها كل ما يملك من دهاء ومكر ليشعل نار الفتنة في الاخرين.. فقول الحق لديه خفيف.. والباطل والزور حقيقة يسعى اليها لعلو بنيانه دون توثيق لاساسه ولم يدرك ان "رب عمل اورث حزناً طويلاً" وان اعظم الخطايا الكذب. والبعض يعتقد انه الصادق في القول والعمل وغيره الكاذب.. الكسول فيقذف هذا بكلام جارح وذاك يلاحقه باشاعات باطلة.. ولم يدرك انه ما ضرب انسان بعقوبة اعظم من الغرور.. وقسوة القلب.. والبعد عن الله عز وجل.. جهد مكدود لا حدود له.. ولكن في الهدم او النيل من الآخرين أما كان اجدر به ان يسخر هذه الطاقات لخدمة الاخرين. ص. ب 52986 -جدة 21573