أكد عبد الله بن أحمد الثقفي مدير عام التعليم بمحافظة جدة أن إغلاق المدارس المخالفة آخر الحلول التي يلجؤون إليها لحماية سمعة التعليم، وكشف عن إنشاء مكتب تنفيذي للتعليم الأهلي والعالمي، يضم ممثلين عن الطلاب والمستثمرين ومسؤولي وزارة التعليم وبعض الجهات الحكومية ويملك صلاحيات واسعة، بهدف مواجهة كل التحديات والمعوقات التي تواجه القطاع، عبر التعامل المباشر مع المكتب الذي سيعتمد على أحدث وسائل التنقية لمواكبة التطور الذي يشهده التعليم في شتى أرجاء المعمورة. وشدد الثقفي على ضرورة الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص في التعليم خلال لقائه مع ملاك ومالكات المدارس الأهلية بجدة في قاعة عبد القادر الفضل بالمقر الرئيسي لغرفة جدة صباح الثلاثاء الماضي بحضور الأمين العام لغرفة جدة عدنان بن حسين مندورة ورئيس وأعضاء لجنة التعليم الأهلي بغرفة جدة. وتبع اللقاء ورشة عمل تحت عنوان "نحو تواصل أفضل.. ماذا يريد الملاك من اللجنة؟ وماذا تريد اللجنة من الملاك؟. وقال مدير تعليم جدة عبد الله الثقفي خلال اللقاء: يشكل التعليم الأهلي ما يقارب 25% من حجم التعليم بالمملكة، ويحتل مكانة كبيرة في محافظة جدة التي تشهد حركة نشطة على صعيد التعليم الأهلي والعالمي، ونسعى في إدارة التعليم إلى توثيق العلاقة بين الطرفين لما يساهم في تطوير الحركة التعليمية ويحقق أمال وتطلعات الوطن والمواطن، ويساهم في اخراج جيل جديد من الطلبة والطالبات قادر على تحمل المسؤولية، لا ننكر أن هناك هدف تجاري في منظومة التعليم الأهلي والعالمي وهذا أمر طبيعي، لكن هناك معايير مهمة تسعى إدارة التعليم لتطبيقها للمساعدة على الارتقاء بالتعليم وتحقيق أفضل المخرجات.وأشار إلى إن إنشاء مكتب للتعليم الأهلي والعالمي في إدارة التعليم جاء بهدف إعادة هيكلة العلاقة بين الطرفين بما يسمح بمواجهة وحل جميع التحديات، حيث ستشهد الفترة المقبلة إنشاء مكتب تنفيذي يحقق هذه الشراكة الكاملة، يضم ممثلين عن الإدارة وملاك المدارس والمعلم والطالب وبعض الجهات الحكومية ويملك صلاحيات واسعة، ويتولى حل جميع المعوقات والتعامل بشكل يومي مع كل المعاملات التي تخص القطاع، بحيث يجد كل المتعاملين مع القطاع ما يبحثون عنه في مكان واحد، ويعتمد المكتب بشكل كبير على أحدث وسائل التقنية بما يسمح بإنجاز كثير من المعلومات إلكترونياً من خلال ملء الاستمارات والمعاملات من المنزل، ونسعى لوجود مندوبين دائمين من الجهات الحكومية والغرفة التجارية داخل المكتب. وأكد الثقفي أنهم يشعرون بالحزن عندما تضطر إدارة التعليم في محافظة جدة إلى أغلاق أية مدرسة مخالفة.. وقال: ندرك أن المدرسة ليست محلاً تجارياً أو مطعماً بل مؤسسة تعليمية ترعى وتؤهل مئات الأبناء من الجيل الصاعد، لذا نراجع كل المخالفات التي تأتينا ونسعى جاهدين إلى البحث عن كل الحلول لتقويم الوضع، ويكون قرار الإغلاق هو آخر الحلول التي لا مفر منها لحماية سمعة التعليم في جدة، حرصاً على الطالب الذي يمثل محور العملية التعليمية، ونعمل على أن يكون المشرف التعليمي عوناً لهذا القطاع ولا ينحصر دوره في اقتناص الأخطاء.وأوضح الأمين العام لغرفة جدة عدنان بن حسين مندورة أن الاستثمار في الإنسان هو أفضل الاستثمارات على الإطلاق حيث تولي حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله اهتماماً خاصاً بالتعليم العام والخاص على اعتبار أنه أحد مقومات التنمية الشاملة، مشيراً إلى النمو الكبير الذي شهده التعليم الأهلي والعالمي والذي اقترب من 10% وفق الاحصاءات الرسمية. وأشار إلى دور غرفة جدة في المساهمة والتعاون مع الجهات التعليمية العامة والخاصة في إثراء الاستثمار في هذا المجال وبحث ودراسة واقع التعليم الأهلي وإسهاماته في خطط التنمية وتطوير وتفعيل المدارس الأهلية وآلية دعمها فضلاً عن تبادل الخبرات والتجارب التعليمية الناجعة بين مالكي ومالكات المدارس الأهلية على مستوى المملكة بالتعاون مع كافة الجهات الحكومية المعنية بالتعليم الأهلي. واستعرض رئيس لجنة المدارس الأهلية مالك غازي بن طالب أبرز الانجازات التي حققتها اللجنة خلال الدورة الحالية، وقال إنها علاوة على دورها في نشر التوعية داخل القطاع عملت على جمع كل التحديات والمعوقات التي تواجه القطاع وعرضته على المسؤولين في الجهات ذات العلاقة، كما قدمت العديد من الدورات التدريبية لمالكي المدارس والمديرين والمعلمين وملتقيات ناجحة للطلاب الموهوبين، وعملت على نقل الخبرات بين المدارس وبعضها وأنشأت لجنة علمية لمناقشة البرامج العلمية والتربوية المقدمة للجنة من الجهات الخارجية، وأنجزت ما يزيد عن 35 فعالية ومناسبة ساهمت في إثراء القطاع وعرض كل المعوقات التي تواجهه.