نظرتُ إلى الشاشة وإذا به رقم لم يسجل عليه اسما، لا أدري لماذا أشعرُ أن دقاتِ قلبي توقفت، شعرتُ بغثيان شديد ، رقمُ هذا الشخص لم يكن غريباً علي شعرتُ وكأني أُعيد قراءة حروف إسمي نعم لا تستغربوا هذا الرقم كنتُ دائماً مَ أكتبه مَ أرسل له الرسائل كان أكثر الأرقام التي قد حفظتها في حياتي، كان صوتُ الهاتف يزداد رنينه وأنا في خيالٍ لا ينقطع ترى لماذا يتصلُ الآن ؟ الم يقل أنه لن يعاود الاتصالَ أبداً ؟ شعرتُ أن الهاتف بدأ يملُ من طول انتظاره لابهامي، وفجأة وبلا شعور مني تحركَ إبهامي ليسحبَ ع الضوءِ الأخضر في شاشة الهاتف، لماذا فعلتها ي إبهامي أتريد أن تضعني في موقف لا أريد أن أكون به ؟ وضعتُ سماعة الهاتف ع أذني، التزمتُ الصمتْ دقاتُ قلبي لم تتزايد أبداً فَ أنا قد قلتُ لكم إنها توقفت من أول رنة لهاتفي، مرحباً. السلامُ عليكم ي عهد يااه كان صوته أشبهُ بصوتِ قطراتِ مطر يهطل ع مدينة لا تعرف المطر منذُ قرون، كان أجملَ من صوتِ عصافير الصباحْ ، لا لا لم يكنُ الصوتُ هكذا، بل كانَ أشبهُ بجلمود سقطَ من أعلى جبل ليحطمَ قريةً كاملة ويمحوها . وعليكم السلام ، قلتها بلسانٍ آخرس لا أدري كيفَ استطاعَ أن ينطقها. _ عهد أنا أعلم انكِ متفاجأة من اتصالي، ولكن أحببتُ أن أباركَ لكِ على زواجكِ وأتمنى لكِ حياةً سعيدة. الله يّ بارك فيكْ وشكراً لك ي خالد، أقفلت الخط ع الفور لم استطع الوقوف ع قدامي أنهرتُ سريعاً، أجهشتُ بالبكاء بكيتُ بصوتِ غير مسموع وهذا أشدُ أنواع البكاءِ ألماً ركضتُ إلى الحمام كان الحمامُ مشغولاً حاولتُ فتحه وإذا بصوتِ أخي الصغير يخرجُ منه وهو يلعب بالماء، ركضتُ إلى غرفة صغيرة في آخر المنزل، لا أريدُ أن يراني أحد وأنا ع هذه الحالة، بكيتُ كثيراً لماذا ي خالد لماذا تتصل ؟ لماذا تسمعني صوتك ؟ لماذا تحاول أن تشعل نار ضعفي في قلبي ولماذا تحاول أن توقضَ الطفل الذي بداخلي، أنا عاجزه لا أستطيعُ أن أكمل هذا اليوم أود أن أرحل الآن، شعرتُ أنه لا حياة بدون خالد ، نهضتُ بقوة وأنا أركضُ نحو هاتفي، عاودتُ الاتصال بخالد لم يردْ علي كررتُ الاتصال مرةً تلوى الأخرى لكن لا جدوى، يا إلهي ماذا حدثْ له؟ شعرتُ بدوارٍ شديد ركضتُ نحو المغسلة وأنا ممسكة بفمي، بدأتُ اتقيأ بشكلِ مقزز وحزين، لا أعلم مَ ذا أفعل الآن، بكيتُ بصوتِ عالي مسموعْ، كل مَ أتذكرهُ إني سقطتُ ع الأرض، استيقظتْ وأنا في المشفى لا أستطيعُ الحراك، فتحتُ عيناي وأنا انظرُ لسقف المشفى، كان الجميعُ حولي، ومنذُ ذاك الوقت وأنا هنا عانس لم اتزوج. قاطع كلامي الانسة فاطمة: من كان خالد هذا ؟ هل كان حبيبكِ ؟ نعم كان كل شيء في حياتي، اكتفيت بالصمت ولا أريد مدحُه أمامها. _ حسناً ولكن لماذا لم يأتي ليتزوجكِ بدلاً من أن يبارك لكِ بابن عمكِ ؟ كان خالد في السجن ولم يستطع أن يأتي " رحمه الله " _ اوه! يعني أنه ماتَ الآن ؟ كان مصاباً بمرضٍ خطير ، كانت مكالمتي تلك آخر مكالمة لي معه، وليتني لم أقفل الخط، ليتني أكملت الحديثَ معه ، ليتني حاولتِ اضحاكه لأسمع ضحكته، ليتني وليتني وليتني هذا لن يفيد في شيءٍ الآن. حسناً ي فاطمة أنا راحلة وأعذريني إن كانت قصتي قد عكرتَ لكي جوكِ. كتبه / قلم جاف