رفع الدكتور ناصر بن محمد الجهيمي نائب الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز تعازيه الحارة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وإلى ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وإلى ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بوفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله معبراً عن حزنه وفجيعته بهذا المصاب الجلل والفقد الكبير لملك القلوب رحمه الله ، وقال الدكتور ناصر الجهيمي :" لقد فقدنا والد الجميع وقائدا عربيا وإسلاميا استثنائيا ذا قيمة عميقة في العمل العربي وقامة عالية في الفعل الإسلامي خدم دينه بكل ما يملك من مشاعر مؤمنة صادقة وعبرت مسيرته العاطرة عن حبه وخدمته للشعب السعودي الذي بادله المحبة بالمحبة والتقدير بالتقدير، وعمل بقلب نابض بالإخلاص والنقاء لخدمة القضايا العربية والإسلامية وتنمية المشترك الإنساني الإيجابي مع مجتمعات العالم المختلفة، توحدت حول شخصيته النقية وسريرته النبيلة عيون التقدير والاحترام والإجلال من القاصي والداني، وما هذا الاجماع الدولي والإقليمي من الدول والهيئات ودور الافتاء على مصاب فقده إلا شاهد تاريخي على جلالة أعماله التنموية والإنسانية ودوره الفاعل في إصلاح ما يعتري الأمة من شحن وأعطاب وترميم وخلافاتها واختلافاتها فكانت كلمته سراجاً وهاجاً للقادة العرب والزعماء المسلمين ومحل عرفان من الرؤساء في العالم أجمع. وأضاف نائب الأمين العام : " كان الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله رؤوماً ورؤفا بشعبه ولن تنسى الذاكرة الشعبية زيارته للأحياء الفقيرة حين كان وليا ً للعهد ، ولن تنسى آلية التوثيق التاريخي انحياز قراراته للمواطن البسيط والمحتاجين والفقراء حيث زادت مخصصات الضمان الاجتماعي أكثر من ثلاثة أضعاف وكان فائض الميزانية أمراً تاريخياً لم يسبق أن حققته المملكة العربية السعودية، وفي عهده وبأمره حصلت أكبر توسعة للحرمين الشريفين خدمة للإسلام والمسلمين ، وفعّل رحمه الله حوار الأديان في رؤية تعبر عن روح الإسلام العظيمة وإنسانيته المتحضرة ، كما قاد البلاد في ظل الفتن والقلاقل المحيطة ومن بين رائحة البارود وصوت الرصاص إلى بر الأمان والأمن والاستقرار، فجزاه الله خير الجزاء وكتب له عز وجل أعماله وتبرعاته ودعمه للمواطن السعودي والعربي والإسلامي صدقة جارية إلى يوم القيامة " كما قدم نائب الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز للشعب السعودي والأمة العربية والإسلامية تهانيه الخالصة وتبريكاته الصادقة بمناسبة تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم وإلى صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على الثقة الملكية السامية في مناصبهم الجديدة مشيراً إلى الانتقال السلس والسهل للحكم في مرحلة حساسة ودقيقة هي انتقال الحكم كما يصفها السياسيون هذه ميزة تاريخية سعودية قد لا تدركها أكبر عقول المفكرين في الديمقراطيات الغربية تعبر عن الشفافية بين ولاة الأمر والشعب السعودي وتعكس اللحمة الوطنية الوثيقة التي تعيشها المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ووسط بيعة شرعية عظيمة ويوم مشهود شارك فيه كل فئات المجتمع السعودي، وشهده قصر الحكم هذا الرمز التاريخي العميق في تاريخنا الوطني الذي انطلق منه الحكم في الدولة السعودية الحديثة، وتكرر في تاريخ الدولة السعودية التي هي امتداد للدولة الإسلامية الأولى ، وأضاف الدكتور ناصر الجهيمي بقوله : " إننا موعودون بعهد مشرق ومستقبل زاهر في كافة مجالات الحياة ومكوناتها ذلك أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود حفظه الله رجل سياسي محنك ، وقائد وطني واعٍ لواقع شعبه وأمته فقد تربى وترعرع في مدرسة والده المؤسس طيب الله ثراه السياسية وخبر في مجالسه أمور الحياة وشؤون الحكم،وقد عاصر والده في حكمه وعاصر خمسة من الملوك من أشقائه وإخوانه، وكان بمنزلة المستشار لهم وأمين سر العائلة الحاكمة وواجهة الأسرة الملكية في اتصالها مع الشعب سواء من خلال إمارته لمنطقة العاصمة الرياض لأكثر من أربعة عقود أو في مجالسه حفظه الله التي تتحقق فيها عوامل التواصل والاتصال مع كافة شرائح المجتمع، واتصاله بالمثقفين والإعلاميين وقادة الرأي والمفكرين وتواصله مع الفعاليات العلمية ودعمه للتاريخ الوطني من خلال باحثيه ومؤرخيه ومؤسساته لإيمانه بحركة التاريخ وفلسفته ودروسه ولكونه مؤرخ الأسرة الحاكمة وسادن التاريخ السعودي بل ومن صنّاع مجدنا الوطني، ودأبه على خدمة ورعاية طلاب العلم والعلماء وحفظة كتاب الله وتشجيعهم ، ورعايته للمشروعات الإنسانية بترؤسه في حياته لجان الإغاثة المختلفة للعرب والمسلمين والإنسان في كل أرجاء العالم ، ورعايته لذوي الاحتياجات الخاصة ورعايته للأيتام واليتيمات ، كل هذه الأعمال هي صنو الملوك الأبرار، فخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله رجل دولة يتميز بالحكمة وسعة الأفق والخبرة في الحدث والناس امتلك كل هذه الصفات قبل مجيئه للحكم وسننعم بها كشعب محب وفيَ بعد توليه الحكم، فقراراته السديدة ومراسيمه السامية بتعيين أخيه صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد ونائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزيراً للدفاع ورئيساً للديوان الملكي تعكس اهتمامه الكبير باستقرار الحال بعد المصاب الأليم ويسد على المغرضين أبواب الكيد ونوافذ الحقد في ظل منطقة جغرافية ملتهبة ليعلن حفظه الله استمرار المسيرة ، وبقاء المنهج، وصفاء السريرة ، داعياً في أول خطاب له إلى وحدة الصف العربي ووحدة المسلمين أمام ما يحاك لهم من المكائد والأخطار، واختتم نائب الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز تصريحه قائلاً : "نهنئ أنفسنا ووطننا والعالم العربي والإسلامي بملك وقائد قضى جل عمره بجوار إخوانه الملوك يخلص لهم الرأي والمشورة وصنع معهم النهضة الوطنية الشاملة التي على رأسها الإنسان بكرامته وعقله وعزته، ليستلم حفظه الله راية الوطن الذي أحبه وبادله الشعب الوفاء والولاء في السراء والضراء ليستمر وطننا قدوة ورمزاً للمسلمين وقلباً نابضاً للعرب تسخر طاقاته لتنمية الإنسان العربي ودفع صوت الحق عالياً لقضايا الأمة الإسلامية في المحافل الإقليمية والدولية، كما ندعو للملك عبدالله بن عبدالعزيز بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته، ونبتهل إلى الله عز وجل أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى ما فيه رفعة الإسلام والمسلمين ونهضة الوطن ووحدة الأمة العربية والإسلامية".