كلنا أشدنا بالأداء والمستوى الذي قدمه منتخب الإمارات في الجزء الأخير من منتصف الشوط الأول في لقائه مع منتخبنا الوطني مساء يوم الأربعاء الماضي ولم نحاول أن نقلل أو نستخف بالجهد والدور والأداء المنظم الذي ظهر به الأبيض في ذلك السجال، وكان بالفعل منافساً شرساً أحرج الأخضر في معظم فترات شوط المباراة الأول، ولم نشاهد منتخب الإمارات يلعب بتلك الروح والمستوى والإصرار على الكسب منذ عدة سنوات، رغم أن المقارنة بين الكرة السعودية والإماراتية على كافة الأصعدة والمستويات ليست واردة وكفة التفوق تميل كثيراً لصالح الأخضر والتاريخ خير شاهد على ذلك، لهذا يجب أن يعرف ويعي ويدرك الأستاذ يوسف حسين أحد محللي برنامج المجلس الذي يبث عبر قناة الدوري والكأس بأن منتخبنا الوطني ليس بحاجة إلى هدايا الفوز من منتخب الإمارات وخلافها من الهبات والعطايا حتى يحقق ذلك الانتصار ويحصد نقاط الكسب، وإذا أراد الأستاذ يوسف حسين أن يتحدث عبر وسيلة إعلامية مرئية يشاهدها الملايين في الوطن العربي وخارجه يجب عليه أن يكون منطقياً في كلامه ومنصفاً في تحليله وعقلانياً في طرحه حتى يكون مقنعاً للآخرين ويحظي باحترام وتقدير المشاهدين وينال الكثير من الرضا والقبول، أما إذا استشاط غضباً من فوز منتخبنا وثارت حفيظته وتوترت أعصابه بعد أن قلب الأخضر نتيجة المباراة وحولها من خسارة إلى فوز مستحق فهذا شأنه وعليه أن يلجأ إلى طبيب نفسي يعالجه من داء الحقد والحسد الذي بات ظاهراً على تصرفاته وانفلات أعصابه حتى يتسم بروح رياضية محضة تتقبل الخسارة مثلما تفرح للفوز ويصبح بعيداً عن التعصب الأعمى لكي يظل لرايه قيمة ومعنى وهدف ومضمون، وفي نفس الوقت يكسب احترام المشاهدين، فما قاله يوسف حسين عقب فوز الأخضر على الأبيض عبر برنامج المجلس اتهام مرفوض يندي له الجبين وغير مقبول إطلاقاً حتى لو كان هذا رايه أو وجهة نظره، فنحن نؤمن بالرأي والرأي الآخر ولا نصادر آراء الآخرين أو نحاول نسفها وتسفيهها، لكننا نصغى وننصت تماماً ونتقبل بروح رياضية الطرح المتزن المبني على أسس ومفاهيم صحيحة، ولا نغضب إذا أعطي كل فريق حقه المشروع، أما الالتفاف حول الحقائق وإظهارها بشكل مشوه ومحاولة التقليل من فوز منتخبنا وإلقاء الكلام على عواهنه جزافاً بدون تقنين ونسب ذلك الكسب إلى عامل الحظ وعدم الاستحقاق والهدايا فهذا تخريف وتسويف وهذيان وإرهاصات ليست لها صلة بما حدث على أرض الواقع، وهي مجرد سموم حاول يوسف حسين نفثها على أجواء المجلس بهدف التقليل من علو كعب الكرة السعودية على الإماراتية نتيجة ثورته الاستفزازية الطاغية بدون مبرر تشفع له ذلك الانفعال والخروج عن النص، مع أن تأهل الأخضر إلى نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة على التوالي بأذن الله سوف يكون تشريفاً للكرة العربية والخليجية على وجه التحديد يثلج صدورنا جميعاً، وأخيراً أدعو للأستاذ يوسف حسين بالشفاء العاجل حتى يكون متزناً في طرحة وعقلانياً في كلامه والله الهادي إلى سواء السبيل. وقفة للتأمل * أعتقد أن القائمين على شؤون قناة الدوري والكأس يرفضون التدخل في شؤونهم ووصايا الغير عليهم حتى يملي الأستاذ يوسف حسين رأيه ويطالبهم بتغيير شعار القناة والمعلقين على المباريات، فهذه المسائل خاصة بهم و لا مجال للنقد الأهوج كون اللقاء أسند للمعلق ناصر الأحمد الذي كان عادلاً ومنطقياً ومتزناً في تعليقه وأعطى كل منتخب حقه المشروع، وإذا رأى الأستاذ يوسف حسين خلاف ذلك فهذا أمر يخصه،وقد أحسن الأستاذ خالد جاسم مقدم البرنامج الرد عليه عندما ألجمه بكلمات كانت مقنعة لكافة المشاهدين بمن فيهم الحاضرون في المجلس. [email protected]