في إطار تقييم الخطاب الأخير لأوباما الذي أظهر الكثير من توجهاته فى سياساته الخارجية، أوضح ديفيد ماكوفسكي، مدير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ومدير مشروع مبادرة عملية السلام فى الشرق الأوسط، أن الرئيس أوباما سيركز اهتمامه بقدر كبير على القضايا الداخلية والمحلية أولاً وسيعمل على حل الكثير من الأمور التى تشغل بال الشعب الأمريكي. وأكد خلال حواره مع برنامج "الجهات الأربع" المذاع على قناة الحرة أنه لا يعتقد أن وزير الخارجية دون كيري سيكون ناشطاً في الساحة الدولية خاصة أن انتباه الرئيس أوباما سيتركز على موضوعات أخرى باستثناء الموضوع الإيراني. وأضاف أن أوباما سيعمل فى أول عامين من عهده على سد حاجات الاقتصاد الأمريكي وحل ما به من أزمات كبيرة، حيث إن برنامجه الانتخابي قام على أساس تلك النقاط الرئيسية وهي حل الأزمات الداخلية مثل الضرائب والركود الاقتصادي وغيره من الشئون المحلية، متوقعاً أن يخصص أوباما آخر سنتين من عهده لحل الأزمات الخارجية والنظر إلى منطقة الشرق الأوسط بعين أوسع من التى ينظر بها الآن. ونوه إلى أن أوباما سيدعم كيري في محاولات حل القضايا الخارجية مثل أفغانستان وباكستان وسوريا وغيرها من قضايا الشرق الأوسط، ولكنه لن يكون منتبهاً كثيراً في حل تلك القضايا، كل هذا بخلاف القضية الإيرانية التي تخص البيت الأبيض نفسه والتي تتشارك جميع المؤسسات الكبرى في الولاياتالمتحدة في حلها. وفي سياق متصل، أكد أدموند غريب، أستاذ في الجامعة الأمريكية في واشنطن، أن أوباما وحده هو الذى سيقوم بتحديد السياسة الخارجية والسياسة الدفاعية بنفسه على الرغم من أن وزير الدفاع الجديد له مكانته المعروفة في اتخاذ القرار ومن المؤكد أنه سيقدم النصح إلى أوباما في الكثير من القرارات ولكن القرار النهائي سيكون في يد البيت البيض والرئيس أوباما بصورة كبيرة. وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة ستقوم بعملية إعادة النظر في الكثير من المساعدات التي قدمتها إلى الكثير من الحكومات كما هو الحال في مصر وتونس ومالي حيث إن تلك المساعدات أدت إلى ظهور حركات وأنظمة جديدة وصلت إلى سدة الحكم دون النظر لأهمية وصول تلك الأنظمة ومدى خطورة هذا الوصول على الولاياتالمتحدة نفسها. وأشار أرون دبفبد ميلر، نائب رئيس مركز وودر ويلسون الدولي للباحثين، إلى أن أوباما تحدث في خطابة الأخير عن الطبقة الوسطى وليس الشرق الأوسط، وهذا ما يؤكد نيته في محاولة البعد وتجنب الكثير من قضايا الشرق الأوسط حتى لا يورط الولاياتالمتحدة في الكثير من الحروب. وأكد أن أوباما يريد أن يجعل الولاياتالمتحدة في منأى عن الصراعات الكبيرة في المنطقة مثل الصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية التي يمكنها أن تورط الولاياتالمتحدة في الكثير من المشاكل.