أعلنت مدينة الملك فهد الطبية عن إطلاق البرنامج الوطني لزراعة وتأهيل القوقعة، بالتعاون مع مستشفى سنسناتي للأطفال في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهو أول برنامج يتم إنشاؤه تحت مظلة وزارة الصحة وتنفذه مدينة الملك فهد الطبية. وقال الدكتور عبدالله العمرو المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية، إن إطلاق هذا البرنامج جاء بدعم وبتوجيه من معالي وزير الصحة الدكتور حمد المانع مشيراً إلى أن هذا البرنامج المتخصص في زراعة وتأهيل القوقعة يعد إضافة كبيرة للخدمات الصحية التخصصية التي تقدمها المدينة الطبية، وأن هناك حاجة ملحة لمثل هذه البرامج حيث تشير الإحصائيات إلى ازدياد حالات الإعاقة السمعية في المملكة منذ الولادة والتي تقدر نسبتها ب 1.7 في المائة من إجمالي عدد المواليد في المملكة. وأوضح العمرو أن المدينة أطلقت البرنامج بعد دراسة وتأهيل للكوادر الطبية، وتعاون مع مستشفيات عالمية متخصصة في هذا الجانب، وتم تصميم البرنامج وفقا للمعايير العالمية من أجل أن يكون برنامجاً نموذجيّاً يمكن الاستفادة منه في إنشاء برامج أخرى داخل المملكة، ومركزا تدريبيًّا وبحثيًّا. وأضاف: "توفر خدمات طبية تخصصية في مدينة الملك فهد الطبية جاء بفضل الدعم الذي يحظى به القطاع الصحي في المملكة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك الإنسانية وسمو ولي عهده الأمين، ومتابعة ودعم معالي وزير الصحة"، موضحا أن نجاح هذا البرنامج والبرامج الطبية الدقيقة يتطلب وجود مراكز طبية متخصصة، وهو الهدف الرئيسي من تشغيل مدينة الملك فهد الطبية بأن تكون مدينة تخصصية مرجعية تقدم خدمات طبية تخصصية وفقا للمعايير العالمية، لافتاً إلى أن هذا التوجه جاء وفقا لمتطلبات وضع القطاع الصحي في المملكة خاصة في ظل ارتفاع الإصابة بأمراض يتطلب علاجها مراكز متخصصة مثل: أمراض الدم والأورام، أمراض القلب وأمراض السكر، وارتفاع نسبة الإصابة بالجلطات الدماغية، إضافة إلى الإعاقة السمعية. من جهته، بين الدكتور أحمد أبو عباة المدير الطبي لمستشفى التأهيل المشرف العام على البرنامج الوطني لزراعة وتأهيل القوقعة، إن إعداد وتصميم البرنامج جاء بعد دراسة متخصصة وتحديد للإمكانيات المطلوبة للتنفيذ من كوادر طبية وأجهزة وتقنيات حديثة، وتم وضع خطة عمل متكاملة للتطبيق، وقال: "بدأنا في إعداد البرنامج التأهيلي قبل عامين وشرعنا في تهيئة البنى التحتية واستقطاب الكفاءات اللازمة، لتكون طبقا للمواصفات العالمية، إضافة إلى البحث عن أفضل البرامج العالمية المتخصصة في برامج زراعة وتأهيل القوقعة حيث تم التعاون مع مستشفى سنسناتي بالولاياتالمتحدةالأمريكية وذلك لخبرتهم في مثل هذه البرامج ولتقديم الدعم والمشورة في وضع الخطط لإنشاء هذا البرنامج ليكون نواة لمركز وطني لزراعة القوقعة الالكترونية، وتقديم المعينات السمعية الأخرى ومركز أبحاث في الإعاقات السمعية.وأفاد الدكتور أحمد أبو عباة أنه تم تدريب فريق تأهيلي متكامل يقوم بعملية التأهيل قبل وبعد العملية والتي تعد أهم المراحل في نجاح برنامج زراعة القوقعة، مشيرا إلى أن البرنامج يسعى لإعداد برنامج تأهيلي مدته ستة أشهر قبل إجراء العملية، يتم من خلاله تحديد عمر المريض ونوع إعاقته ومدى قابلية ذويه لإجراء العملية من قبل فريق متخصص في السمعيات والتخاطب. وعلى السياق ذاته، أكد الدكتور عبد الرحمن بن أحمد السنوسي رئيس فريق زراعة القوقعة في مدينة الملك فهد الطبية، إتمام ثلاث عمليات زراعة قوقعة تمت مؤخراً في المدينة الطبية، وأن المرضى يخضعون حاليا لبرنامج تأهيلي مكثف يستمر لمدة ثلاث سنوات مقبلة. وبين الدكتور السنوسي أن عملية زراعة وتأهيل القوقعة تمر بمراحل عدة يشترك فيها مع الجراح أكثر من تخصص في التخاطب والسمعيات والسلوك حيث يقوم الفريق المتخصص بإيضاح أهمية إجراء العملية ونسبة نجاحها والمضاعفات المتوقعة، وبعد إقناع المريض وعائلته ومدى وتقبلهم للعملية يخضع المريض لمرحلة تأهيل مكثفة يتم من خلالها إجراء الفحوصات اللازمة مثل الأشعة المقطعية واستشارة تخصصات أخرى ذات علاقة، لافتا إلى أنه بعد عملية الزراعة بستة أسابيع يقوم اختصاصي السمعيات بعمل برمجة للقوقعة الالكترونية، وتأتي بعد ذلك عملية التأهيل من قبل اختصاصي التخاطب حيث تصل إلى ثلاث سنوات وخاصة في الأطفال المصابين بصمم منذ الولادة، وتكون أقصر في المرضى الذين أصيبوا بصمم بعد اكتسابهم اللغة.