أجمل فترات عمر الإنسان مرحلة الشباب التي تتوسط مرحلة الطفولة والرجولة، ولعل أجمل ما يميز هذه الفترة عن غيرها من الفترات الأحلام والآمال والتطلعات حيث تتوهج طموحات الإنسان نحو بناء مستقبله وحياته، وتكوين شخصيته وموقعيته في المجتمع الذي ينمو بداخلة، فهي مرحلة مهمة تتسم بالعطاء والبذل والطموح، فيها تتأصل الجوانب الأخلاقية والسلوكية بشكل يصعب تغييره فيما بعد، فبناؤهم بشكل صحيح مستسقى بالهدي الشرعي الذي يتعلمونه خلال مراحل التعليم يجعلهم البنية الصلبة التي يقف عليها المجتمع، فهم رجال المستقبل، وهم الذين تعقد عليهم الآمال، ويستنير بهم الغد المشرق، وتحمل على عواتقهم التطلعات المستقبلية لنمو وازدهار الوطن، فالأحلام والآمال لديهم في هذه المرحلة كثيرة، إلا أن عدم تحقيقها يعود لعدة أسباب منها: عدم معرفتهم بالأهداف التي يرغبون في تحقيقها مما يولد لديهم نوعاً من الضغوط النفسية والعصبية التي تقودهم إلى مهاوي التردد والقلق ثم السلبية المفضية إلى الذهنية الرعوية التي تنتظر أن يفعل بها ولا تفعل نتيجة عدم وجود جهات إرشادية تنويرية توضح لهم ما أشكل عليهم من أمور، ومن ثم الفراغ الذي يغبط عليه العباد. وقد وضح الشيخ محمد قطب رحمه الله كيف عالج الإسلام هذا المشكل (الفراغ) فيقول والإسلام حريص على شغل الإنسان شغلا كاملا منذ يقظته إلى منامه كذكر الله في القلب، وغفوة الظهيرة في الهاجرة، والسمر البريء مع الأهل والأصحاب، والتزاور، والدعابة اللطيفة النظيفة، وبذلك لا يجد الفراغ الذي يشكو منه – وعدم وجود رعاية حقيقية وفعلية جادة توفر لهم فرص العمل الكافية والكفيلة بسد احتياجاتهم وإشباع رغباتهم بالعمل الجاد الذي يوفر لهم مستوى دخل كافي يستطيعون من خلاله الاكتفاء والاستغناء عن أسرهم، ومن خلاله يستطيعون توفير بعض المال الذي يحققوا به أحلامهم التي تبدأ صغيرة ولا تلبث أن تكبر مع مرور الأيام، وقد أوصى المصطفى عليه الصلاة والسلام بالشباب: (أوصيكم بالشباب خيراً فإنهم أرق أفئدة، لقد بعثني الله بالحنيفية السمحة، فحالفني الشباب وخالفني الشيوخ) فالتعليم يزود الشباب بالمعارف والمهارات والاتجاهات وأنماط السلوك والقدرة على حل المشكلات التي يحتاجها المرء في حياته ليكون شخصاً منتجاً، فتوجيههم التوجيه الصحيح أمر واجب لما لذلك من النفع الذي يعود على المجتمع بالخير الوفير، فتحقيق طموحاتهم مطلب وطني تشارك فيه جميع الجهات المختصة بمضاعفة الجهود المخلصة البناءة الهادفة لإضاءة سبل الحياة أمامهم. * همسة: لا شعاع بدون نور. ومن أصدق من الله قيلاً (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ). ناسوخ: 0500500313