الجامعة .. والتخصص المناسب

الحصول على الشهادة الثانوية هو نهاية مرحلة الدراسة التقليدية ، وبداية مرحلة دراسية مختلفة تماماً عنها ، ففي الجامعة تختلف طريقة التدريس ، ونوعية التعليم ، ولكي يستطيع خريج الثانوية العامة من السير بطريقة صحيحة داخل أروقة الجامعة ينبغي عليه تحديد التخصص العلمي الذي يميل إليه ليتمكن من تحقيقه خلال الفترة النظامية المحددة لإنهاء متطلباته ، فهذه نقطة البداية الجامعية بعد القبول بها ، وذلك ليس بالأمر السهل ، والمتأمل في واقع خريجي المرحلة الثانوية يلاحظ جهلهم في معرفة أساسيات المستقبل الذي ينتظرهم نتيجة عدم وجود توجيه مسبق من قبل وزارة التربية والتعليم والجهات المختصة الأخرى يوضح لهم تلك المبادئ قبل مغادرة المرحلة الثانوية ، ويوجه كل طالب إلى الجهة التي يُرى أنه سوف يحقق فيها نتائج ايجابية يكن مردودها هادف بعد التحاقه بالحياة العملية ، وبذلك يكون قد سدد بعض من الواجبات التي عليه لهذه لحكومة الرشيدة التي لم تبخل على تعليمة خلال فترة عمره الدراسي ، ولفقدان هذه الحلقة التي تجعل السلسلة غير منتظمة فإنه يتوجب على المتقدمين للجامعات توخي الحرص عند تحديد التخصص العلمي الذي سوف يدرسه كلاً منهم خلال الأعوام القادمة ، لأن ما سيتعلمونه سيحدد مجال عملهم في المستقبل ، فاختيار التخصص الجامعي من أهم قرارات الطالب طوال فترة دراسته التي قضى فيها من عمرة اثنا عشر عام ، فهو اختيار ذو طابع خاص ، وعليهم أن يضعوا أمام أعينهم ثلاثة أمور يجب أن ينجحوا في اجتيازها ليستطيعوا الاختيار الصحيح ( الرغبة – الفرصة – القدرة ) ومن ثم معرفة نوعية المواد الدراسية وطريقة التدريس لكل تخصص ، ومعرفة فرص العمل المتوقعة بعد التخرج ، لأن الأخذ بالأسباب أمر واجب ، ومن أهم السنن الربانية التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يوجه أصحابه رضوان الله عليهم دائماً إلى مراعاتها في جميع أمورهم الدنيوية والأخروية على السواء { فَأَتْبَعَ سَبَبًا} وللتشاور المثمر مع الغير من أصحاب العقول الناضجة والخبرات دور فعال في تحديد التخصص السليم لتكملة مسيرة التعليم الجامعي { وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ } لأن ما يناسب طالب ما قد لا يناسبك ، والعكس ، والسبب يعود لأننا مختلفون في الميول الشخصية ، وطبيعة الشخصية ، ومعرفة ذلك مع التوجيه الصحيح سيساعد في اختيار التخصص المناسب ، كما أن للوالدين دور مهم في تشجيع ابنهم على اختيار التخصص الذي يتماشى مع ميوله ، فهم يعرفون ذلك أكثر من غيرهم ، وقبل كل هذا ينبغي عليهم الاعتماد الكامل على الله عز وجل { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } .
همسة : مستقبلك مسؤوليتك أنت وحدك .
ناسوخ / 0500500313