نادراً ما يجمع الناس او يكاد يجمعون على محبة إنسان – ما – وإذا ما حدث ذلك فإن هذا يعني بكل تأكيد بأن ذلك الإنسان يتمتع بخصال وخصائص كثيرة ومميزة تؤهله لاحتلال تلك المكانة في نفوس الآخرين. وقطعاً ان كل هذا لا يمكن حدوثه إلا إذا ما أخذ الإنسان نفسه الى مواقع الخير وروضها على فعله. وفرغها للسعي في خدمة الآخرين والاهتمام بهم وتحسس شؤونهم وشاركهم في شجونهم وبذل ما يملك من وقت وصحة ومال وجاه لكي يقدم لهم ما يحتاجون اليه من عون في الوقت المناسب. هذه النوعية من الناس التي نذرت نفسها لفعل الخير والحرص عليه وعلى ندرتها فإن مجتمعنا لازال ينعم بها في كثير من الصور والحالات. والمريح للنفس أن هذا المجتمع رغم مظاهر بعض التقصير في بعض جوانبه إلا أنه يحفظ لهؤلاء مكانتهم ويضعهم في المكانة الأعلى فهو "أي المجتمع" يستطيع أن يفرز الطيب من الخبيث والخيّر من الشرير بل هو قادر على أن يقف وبجرأة في وجه من يحاول أن يقلل من مكانة من له مكانة في القلوب كالذي يسعى بين الناس بالمعروف ويهتم بهم ويذهب "أي المجتمع" الى قذف ذلك الشرير أو الحسود بكل أنواع الحجارة وإذا ما حاول أن ينال من أصحاب "المعروف"، لهذا كله يظل هؤلاء الذين نذروا أنفسهم لفعل الخير والسعي في دروبه محفوفين بمحبة الناس ، الناس الذين سلمت نفوسهم من المرض والغرض. لهذا أقول لذلك الصديق: - "المفجوع" من تصرفات البعض الذين لا يرون شيئاً جميلاً : دعهم في اعتقادهم وكن أنت ذلك الإنسان المتوحد بينهم في رؤاك وفي معرفة كل خير.. فألسنة الخلق هي أقلام الحق.