من منطلق إكساب مدينة الباحة وجهاً حضارياً باعتبارها واحدة من أهم المناطق السياحية في وطننا .. فقد حرصت أمانة المنطقة على إضفاء لمسات جمالية في داخل المدينة والأحياء القريبة منها ومن الشواهد الواضحة منتزه غابة رغدان الذي شهد نقلة نوعية كان يفترض أنه أنجز منذ سنوات طويلة إلا أن قصب السبق يسجل لأمينها الحالي المهندس محمد مبارك مجلي .. الذي يترك الأعمال تتحدث عن نفسها .. ومثلما تقوم الصحافة بدور النقد والتوجيه لقصور في خدمة معينة فهي أيضاً ملزمة الإشادة بأي منجز يسجل لخدمة الأهالي .. والمتتبع لأعمال الأمانة يلحظ أنها تسعى إلى تحسين مدينة الباحة باعتبارها الواجهة الحضارية للمنطقة .. إذ انتهت من تصميم دراسة لتحسين وسط المدينة ووضعت رسماً تخيلياً للمشروع إلى جانب التحسينات الجارية في شوارع المدينة وأرصفتها وطرق المشاة .. والمجسمات الجمالية .. وتغطية أجزاء من مجاري الأودية التي تخترق المدينة .. وهنا نسجل بطاقات من الشكر والتقدير لأمينها الحالي .. واستكمالاً لتحسين وجه الباحة فقد دعت الأمانة منذ مايزيد عن خمس سنوات أصحاب المناشط الاقتصادية ( الحدادة ، النجارة ، الألمنيوم ، إصلاح السيارات وغيرها ) الانتقال إلى المدينة الصناعية الواقعة على طريق مطار العقيق على بعد 20 كم تقريباً من وسط المدينة. وخلال هذه السنوات لم يستجب الملاك رغم المطالبة السنوية .. حتى وصلت الأمانة إلى قرار بإغلاق المنشأة في حالة عد الاستجابة .. مما أفرز مشكلة قابلة للحدوث .. أولها أن البعض منهم يعتزم إغلاق نشاطه التجاري بحجة التكلفة المادية الباهظة في حالة إنشاء ورشة بمواصفات واقتراحات معينة لا تتنازل عنها الأمانة وفي المقابل يتوجسون من ضعف الدخل مما يهدد نشاطهم بخسارة متوقعة .. وإذا حدث هذا وأقدم بعض الملاك بإغلاق محلاتهم فإن ذلك ينعكس سلباً على النشاط الاقتصادي بالمنطقة .. وآخرون زاد احتجاجهم وتذمرهم وسببوا إزعاجاً للأمانة نفسها ولبعض الجهات الحكومية المعنية .. مما اضطرت الأمانة إرجاء المهلة لسنوات .. وفي هذه الحالة تكون مدينة الباحة هي الخاسرة لأنها أبطأت في إضفاء لمسة جمالية مطلوبة. وحتى تنجح الأمانة وتخرج من هذا المأزق .. إذ إن التهديد بالإغلاق ليس حلاً ناجعاً.. عليها أن تدرس المشكلة من جميع جوانبها .. ومن بين الحلول التي نود طرحها على الأمانة .. ضرورة طرح موقع المدينة الصناعية على أحد كبار المستثمرين والقادرين على سرعة تجهيز مبان مناسبة للورش حسب المواصفات والاشتراطات التي أعلنت عنها الأمانة وبعد انتهاء المشروع .. تسمح الأمانة وبشكل منظم ومنصف وعادل لأصحاب الورش الاستئجار السنوي عندها لن يبقى عذر أو حجة أمام الملاك بل في يقيني سوف يندفعون تلقائياً للاستئجار السريع وحينئذ نقول بأن الأمانة نجحت في صناعة القرار وتحقق الهدف النبيل الذي تسعى إليه .. ليس للأمانة فحسب بل للمنطقة بكاملها .. أي أن تظل الباحة مدينة سياحية .. تزيد من بهجة الزائر والمصطاف .. وتفسح أمام ناظريه متعة النظر . الجودة مطلب إداري جميل جدا أن تحرص بعض المؤسسات الحكومية والأهلية تطبيق معايير الجودة الشاملة لديها .إذ ينم عن ارتفاع معايير الثقافة الإدارية لدى القائمين عليها بأهمية قيمة الوقت وأهمية استثمار طاقات العاملين إلى أعلى حد ممكن في مناخ يسوده الأمن الوظيفي والراحة النفسية وينعكس ذلك بطبيعة الحال لجودة المنتج ..والأجمل إمكانية تطبيق الجودة الشاملة في الجانب التعليمي وبالفعل بادرت بعض المناطق التعليمية تطبيق الجودة الشاملة من منطلق الخروج من ربقة النمطية التقليدية الذي كان سببا في تلكؤ آلية العمل وكان لتعليم الشرقية قصب السبق في التطبيق وحققت نتائج جيدة الأمر الذي دعا عدد من المناطق التعليمية الأخرى السير على حذوها مستفيدة من تجربتها . إلا أن هناك ثمة جوانب ينبغي الالتفات إليها وهي مدى توفر الإمكانيات التي تحتاجها المدارس سواء بشرية أو مادية مثل كفايات المديرين والمعلمين وكل القائمين على المدرسة فضلاً عن توفر التقنيات المعينة من أجهزة وأدوات وغيرها .نقول بأن الجودة لا تتحقق في جو يسوده الاحتقان الوظيفي . الجودة تنمو في مكان صحي إداريا وثقافياً .