سرد السعودي شاكر عامر المعتقل في سجن «القاعدة» البحرية الأميركية في غوانتانامو تفاصيل «لافتة» عن عمليات تعذيب، قال إنه تعرض لها على أيدي القوات الأميركية قبيل نقله من أفغانستان إلى غوانتانامو، والتي سماها «الجزيرة الشريرة». واتهم - في رسالة تلقتها «الحياة» من زوجته أم جهينة المقيمة في لندن - جندياً أميركياً بانتزاع المصحف الشريف منه وإلقائه في الإناء المخصص لقضاء الحاجة داخل زنزانته. وقالت أم جهينة إن زوجها أبلغها بأنه تعرض للإيذاء جنسياً على يد سجانيه الأميركيين. وأضافت انها لم تتلق منه رداً على رسائلها إليه منذ سنتين. وكانت «الحياة» أوردت أول من أمس ان عامر الذي لقبه مسؤولو سجن غوانتانامو ب «البروفيسور» سيفرج عنه ضمن أربعة معتقلين ستسلمهم السلطات الأميركية إلى بريطانيا، حيث كانوا يقيمون. غير أنه بات مؤكداً - طبقاً لمعلومات «الحياة» - أن يُسلّم عامر إلى السعودية بدلاً من بريطانيا. وقالت زوجته أم جهينة انها وزوجها ذهبا إلى أفغانستان برفقة أطفالهما الثلاثة، لتنشئتهم في بيئة إسلامية. كما أن عامر كان مهتماً بالقيام بالعمل الخيري الطوعي. واضافت أن زوجها «بيع» أولاً إلى قوات التحالف الشمالي (المعارضة السابقة لحركة طالبان)، ثم إلى جماعة في كابول قامت بتعذيبه لمدة أسبوعين، قبل ان تبيعه بدورها إلى الجيش الأميركي الذي نقله إلى سجن قاعدة باغرام الجوية، «حيث حُرم من النوم والطعام لمدة تسعة أيام، فانخفض وزن الرجل البدين الذي تزوجته بواقع 60 كيلوغراماً». وأوضحت - في رسالتها إلى «الحياة» - إن عامر قُيّد بالسلاسل مع سجناء آخرين في برد قارس في باغرام، وأُرغم على ابقاء يديه مرفوعتين في الهواء، وحين ينال منه التعب ويخفضهما يتم ضربه على رأسه. ونقل بعد ذلك إلى قندهار (جنوبافغانستان)، حيث مورست عليه قسوة أشد. ونسبت إلى زوجها قوله: «كانوا يدوسون بأحذيتهم العسكرية على ظهري ورأسي». وأطلقوا إهانات لديني وأسرتي وجنسيتي، وقام أحد الجنود (الأميركيين) بانتزاع مصحفي، وألقاه في الإناء المعد لقضاء الحاجة». وقال عامر - عبر زوجته: «أرسلونا بعد ذلك إلى غوانتانامو، الجزيرة الشريرة، حيث أكدوا لي أنني جئت إلى مكان لن أخرج منه مطلقاً». واضافت أم جهينة أن زوجها أُلقي به على الأرض، وضرب ونزعت ملابسه وترك عارياً، ثم قام الجنود بإيذائه جنسياً. وحين أعطوه ملابس السجن اختصوه بملابس أصغر منه كثيراً. وبدأت طقوس التحقير وإساءة المعاملة التي استمرت نحو أربع سنوات. وأضافت أن عامر ذكر لها ان جنود القوات الأميركية في غوانتانامو عذبوه حتى اضطروا إلى معالجته بغرز في الوجه «لأنني كنت مفوهاً باللغة الإنكليزية... حتى اكون عبرة لمن لا يطيعون الأوامر». وأوضح المعتقل السعودي ان نماذج التعذيب شملت ابقاءه في صقيع شديد بملابسه الداخلية فقط. كما «أن السجانين الأميركيين كانوا يأتون بنساء لإغوائي، وكانوا يحاولون مضايقتي جنسياً. وأحياناً كانوا يرغمونني على ارتداء ملابس نسائية ليسخروا مني. وكانوا يلصقون صور نساء عاريات وصفحات من مجلة «بلاي بوي» على كل الجدران».