برغم تقديمه لطلب تقاعد مبكر منذ أكثر من خمسة أشهر إلا أن مصير أمين منطقة القصيم المهندس أحمد بن صالح السلطان لازال داخل أدراج مكتب سمو وزير الشؤون البلدية والقروية إذ يرغب المهندس السلطان في التفرغ لحياته الخاصة بعد خدمة امتدت لإثنين وثلاثين عاما تدرج خلالها موظفا بمصلحة المياه بالدمام قبل أن ينتقل مديرا للتشغيل والصيانة بمديرية المياه بالقصيم ثم حظي بثقة المسؤولين ليتولى منصب رئيس بلدية مدينة بريدة ثم عاد ليسنم منصب مدير مديرية الشؤون البلدية والقروية بمنطقة القصيم وأخيرا نال ثقة المسؤولين مرة أخرى وبقرار ملكي كريم بتعيينه أمينا لأمانة منطقة القصيم كأول أمين للمنطقة قبل نحو ثمانية عشر عاما . المهندس السلطان والذي يصفه الكثيرون بمنطقة القصيم بالرجل النزيه ويعتبرونه قدوة كبيرة في مجال الحفاظ على المال العام استطاع مع زملائه أن يحدث نقلة نوعية حتى أصبحت منطقة القصيم مثار حديث وإعجاب كافة سكان مناطق المملكة وبرغم المطالبات المتتالية والانتقادات التي تطالب بضخ المزيد من الخدمات إلا أن واقع المنطقة تغير جذريا ووفقا للإمكانات الموجودة والميزانيات المرصودة للمنطقة رسميا فإن ماتحقق على أرض الواقع يعتبر معجزة بالنظر للفارق بين القصيم ومناطق أخرى تحظى بدعم مالي أكبر وسجلت القصيم نفسها كأحد أكبر المناطق من حيث المنتزهات النوعية والمضامير سواء المفتوحة أو تلك التي تنتظر التشطيب النهائي أو تلك المرسومة على الورق وستنفذ قريبا كما برعت الأمانة في تجسيد المهرجانات الترويحية والترفيهية والتي حصدت على جوائز الأفضلية باستمرار حتى أن روزنامة المهرجانات أصبحت اليوم بالقصيم شاهدا على قوة عمل وتسهيلات الأمانة والبلديات التابعة لها حيث يقف مهرجان التمور كعينة تاريخية لايمكن تجاوزها عند الحديث عن منجزات الأمانة وفاعليتها المجتمعية . كما أن انسيابية الطرق وتنوعها ساهم في عدم واشتهر المهندس السلطان بذوده عن الأراضي الحكومية وتلك التي تتبع الأمانة حيث يسارع دائما لتحويلها مهما كان موقعها لمنتزهات أو مخططات سكنية للمواطنين وهو ما أوجد متنفسا كبيرا للمنطقة كما استطاع خلق جيل كبير من الشباب عبر اعطاءهم جرعات وخبرات عملية مستمرة للعمل المستقبلي للأمانة . ويعتبر منصب أمين المنطقة حساسا وقابلا للنقد وحتى ترويج الإشاعات بالنظر لكمية التعاملات المنجزة أو تلك التي يتم رفضها بالنظام مما يخلق ردة فعل سلبية لدى بعض ممن ينتظرون ضرب النظام حيث وقفت الأمانة بالمرصاد للكثير من القضايا وأخفقت في قضايا أخرى يرى الآخرون أن الأمانة كان يجب أن تتعامل بمستوى أكبر من الواقع . عاب على الأمانة في عهد المهندس السلطان البطء الواضح في الاهتمام بالأرياف الغربية ومناطق جنوب بريدة وكذلك سوء شوارع الأحياء الداخلية في الكثير من الجهات وسوء تصريف مياه الأمطار وبرغم الجهود الكبيرة للتخلص من تلك السلبيات إلا أن حدود مطالبات المواطنين تخطت ذلك بالمطالبة أيضا بتدخل الأمانة بالعبث الذي طال مخططات جديدة شمال مدينة بريدة حيث لاتمثل طرقاتها الداخلية حجم اسم أمانة القصيم بسبب سياسة الحفر والدفن من كل الجهات الخدمية الأخرى والتي لاتخضع لرقابة صارمة مما يجعل الطرقات متعرجة وغير صحية .