يبدو أن وزارة الشؤون الإسلامية باتت في وضع "محرج" يحتاج منها إلى إصدار بيان للتوضيح وكشف حقيقة موقفها، بعدما تبنى أحد المواقع الإلكترونية المنسوبة إلى الوزارة، ويحمل اسم "الإسلام الدعوي والإرشادي"، الفكر الجهادي، والمطالبة بدعم المقاتلين بالمال والسلاح، ورفضه نظام الابتعاث، وهجومه على العلوم العصرية والمدارس الأجنبية، ووصفه العائدين من الابتعاث وخريجي المدارس الأجنبية ب"المنحلين"، وبأنهم أصحاب "خصال رذيلة". فقد كشفت صحيفة "الحياة"، الأحد (12 أكتوبر 2014)، عن احتواء موقع "الإسلام الدعوي والإرشادي" الذي ذيل بعبارة "إشراف معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ"، وكتب في أسفل صفحته الرئيسية جملة "كامل الحقوق محفوظة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - المملكة العربية السعودية"- مجموعة من الدراسات والخطب تدعو إلى إحياء روح الجهاد والقوة في نفوس الأمة، وإشعال جذوة الحماسة لحماية حرمات الإسلام ومقدساته وأوطانه والعمل على إزالة الطواغيت. كما شدد الموقع -حسب إحدى الدراسات المنشورة عليه- على الالتزام بما جاء في توصيات مؤتمر "رسالة المسجد" المنعقد برابطة العالم الإسلامي في مكةالمكرمة في رمضان 1395ه، المتمثلة في ألا يفرض على الخطيب خطبة موجهة من "السلطان" يرددها ترديدًا آليًّا لا روح فيه، وأن تترك له الحرية في اختيار موضوعه وإعداده وأدائه بالطريقة التي يرضاها عقله وضميره، وفقًا ما لما درسه من كتاب ربه وسنة نبيه. وتكمن الأزمة في أن أغلب المواضيع التي تطرقت إليها الدراسات المنشورة على الموقع، هي المواضيع التي سبق أن دعت الوزارة خطباء المساجد إلى الابتعاد عنها في خطبهم، مثل إثارة القضايا الجدلية المتمثلة في الخروج للقتال في أماكن الحرب.