بسب غياب دور الأب، وقساوة زوجته، تحول صبي إلى مدمن، بعدما وجد نفسه بلا رقابة، ليقع فريسة سهلة في يد مروجي وتجار ومتعاطي المخدرات. المدمن يبلغ من العمر حاليا نحو 60 عاما، قضى بعضها في السجن والبعض الآخر في المستشفيات، لكن ذلك لم يمنعه من البحث عن حياة جديدة خالية من المشاكل، حتى فوجيء بأنه مصاب بالإيدز ، فكان ذلك بداية للفصل الأصعب في رحلته الشاقة . هذا ملخص قصة درامية نشرتها صحيفة "عكاظ " اليوم الاثنين، لشخص رمزت له ب (س . ط)، موضحة أنه عاش في بيئة فقيرة بين أب قاسٍ وزوجة أب أقسى بعد وفاة والدته. وذكر(س . ط) أن له ثلاثا من الأخوات وهو الذكر الوحيد والأصغر، فيما لم تنجب زوجة أبيه، وعاشت في حلم الإنجاب والحقد على أبناء زوجها وقامت بتربيتهم بكل قسوة وعنف، وكان هو أكثر المتضررين منها. و أضاف أنه لم يكمل دراسته بسبب إهمال والده وقسوة زوجة أبيه حيث تعرض لتعذيب جسدي ولفظي، وطرد من المنزل في سن 13 عاما، ليجد نفسه أحد سكان الحدائق لمدة شهرين يأكل مخلفات المطاعم ويعيش في برد الشتاء دون تدفئة تحتضنه زوايا الحديقة مع القطط التي تشاركه المكان. و أشار إلي أنه بدأ يلاحظ مجموعات من الشباب تأتي للحديقة أواخر الليل ولا تجلس طويلا، ذهب لأماكنهم ظناً منه بأنه سيجد بقايا طعام، فوجد بقايا المخدرات (إبر وملاعق، وخمر، وأعقاب سجائر الحشيش)، لتبدأ من هنا رحلته مع التعاطي والانجراف معهم وأصبح مروجا لهم بعد أن احتووه وأسكنوه معهم .. لم ير أسرته لمدة 5 أعوام بعد انتقاله لمدينة أخرى مع مروجي السموم. و قال (س. ط ) إنه تعرض لحالات اعتداءات متكررة وأصيب بأمراض عدة ، بعد أن عاش وحيدا بين أصدقاء التعاطي وبين المخدرات، حتى بدأت مرحلة جديدة من حياته بعد القبض عليه وسجنه 15 سنة بدون أن يعلم أحد أو يزوره أي من أهله، فيما كان أصدقاء السوء الذين يترقبون خروجه لمزيد من الإجرام حريصين على زيارته باستمرار. وداخل السجن تعرف على "مجموعات تعافي" وبدأ التفكير بالعلاج، وتم تحويله لمستشفى بالرياض من خلال السجن، وبعد أن أبصر مشكلاته بدأ البحث عن الحلول، خرج من السجن لحسن أخلاقه وحفظه كتاب الله. ذهب لمجمع الأمل مكملا علاجه ومتحمسا لبداية حياة جديدة، واصل برامج الرعاية اللاحقة ومنزل منتصف الطريق بعد مشوار طويل من المشكلات والعنف والإجرام.. وفي هذه المرحلة بدأت معه معاناة جديدة ( فيروس الإيدز بدأ في النشاط داخل جسده) قابل ذلك بالصبر والاحتساب وأصر على إكمال علاجه من المخدرات ومراجعة مدينة الملك سعود الطبية ( مستشفى الشميسي سابقا ) للعلاج من الإيدز، وبعد مرور 8 أشهر من استفادته من منزل منتصف الطريق ومتابعة علاج الإيدز في مواعيد الشميسي، تحققت له أمنية أداء الحج مع المجمع والتي كانت المرة الأولى في حياته، وبعد عودته اشتد عليه المرض والآن منوم في الشميسي يسترد أنفاسا وتغيب عنه أنفاس بين الحياة والموت على سرير أبيض فاقدا للوعي بسبب (الإيدز) الذي ينهش في جسده الضعيف.