الرأى_ بدرية عيسى _ جازان اللاعب الدولي / الغربي ناصر عدوان في أرضٍ تمتزج فيها رائحة التاريخ برنّة الموج، ويصعد فيها صدى الجبال كأنّه يحرس ذاكرة المكان، وُلدت أسماء لم تكن مجرد عابرة… بل صارت جزءًا من روح جازان ونبض بيش. أسماء حملت الحلم، وركضت خلفه حتى صارت سيرة تُروى، وأثرًا يبقى. ومن بين تلك السير… تبرز سيرة اللاعب الدولي الغربي ناصر عدوان؛ ابن محافظة بيش، وأحد نجوم ناديها، ونجم نادي التهامي، والاتحاد السعودي، وركنًا من أركان منتخب المملكة للناشئين. وُلد في مدينة بيش عام ١٣٩٣ه، وفي أزقتها تربّى، وبين ملاعب ترابها اشتعلت الشرارة الأولى لشغفه. لم يكن حبه لكرة القدم مجرد هواية… كان عشقًا يلامس حدّ الجنون. صرّح في أحد لقاءاته قائلًا: «كنت أنام والكرة بجواري على السرير.» البدايات… من حارات بيش إلى ملاعبها برزت موهبته منذ وقت مبكر. درس المرحلة الابتدائية في مدرسة الزبير بن العوام ببيش، ثم أكمل دراسته المتوسطة والثانوية في مدارس المدينة نفسها. وفي موازاة دراسته، ظل ملعب الحارة هو مسرحه الأول، كبقية أبناء جازان الذين صنعت الحواري نجومهم قبل أن تصنعهم الملاعب الرسمية. شارك في فرق المدرسة في جميع مراحل دراسته، وكان عنصرًا أساسيًا في المباريات الداخلية والخارجية على مستوى المحافظة وإدارة التعليم. البوابة الأولى… نادي بيش في عام ١٤٠٧ه التحق بمدرسة نادي بيش الرياضي للمواهب، وفي عام ١٤٠٨ه سُجّل لاعبًا رسميًا في كشوفات الفريق… لتبدأ الحكاية الكبرى. بوابة المنتخب… لحظة لا تُنسى حين تأهل نادي بيش لنهائي المملكة أمام نادي الاتفاق، خطف الغربي ناصر عدوان الأنظار، وبعد صافرة النهاية جاء الاختيار الكبير: انضمامه لمنتخب المملكة للناشئين لكرة القدم على يد المدرب مارتين ومساعده الوطني يوسف خميس عام ١٩٩٢م. شارك في كأس آسيا للناشئين، وقدّم مستوى مشرّفًا، وسجّل هدفًا حاسمًا في شباك منتخب كوريا في مباراة دور الأربعة، ليحفر اسمه كأحد أبرز نجوم المنتخب في تلك الفترة. إلى الاتحاد… انتقال يصنع الفارق في عام ١٤١٦ه – ١٩٩٦م، لعب نادي بيش مباراة ودية أمام نادي الاتحاد. وبعد المباراة مباشرة، قرر المدرب كامبوس ضم الغربي عدوان إلى صفوف الاتحاد السعودي.
في الاتحاد قدّم مستويات جيدة، وعاصر جيلًا ذهبيًا من النجوم أمثال: أحمد جميل، محمد الخليوي، سالم سرور، جبرتي علي جبرتي، أحمد خريش… وغيرهم من لاعبي تلك المرحلة المتوهّجة.
الختام… بصمة تبقى
اختتم مسيرته الرياضية بالانضمام إلى نادي التهامي بجازان عام ١٤١٨ه – ١٩٩٨م، حيث قدّم مستويات مميزة، وترك بصمة جميلة، وسيرة أخلاقية قبل أن تكون رياضية، ظلّت تُحكى في أوساط الملاعب والحوا هكذا مضى الغربي ناصر عدوان… من طفلٍ ينام بجوار كرة، إلى نجمٍ حمل اسم بيش وجازان والمملكة في المحافل. سيرة رجلٍ لم يكن مجرد لاعب… بل صفحة مضيئة من ذاكرة جازان.