يقام الأربعاء المقبل مهرجان اعتزال هاني هلال"الليزر"نجم المنتخب السعودي وفريق الخليج لكرة اليد، الذي ترعرع في حواري مدينة سيهات، وعندما بدأت قدماه تلامس الأرض، أطلق ساقيه للريح خلف أبناء حارته الذين كانوا مولعين بكرة اليد، فكل من يمر بشوارع هذه المدينة الجميلة الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، يشاهد ملاعب الحواري مليئة عن بكرة أبيها بالشباب والصبية الذين يركضون - لا خلف كرة القدم -والكرة بين أيديهم، حتى صارت سيهات معقلاً لكرة اليد لا في المنطقة الشرقية فحسب بل في السعودية بأسرها، وصار يشار بالبنان لفريق الخليج الذي تبوأ عرش اللعبة محلياً لسنوات عدة، واحتكر الألقاب والبطولات بجدارة واستحقاق. تفتحت عيون هلال فوجد نفسه فرعاً صغيراً في شجرة رياضية من جذورها وحتى جميع أغصانها, فأشقاؤه نصر هلال عضو سابق في الاتحاد السعودي لكرة اليد, وعلي عضو سابق في إدارة نادي الخليج، وفي الاتحاد السعودي لألعاب القوى، وشقيقه الآخر منعم كان حارساً لمرمى فريق الخليج لكرة اليد قبل أن يتحول ليصبح حالياً مدرباً في الفريق نفسه. وظلت الأفكار تدور في رأس هلال، هل يتجه إلى كرة اليد، اللعبة ذات الشعبية الجارفة في بلدته ويصبح كغيره من رفاقه؟ أم يصبح صاحب شعبية متفردة ويختار لعبة أخرى لا تقل في الأهمية والشعبية عن كرة اليد، فاختار كرة القدم وكوّن فريقاً مع أصدقائه جلال السيهاتي وسيد محمد مرتضى وسيد ضياء مرتضى وجاسم البقال وجاسم الغريب وعيسى العبدالله، ولكن أصيب هاني هلال بخيبة أمل بعد سلسلة الهزائم التي كان يتلقاها فريقه, ويقول عن هذه الفترة:"فكرت مع أعز أصدقائي في تكوين فريق في كرة القدم ليكون لنا طابع مميز ونصبح مشهورين في سيهات، لاسيما أن كرة القدم تحظى هي الأخرى باهتمام عدد لا بأس منه من شباب البلدة، ولكن في كرة القدم بدأ تركيزنا يتجه إلى الرحلات البحرية, فقد كنا نمضي معظم أوقاتنا في صيد السمك، فكنا نعشقه ونقضي يومين في البحر ولكننا كنا جميعا فاشلين فنعود من دون ما يسد رمقنا, ولكن بعد فترة أصبنا بالملل وبدأ كل منا يتجه إلى مجال مختلف. وكان قرار تحول هاني هلال إلى لعب كرة اليد، وهو القرار المصيري في حياته، لأنه كان نقطة تحول في حياته، فيقول عن هذه المرحلة من حياته:"كانت أول مشاركة لي هي مباراة نهائية في بطولة الناشئين، ولكنني لم أتذكر ضد أي فريق، وكان آنذاك المسؤول عن الفريق هو المدرب القدير مصطفى رجب وبعدها انقطعت عن النادي أكثر من سنتين، ومن ثم رجعت للتدريبات بقيادة المدرب الوطني عباس السبع، وبعدها حضر المدرب الجزائري عبدالرحمن مبروكي سنه 1406ه والذي قاد الفريق أكثر من خمسة مواسم متتالية، إذ بدأ ببطولة الشرقية في ملاعب النادي وكانت المباراة النهائية أمام فريق القادسية وكسبنا تلك المباراة, وبعد هذه المباراة مباشرة اخترت لمنتخب الناشئين والذي يدربه المدربان الوطنيان احمد الحمدان والجحدلي، وكان المعسكر في مدينة الدمام في شهر رمضان المبارك سنة 1986م ولمدة 10 أيام, ومن هذا المعسكر انطلقت للتدرج في جميع الفئات سواء كان في المنتخب أو النادي، إذ كان أول معسكر لي مع منتخب الناشئين في إيطاليا استعداداً لبطولة الخليج في الإمارات 1987, وبعد العودة من المعسكر التحقت بمعسكر منتخب الشباب والذي كان يعسكر في مكةالمكرمة بقيادة احمد فلمبان والإداري نصر هلال سنة 1988, وبعد هذا المعسكر مباشرة اخترت للمنتخب الأول حيث كان المنتخب يعسكر في مدينة الطائف بقيادة المدرب الدنماركي آلن سنة 1989 استعداداً لبطولة آسيا والتي أقيمت في الصين". وينقب هلال في دهاليز ذاكرته ويسترجع شريط ذكريات الجميل مع المنتخب السعودي فيقول:"انطلاقتي الحقيقية سنة 1990، من مدينة هيروشيما عندما شارك منتخبنا الوطني في بطولة الألعاب الآسيوية، إذ انه منذ هذا التاريخ لم أتخلف عن المشاركات التي شارك فيها منتخبنا الوطني إلى سنة 2005. تحدي الإصابات تعرض"الليزر"لإصابات كثيرة على مدار مشواره الرياضي، وكاد في كثير من المرات يتوقف عن مواصلة العطاء، لولا توفيق الله أولاً ثم صبره وإصراره على العودة بسرعة للملاعب، وفي أفضل"فورمة"، وكان غيابه مؤثراً كثيراً على نتائج فريق الخليج والمنتخب السعودي، وظهر ذلك جلياً في حصاد"أخضر اليد"والخليج في مشاركاتهما خلال عامي 1998 و2000، حيث كانت النتائج أقل من المرجو بسبب غياب هلال عن التشكيلة الأساسية، فقد كان هاني هلال قاسماً مشتركاً في جميع إنجازات المنتخب السعودي وفريق الخليج، وكان دائما يترك بصمة واضحة ويدون اسمه بأحرف من ذهب في سجلات أي بطولة يشارك فيها، ونادراً مايعود اللاعب إلى قمة مستواه بعد إصابته بإصابة بالغة، ولكن هلال كسر هذه القاعدة وعاد لقمة مستواه الفني وعطائه بعد كل مرة يصاب فيها، وأثبت أن الإصرار والعزيمة والاجتهاد هي أسرار النجاح لأي لاعب، شريطة ان يكون من عينة"الليزر"الذي أفني زهرة شبابه في خدمة ناديه ومنتخب بلاده، وفي كل مرة كان يتحامل على نفسه ويلعب وهو مصاب يقول:"كله يهون مادامت الإنجازات تسجل باسم"الدانة"و"الأخضر".