- إبراهيم القصادي - جازان أقام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في منطقة جازان، بالتعاون مع معهد الأئمة والخطباء، مساء الخميس، ملتقى دعوي توعوي بعنوان "مساهمة الأئمة والخطباء في مفاهيم الصحة النفسية". ورحب فضيلة مساعد مدير عام الفرع لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد في المحافظات الشيخ عبد الله بن منصور كعبي في مستهل الندوة بالمحاضرين، وكذلك الحضور نيابة عن فضيلة المدير العام الشيخ أسامة بن زيد مدخلي. وأوضح كعبي أن هذه الندوة مهمة جدًا، ويجب نقلها للناس كافة عبر منابر الجمع وكذلك بعد الفروض، ثم أعلن بدء الملتقى. بعد ذلك، قدم فضيلة الشيخ الدكتور موسى بن محمد التويجري عضو هيئة التدريس في معهد الأئمة والخطباء الذي تحدث عن الجانب الشرعي، وأوضح أنه على الإمام والخطيب مسؤولية عظيمة وأعمال جليلة في نشر الخير والصلاح من ضمنها المسائل النفسية التي تؤرق كثير من الناس، ومنبر الجمعة أفضل طريقة لايصال طرق العلاج سواء كان ذلك بالكتاب والسنة، وحضور مجالس الذكر والاستماع لأحاديث العلماء والفقهاء أو من الجانب العلاجي الطبي. وأكد التويجري أنه يجب على الخطيب في خطبه أن يجعل من خطبته جانبًا يتحدث فيه عن الاهتمام بكتاب الله قراءة وتدبرًا لمعانيه لأن فيه راحة للنفس وعلاج للبدن. واختتم الدكتور بقوله: "إن وصيتي للخطيب والامام والداعية أن يتقي الله في أقواله وأفعاله، وأن يجعل منه قدوة حسنة وأن يفعل ما يقوله فإنه إن رأى الناس أفعالًا تنافي أقواله فسينفرون منه ولا يستمعون إليه وإن اضطروا فإنهم لن يأخذوا بما يقول". ودعا الجميع إلى الاهتمام بحضور مجالس الذكر ومجالسة العلماء، ففي ذلك أجر وثواب جزيل وتحفهم الملائكة بالإضافة إلى أنها علاج للأمراض النفسية والاضطرابات العصبية. وعن الجانب النفسي تحدث الدكتور أسامة بن أحمد آل إبراهيم استشاري الطب النفسي وطب الإدمان ومدير أقسام علاج الإدمان بمجمع إرادة للصحة النفسية بجدة، وأوضح مفهوم الصحة النفسية، فقال: "الصحة النفسية ليست مجرد غياب الأغراض النفسية بل هي حالة من السلامة والعافية يستطيع فيها الفرد من خلال إدراك إمكانياته وقدراته الخاصة والعمل وفقهما والقدرة على التكيف وعلى تخطي التحديات الحياتية المعتادة والقدرة على العمل بشكل منتج ومفيد لنفسه وأسرته والإسهام بشكل إيجابي في مجتمعه المحلي". وأوضح أن هناك أسباب للإصابة بالمرض النفسي ومنها مرض عضوي أو إصابة في المخ، وكذلك المؤثرات العقلية لها دور بارز في الأمراض النفسية، وذكر أن المرض النفسي ذاته لا يحدث بالوراثة لكن هناك عدة أمراض وراثية قد تسبب مرضًا نفسيًا واختتم بسبب أولي. وأشار الدكتور آل إبراهيم إلى أن هناك أقسام للأمراض النفسية منها ما هو عصبية وهي عبارة عن مخاوف ومشاعر وكذلك تقلب المزاج والهلع والتوهم، ومنها ما هو ذهاني كالانفصال عن الواقع والضلالات والهلاوس واضطرابات اللغة. واختتم الدكتور بالحديث عت طرق العلاج التي تحددها حالة المريض، ثم أوضح دور الأئمة والخطباء في تحسين صحة المجتمع النفسي ومنها تصحيح المفاهيم المغلوطة وإرشاد المريض النفسي في نيل حقه من العلاج والعمل على تقليل الوصمة المجتمعية حول المرض النفسي. وأخيرًا حث المجتمع على الجمع بين طرق العلاج المشروعة بالتداوي طبيًا وبالعلاج النفسي وبالرقية الشرعية المنضبطة وغيرها من وسائل العلاج الشرعية والمشروعة. الجدير بالذكر أن عدد حضور هذا الملتقى بلغ ٤٨٧ إمامًا ومؤذنًا وخطيبًا، كما أن هذا الملتقى يعد من الملتقيات النوعية والمتخصصة التي ينفذها الفرع بالتعاون مع معهد الأئمة والخطباء والتي تهدف إلى توعية منسوبي المساجد بالواجبات التي يترتب عليهم فعله.