- إبراهيم القصادي - جازان يحرص أهالي منطقة جازان على الاستعداد مبكرًا لعيد الأضحى المبارك؛ استمرارًا للعادات والتقاليد المتأصلة التي توارثوها أبًا عن جد على مر السنين. ويجهز الأهالي منازلهم لاستقبال العيد، ويحرصون على تهيئتها بالشكل الأمثل، وتنظيف الطرقات القريبة من المنازل والساحات الداخلية، حرصًا على أن يبدو صاحب كل منزل أنه الأكثر اهتماما بمقدم العيد والمعايدين. كما يقبل الأهالي على شراء حلويات العيد والورود والعطور، والفل وغيره من النباتات العطرية التي تزين أركان المنزل وتتجمل بها السيدات. وتبادر النسوة إلى ترتيب وتزيين الغرف الداخلية في المنزل خاصة غرف الضيافة والاستقبال، والاحتفاء بالزائرات من أقاربهن وجاراتهن. كما تقوم السيدات والفتيات بنقش الحناء على الأكف والسواعد في أشكال جمالية منوعة، ويصففن عقود الفل والوزّاب والكادي والبعثيران والشيح التي يتجملن بها في يوم العيد. ويحرص الرجال بعد صلاة العيد المرور على الأهالي والأقارب، ويتبادلون الزيارات والتهاني بالعيد، ويقدمون الهدايا لكبار السن، في الوقت الذي تعد فيه النساء وجبة الإفطار. وفي جازان، تتسع مائدة إفطار العيد لتشمل سكان الحي، ويجتمع الأهالي في ساحة أعدت لتناول هذه الوجبة، إذ يقوم كل شخص بإحضار وجبته الخاصة؛ مما يخلق نوعًا من التآلف والمحبة والإخاء والمشاركة. وتمتد مائدة الإفطار في صفوف قد يصل طولها لبضعة أمتار، وتمتلئ بالأواني التي تضم أشهى أنواع المأكولات الشعبية التي عرفت بها المنطقة ومنها المغش، ذلك الإناء الفخاري الذي يعد فيه اللحم، والحيسية التي يقدم فيها الخمير والذرة، والمفالت الذي يُعدّ من الذرة أو الدخن الممزوج باللبن والسمن البقري الخالص المضاف إليه السكر أو العسل حسب ذائقة كل شخص.