يمر على المرء لحظات لا تنسى من السعادة والفرح والابتهاج فكيف بأسبوع كامل امتزج فيه الفخر بالفرح في أوائل الثمانينات الميلادية وعندما بدأت بتتبع الصحف وقراءتها، تصيبني نوبة كبيرة من الزهو، بل بنوع من الخيلاء عندما أرى صورة معالي مدير جامعة الملك فيصل الدكتور محمد بن سعيد القحطاني، وعندما اسمع اسمه في الإذاعة أو التلفزيون أشعر بأن جميع من حولي ينظرون تجاهي وكأنهم يقولون "ابن طريب"، مع أنني لم ألتقيه طيلة عمري. هذا الأسبوع عادت لنا الأمجاد مرة أخرى، وستدوم بإذن الله. تجددت الفرحة مع جيل جديد ومع عصامي آخر، إنه صاحب الفضيلة والمعالي النائب العام بمدينة جدة الشيخ/ عبدالله بن شايع بن عويضه آل عادي، الذي اثلج صدورنا نبأ تعيينه بالمرتبة الممتازة، صاحب الأخلاق العالية والتعامل الحسن الرفيع، ومن كان يعرف والده -رحمه الله - فسيعرف بأن هذه الخصائص وراثية بامتياز في هذه الأسرة الكريمة، حتى أننا لم نتخيل يوم من الأيام بأن نرى شايع بن عويضه أو شايع بن علي رحمهما الله وهم عابسي الوجوه على الإطلاق. وعلى بعد أمتار من أطلال الجيران، يأتي الخبر السعيد الآخر بتعيين الأستاذ هشبل بن عايض بن فجعه الفهري مديراً عاماً للبريد بمنطقة الرياض، بعد مسيرة حافلة بالنجاح والمثابرة، ولا يزال بإذن الله أمامه ما يحققه ويجنيه. عندما سمعت الخبرين، مرَّت من أمامي صور آبائهم، وصور من الذكريات المتعاقبة السريعة، فتمنيت لو أنهم أحياء ليشاركونا فرحتنا وسرورنا. ثم يأتي خبر نجاح عملية الشيخ علي بن شايع بن طمسان، وخبر تبرع ابن أخيه سعود بن عايض بجزء من كبده، وكأنه يقول كبد الشيخ لا تستبدل إلا بكبد شيخ آخر، فلا يستغرب ممن يجود بنفسه من على ظهور الدهم العوادي، بأن يجود بكبده لعمه. تحية إجلال لكل هؤلاء وأمنيات بالتوفيق والسداد لكل من سيسير على خطاهم