في عالم كرة القدم وفي غابات الملاعب يدرك كل متابع استدارة الكرة وجريانها على كل اتجاه, فالكرة تسير باتجاهات مختلفة وإن سارت لمصلحتك يوماً فستسير يوماً آخرا باتجاهك على ميول غيرك … ويبقى الماضي منتهي ولا يمكن العودة فيه ولا تغيير شيء من لحظاته لكنه الدرس الأقوى والأهم لقراءة المستقبل والاستفادة من هفوات الماضي لتجنبها في القادم, فالحياة خطوة بعد خطوة ومن أعاد خطوته السابقة ورجع لنفس طريقه لم يستفد من ماضيه . الفيصلي تغلب على الأهلي في وسط الرياح والغبار والتقلبات الجوية ومع تطلعات للجماهير الأهلاوية بنتيجة المباراة والوصول إلى نهائي الكأس الذي عشقه الفريق وحققه كأكثر فريق بين الفرق السعودية . مبروك لفريق الفيصلي وصوله للمباراة النهائية وتشرفه بصعود المنصة الأغلى ومصافحة الملك الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه . يعود الأهلي بعد المباراة إلى وكره ويجب أن ينسى مباراة الفيصلي ليكون مستوعباً ومتفهما ومركزاً على مباراته القادمة أمام الهلال والتي من شأنه أن يعتلي عرش الدوري السعودي من خلالها . الأهلي بحاجة إلى تحقيق الدوري … الراقي حال تحقيقه الدوري سينسى جماهيره خسارتهم من الفيصلي .. تحقيق الأهلي للدوري يضع الفريق إدارة ولاعبين في محل الرضا من المدرج الأهلاوي .. الدور في هذه المرحلة يتأكد على إدارة الفريق من الناحية النفسية وعلى المدرب من ناحية قراءة المباراة القادمة فنياً … وعلى اللاعبين بعد انطلاق صافرة المباراة … الجماهير ستزحف إلى ملعب المباراة لانتظار تقديم الاعتذار من فريقٍ عشقوه وأحبوه وساندوه ووقفوا خلفه … وسيعلنون سنقبل اعتذاركم إن اعتذرتم بكسب لقاء الهلال … وسنتذكر الخسارتين في الكأس والدوري إن لم تقدموا ما يشفع لكم . إدارة الفريق تعي ذلك جيداً .. والكابتن طارق كيال نائب رئيس الفريق يدرك أهمية التهيئة للفريق نفسياً وفنياً وهو أحد أعمدة هذا الدور في فترة سابقة … ستبقى الكرة مستديرة .. وستبقى الجماهير تردد استدارة الكرة للفيصلي … وحان موعد استدارتها للأهلي … وسيخوض الأهلي قبل مباراة الهلال مباراته الآسيوية وهو متصدراً لمجموعته وعينه على الدوري … تتساءل الجماهير هل ستؤثر تلك النظرات المتفرقة سلباً أو إيجابا على الفريق … هنا يتأكد دور الإدارة وتتفاقم على المدرب مهمته فالقراءة السليمة للمشهد كامل ستحدد للمدرب كيف يتعامل مع المباراتين القادمتين ..
