اختتمت اليوم في كلية الشريعة والدراسات بجامعة الشارقة بدولة الامارات العربية المتحدة أعمال ندوة / الحوار مع الآخر في الفكر الإسلامي / التي عقدت تحت رعاية سموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة الرئيس الأعلى لجامعة الشارقة. وقد وجّه المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة / إيسيسكو / الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري كلمة إلى الندوة تليت بالنيابة في الجلسة الختامية التي عقدت اليوم. وقال التويجري في كلمته إنَّ الحوار مع الآخر في الفكر الإسلامي يتأسَّس على قاعدتين قرآنيتين أُولاهما قولُه تعالى ( ياأيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنَّ أكرمكم عند اللَّه أتقاكم) وثانيتهما قولُه عزّ وجل (لا ينهاكم اللَّه عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إنَّ اللَّه يحب المقسطين). فالتعارف بالمفهوم القرآني يجعل علاقةَ المسلم بمن يخالفه في دينه علاقةَ أخوةٍ في الإنسانية تقوم على البرّ والقسط. وأضاف التويجري أنَّ الاعتراف بالآخر وتقديره والتعامل معه على هذا الأساس من المودّة والرحمة والبرّ والقسط هو الذي يمهد السبيلَ إلى الحوار معه. وأشار إلى أن وجود الأقليات الدينية في المجتمعات الإسلامية هو أقوى دليل على ما أولاه الدين الإسلامي للآخر من تقدير ورعاية، ممّا لا مثيل له في غير المجتمعات الإسلامية. وذكر التويجري أن أوروبا شهدت في القرون الوسطى صراعات دموية رهيبة بين أتباع الدين الواحد. وقال الدكتور عبد العزيز التويجري إن من الأمور التي تلفت النظر في هذا العصر، وتستحق منّا أن نوليها اهتمامنا، أن الدعوة إلى الحوار بين الثقافات والحضارات التي تبنتها الأممالمتحدة في سنة 2001، إنما انطلقت من العالم الإسلامي، من الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، من فوق منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولم تنطلق من مصدر آخر. وأكد أن الحوار مع الآخر / بضاعة إسلامية / وأن المسلمين هم الدعاة الحقيقيون للحوار. ولكن المسلمين قبل أن يتحاوروا مع الآخر، ينبغي أن يتحاورا مع أنفسهم ليكتسبوا القوّة والحصانة، لأنَّ الحوار يشترط فيه الندية. وأوضح أن الحوار في منظور الحضارة الإسلامية، أصلٌ متجذّرٌ ضاربٌ في أعماق التاريخ، منذ أن خلق اللَّه البشر ونفخ فيهم من روحه، ووهبهم الحكمة ورزقهم الفطنة، وهداهم سواء السبيل، نحو تأسيس حياتهم على أسسٍ من الفطرة السليمة، إلى أن تدرّجوا في مدارج النموّ والكمال، في الحدود المتاحة للكمال الإنساني، فأبدعوا الحضارة الإنسانية، بشكل من الأشكال، عبر مسيرة زمنية متطاولة. واستطرد المدير العام للإيسيسكو قائلاً نحن اليوم في تحركنا في دائرة الحوار بين الحضارات، لا ننطلق من فراغ، وإنما نبني على الأسس التي أقامها بُناة الحضارات الإنسانية المتعاقبة، منذ أن عرف الإنسان حضارةً، على أي نحوٍ من الأنحاء. // انتهى // 1823 ت م