يواجه تكتل الدول الأوروبية الخمس والعشرين موقفا مستعصيا وشائكا في التعامل مع تركيا وتحديدا بشان مسالة الاستمرار من عدمه في إجراء مفاوضات معها على طريق ضمها للاتحاد. وقالت مصادر المجلس الوزاري الأوروبي في بروكسل ان السفراء الدائمين للدول الأوروبية الذين اجتمعوا طيلة اليومين الأخيرين لم يتمكنوا من بلورة موقف موحد تجاه اخر عرض تقدمت به تركيا لحلحلة المفاوضات بين الطرفين . وقرر السفراء حسب نفس المصدر وبسبب تباين موقف دولهم في التعامل مع العرض التركي إحالة الملف امام مجلس وزراء خارجية الاتحاد والذي يعقدون سلسلة من الاجتماعات في العاصمة البلجيكية بعد غد الاثنين. وفاجأت تركيا الدوائر الاتحادية الاوربية في بروكسل وغيرها من عواصم التكتل الاربعاء الماضي بان اعلنت استعدادها وفي خطوة انفتاح على الأوروبيين فتح ميناء واحد ومطار واحد للسفن والطائرات القبرصية. واشترط الاتحاد الاوربي ان تفي تركيا بكافة جوانب ما يعرف ببروتوكول أنقرة القائم بينها وبين بروكسل والذي ينص صراحة على تنفيذ تركي تام لمجمل بنود الاتحاد الجمركي الأوروبي التركي ليشمل كافة الدول الأعضاء أي بما في ذلك قبرص. وتباينت طوال الثلاث أيام الماضية المواقف الأوروبية بين مرحب بالعرض التركي الجديد وبين مشكك فيه ورافض له. ويتجه وزراء الخارجية الأوربيون الى الاجتماع وهم منقسمين على أنفسهم الاثنين القادم بشكل تام بشان أفضل السبل لحلحلة الملف . ويرى خصوم تركيا داخل الاتحاد والذين تقودهم فرنسا والنمسا وقبرص واليونان ان تركيا لم تتعهد سوى بالوفاء بجزء فقط من التزاماتها القانونية ضمن البروتوكول المذكور. كما انها لم تقدم التوضيحات الضرورية لتنفيذ الخطوات المعلنة عنها والتي حددت انقرة سقفا زمنيا لها لا يتجاوز العام الواحد. ولم توضح تركيا مثلا لا اسم الميناء ولا المطار الذين سيسمح للقبارصة باستعمالهما في تركيا كما انها لم تقم حسب مصدر في الرئاسة الدورية الفنلندية حتى الآن تعهدا كتابيا ورسميا يؤكد التوجه المعلن. // يتبع // 1323 ت م