محافظ سراة عبيدة يكرم المشاركين والمشاركات ب أجاويد2    وزير الاقتصاد والتخطيط يجتمع مع وفد ألماني لمناقشة تعزيز التعاون المشترك في مختلف القطاعات    السعودية.. بلغة «نحن» !    أسوأ أداء شهري.. «بيتكوين» تهبط إلى ما دون 58 ألف دولار    اَلسِّيَاسَاتُ اَلتَّعْلِيمِيَّةُ.. إِعَادَةُ اَلنَّظَرِ وَأَهَمِّيَّةُ اَلتَّطْوِيرِ    هذا هو شكل القرش قبل 93 مليون سنة !    رئيس الوزراء الباكستاني يثمِّن علاقات بلاده مع المملكة    سعود عبدالحميد «تخصص جديد» في شباك العميد    الهلال يفرض سطوته على الاتحاد    قودين يترك «الفرسان»    حظر استخدام الحيوانات المهددة بالانقراض في التجارب    متحدث التعليم ل«عكاظ»: علّقنا الدراسة.. «الحساب» ينفي !    أشعة الشمس في بريطانيا خضراء.. ما القصة ؟    إيقاف 166 في 7 وزارات تورطوا بتهم فساد    جميل ولكن..    السعودية تتموضع على قمة مسابقات الأولمبياد العلمية ب 19 ميدالية منذ 2020    أمي السبعينية في ذكرى ميلادها    هكذا تكون التربية    ما أصبر هؤلاء    «العيسى»: بيان «كبار العلماء» يعالج سلوكيات فردية مؤسفة    زيادة لياقة القلب.. تقلل خطر الوفاة    «المظهر.. التزامات العمل.. مستقبل الأسرة والوزن» أكثر مجالات القلق    «عندي أَرَق» يا دكتور !    الشرقية تشهد انطلاق الأدوار النهائية للدوري الممتاز لكرة قدم الصالات    لاعب النصر "أليكس": النهائي صعب .. لكننا نملك لاعبين بجودة عالية    القيادة تعزي رئيس الإمارات في وفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان    خالد بن سلمان: «هيئة الجيومكانية» حققت الريادة    وزير التعليم في مجلس الشورى.. الأربعاء    الاقتصاد الوطني يشهد نمواً متسارعاً رغم المتغيرات العالمية    33 مليار ريال مصروفات المنافع التأمينية    استشهاد ستة فلسطينيين في غارات إسرائيلية على وسط قطاع غزة    إطلاق مبادرة لرعاية المواهب الشابة وتعزيز صناعة السينما المحلية    الهلال يواجه النصر والاتحاد يلاقي أُحد في المدينة    الإبراهيم يبحث مع المبعوث الخاص الأمريكي لشؤون الأمن الغذائي العالمي تحسين النظم الغذائية والأمن الغذائي عالميًا    الحزم يواجه الأخدود.. والفتح يلتقي الرياض.. والأهلي يستقبل ضمك    النصر يضرب موعداً مع الهلال في نهائي أغلى الكؤوس    «سلمان للإغاثة» ينتزع 797 لغماً عبر مشروع «مسام» في اليمن خلال أسبوع    وزير الصحة يلتقي المرشحة لمنصب المديرة العامة للمنظمة العالمية للصحة الحيوانيّة    اطلع على المهام الأمنية والإنسانية.. نائب أمير مكة المكرمة يزور مركز العمليات الموحد    تعزيز الصداقة البرلمانية السعودية – التركية    إنستغرام تشعل المنافسة ب «الورقة الصغيرة»    العثور على قطة في طرد ل«أمازون»    تحت رعاية الأمير عبدالعزيز بن سعود.. حرس الحدود يدشن بوابة" زاول"    الفريق اليحيى يتفقد جوازات مطار نيوم    أمير الشرقية يثمن جهود «سند»    بمناسبة حصولها على جائزة "بروجكت".. محافظ جدة يشيد ببرامج جامعة الملك عبدالعزيز    أشاد بدعم القيادة للتكافل والسلام.. أمير نجران يلتقي وفد الهلال الأحمر و"عطايا الخير"    أغلفة الكتب الخضراء الأثرية.. قاتلة    مختصون: التوازن بين الضغوط والرفاهية يجنب«الاحتراق الوظيفي»    الجوائز الثقافية.. ناصية الحلم ورافعة الإبداع    مفوض الإفتاء بالمدينة يحذر من «التعصب»    أمن الدولة: الأوطان تُسلب بخطابات الخديعة والمكر    مناقشة بدائل العقوبات السالبة للحرية    فرسان تبتهج بالحريد    التوسع في مدن التعلم ومحو الأميات    نائب أمير مكة يقف على غرفة المتابعة الأمنية لمحافظات المنطقة والمشاعر    سمو محافظ الخرج يكرم المعلمة الدليمي بمناسبة فوزها بجائزة الأمير فيصل بن بندر للتميز والإبداع في دورتها الثانية 1445ه    وزير الدفاع يرعى حفل تخريج الدفعة "37 بحرية"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور بندر بليلة المسلمين بتقوى الله وحسن الظَّنَّ به سبحانه وتعالى.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام أيُّها المسلمونَ: إنَّ أهلَ الإيمانِ في شهرِ القرآنِ شهرِ رَمَضانَ يَعْكُفونَ على كلامِ ربِّهم عُكوفَ مُحِبٍّ على مَحبوبِه، فيَتْلُونَه حقَّ تِلاوتِه، ويجعلونَ صُحْبتَه شُغلَهم آناءَ اللَّيلِ وآناءَ النَّهارِ، لا يَسأَمُونَ ولا يَفْتُرون، ويتَّخِذون تدبُّرَ مَعانِيْهِ، ومَوْعِظةَ القُلوبِ بعُيونِ رَقائِقِه ومَثَانِيْهِ حَادِيَهم في طَريقِهم إلى اللهِ.
وأضاف يقول يُؤْثِرُونَ تِلاوتَه وتَدبُّرَه على سائر المحبوباتِ، مِنْ طَعامٍ ومَنامٍ وسَمَرٍ يُرام، فلا تجري ألسنتُهم إلا بتَرْتيلِه، ولا تَرْنُو أبصارُهم إلَّا إلى مَوْعودِه، ولا تطَّلعُ أفْئدتُهم إلا إلى زَجْرِهِ ووَعِيدِه، قدِ اتَّخذوهُ صاحِبًا وحَبِيبًا، وأَنِيسًا وسَميرًا، واتَّخذوا مِنْ مَعانِيه غِذَاءَ ألبابِهم، وقُوتَ قُلوبِهم، ولَذَّةَ أَرْواحِهم، ونَعِيمَها وأُنْسَها وسُرورَها ولقد رَأَوْا في مَثَاني هذا الكتابِ: (بصائرَ) تُنَجِّيهِمْ مِنَ العَمَى، و(بَيِّناتٍ) تُوصِلُهم إلى الهُدى، وحِكَمًا مُصَرَّفةً، وأمثالًا مَضْرُوبةً، تَسْتَحِثُّ عقولَهم، وتُنَوِّر بصائرَهم!
وبين الدكتور بليله إنَّهمْ في شَأْنٍ، وغيرُهم في شَأْنٍ، قَدِ امتازُوا عنْ غيرِهم: بأنَّهم رَأَوا القُرْآنَ (رَسَائلَ) مِنْ ربِّهم عزَّ وجلَّ؛ فهُمْ يتدَبَّرونها في الصَّلواتِ، ويُلازِمونَها في الخَلَواتِ، ويَمْتَثِلُونَها في الطَّاعاتِ والسُّنَنِ المتَّبعاتِ.
فإنْ شِئتَ أنْ تَصِفَ حالَهم فما أحْسَنَ أنْ تقولَ: ألْسِنَتُهم مَغارِفُ ألفاظِهِ، وقُلوبُهم مَرَابِعُ هِدَاياتِه، وعُقُولُهم أَوْعِيَةُ حقائِقِه وبَيِّناتِه، فالألْسِنَةُ تُرَتِّلُ وتُحَبِّرُ، والعُقُولُ تتَفَكَّرُ وتتدبَّرُ، والقلوبُ تتَّعِظُ وتَنْزَجِرُ وتَتَبَصَّرُ! ولا عَجَبَ أنْ كان هذا حالَهم؛ فإنَّه كلامُ ربِّ العالمين، وفضلُه على غيرِه مِنَ الكلامِ، كفضلِ اللهِ على خَلْقِه، كلامٌ لو نزلَ على الأرض لقَطَّعَها أو على الجِبالِ لصَدَّعَها!
وأكد أنه إذا أراد اللهُ بعَبِيدِه المُقبِلينَ على كلامه خيرًا، فَتحَ لهم من فَهْمِه وإدراكِ حقائقِه ما تسمُو به همَمُهم، وتَزْكو به نفوسُهم، وتَطِيبُ به حياتُهم، وتحسُنُ أحوالُهم، وما يكونُ لهم بلاغًا إلى حينٍ.
وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام أنَّ من المعاني التي بثَّها ربُّهم بَيْنَ أيديهم في كتابِهِ وأرادَ منهم أنْ يعقِلوها؛ لِيَحسُن حالُهم، ويَطيبَ مآلُهم: حُسنَ الظَّنِّ به سبحانه، فهو مِلاكُ الخَيْر الذي أُرِيدَ لهم، وهُوَ أَنْبَلُ مَراتِبِ مُعَامَلَتِهِمْ لرَبِّهِمْ تعالى ذِكْرُه؛ فإنَّهم به يرْجُونَ جميلَ صُنعِه بهم، ويؤمِّلُون لُطْفَه وبِرَّه، ويَرْغَبونَ في إحسانِه وجُودِه، وهذا مِنْ أحْسَنِ الاعتِقَادِ في الرَّبِّ وأكمَلِه، وهو اللَّائقُ بكمالِه وجَلالِه، وهُوَ مُتَولِّدٌ عن مَعْرِفَتِه حقَّ مَعْرِفَتِه، وقَدْرِه حقَّ قَدْرِهِ! وحَقِيقٌ بمَنْ يَقْرأُ قولَه سُبحانَه: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ)، أَنْ يَطْمَعَ في مَغْفِرَةِ ذي الجَلالِ، وأنْ يُؤَمِّلَ فيها جُهْدَه، ولا يَقْنَطَ مِنْ رَحْمَتِه، ولا يَيْأَسَ مِنْ رَوْحِه! وحَقيقٌ بمَنْ يقرَأُ قولَه تعالى: (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً) أَنْ يَرْجُوَ سَعَةَ رَحْمَةِ الرَّبِّ لهُ، وشُمولَها لخَطاياه، وأَنْ يَرى رَحْمتَه أَرْجَى مِنْ عَمَلِه، ومَغْفِرَتَه أَوْسَعَ مِنْ ذُنُوبِه! وحَرِيٌّ بمَنْ طَرَقَ سَمْعَهُ قولُ خالِقِه: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) أنْ يكونَ بعدَ العَمَلِ بها حَسَنَ الظَّنِّ بنَيْلِ مَوْعُودِها، مُتَرَقِّبَ الحُصُولِ على جزائها، قَريبَ الأمَلِ، وَافِرَ الفَأْلِ؛ حتَّى يكونَ من عباده الذين لا خَوْفٌ عليهم ولا هم يحزنون، في دنياهم، وأخراهم، في عاجلِ أمرِهِمْ وآجِلِه!
وقال فضيلته جَدِيرٌ بمَنْ يتلُو قولَه عزَّ اسمُه: (إنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ لِيُوفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ). ثمَّ يستوفي خِلالَها جُهْدَهُ- فيلازِمُ الكتابَ وإِقَامَ الصَّلاةِ والإنْفاقَ في وُجوهِ الخَيْراتِ- أنْ يكونَ مِنْ أعظَمِ الرَّاجِينَ لنَيْلِ مَوْفُورِ الأجُورِ، ومَزِيدِ الفَضْلِ مِنْ لَدُنْ غَفُورٍ شَكُورٍ؛ فإنَّه قد أَطْمَعَهُمْ في رَجائِه، ودَعَاهُم إليه، والكَرِيمُ إذا أَطْمَعَ أَوْجَبَ، وَإِذَا أمَّلَ حَقَّقَ!
وأردف قائلا إنَّهُ لحَرِيٌّ بمَنْ يَلْهَجُ بقوله تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) أَنْ يَفْسَحَ في نَفْسِه سماءَ الرَّجَاءِ، ويَفتَحَ لها أبوابَ الطَّمَعِ في كَرَمِ اللهِ وحُسْنِ الظَّنِّ به سُبحانَه، فيَهْرُبَ مِنْ ضِيقِ الهُمومِ والغُمومِ والأحزانِ والمَخَاوِفِ إلى سَعَةِ فَضَاءِ الثِّقَةِ بالله تبارك وتعالى، وَصِدْقِ التَّوَكُّلِ عليه، وحُسْنِ الرَّجاءِ لجَميلِ صُنْعِه بِهِ، وتَوَقُّعِ المَرْجُوِّ مِنْ لُطْفِه وبِرِّهِ، وجُودِه وإحسانِه؛ فإنَّه لا أشْرَحَ للصَّدْرِ ولا أَوْسَعَ له -بَعْدَ الإيمانِ- مِنْ ثِقَتِه باللهِ ورجائِه له وحُسْنِ ظَنِّهِ به؛ وذلك أنَّه رجاءٌ مضمونٌ، وحُسْنُ ظَنٍّ مَأمونٌ، فقد أخبر صلى الله عليه وسلم عن ربِّه في الحديث القدسي: "يقول اللهُ تعالى: أنا عندَ ظنِّ عبدي بي" متَّفق عليه.
قال الإمامُ ابنُ القَيِّمِ رحمه الله: "وكلَّما كان العبدُ حَسَنَ الظَّنِّ باللهِ، حسنَ الرَّجاءِ له، صادقَ التوكُّلِ عليه؛ فإنَّ اللهَ لا يُخيِّبُ أمَلَه فيه البَتَّة؛ فإنَّه سبحانه لا يُخَيِّب أَمَلَ آمِلٍ، ولا يُضَيِّعُ عَمَلَ عامِلٍ".
// يتبع //
14:34ت م
0049
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

عام / خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي / إضافة أولى
وأبان الدكتور بندر بليلة أن مِنْ شَريفِ حُسْنِ الظَّنِّ به جلَّ شأنُه: أنْ يَظُنَّ العبدُ بربِّه أنَّه ما أذاقه مَرَارَةَ الكَسْرِ إلا لِيُذِيقَه حَلاوة الجَبْرِ، فما كَسَرَ عبدَه المؤمنَ إلا لِيَجبُرَه، ولا مَنَعَه إلا لِيُعطِيَه، ولا ابتلاه إلا ليُعافِيَه، ولا أماته إلا ليُحْيِيَه، ولا نغَّصَ عليه الدُّنْيا إلا لِيُرغِّبَه في الآخرة، ولا ابتلاه بجَفاءِ النَّاسِ إلا لِيَرُدَّه إليه، ويَسْتَخْلِصَه لنَفْسِه، ويَصْطَفِيَه لأُنْسِه!
مشيراً إلى أن مِنْ أرْجى مواضعِ حُسْنِ الظَّنِّ بالله وأحْسَنِها: ظنُّ الإجابةِ عندَ الدُّعاءِ؛ ففي الحديث: «اُدْعُوا اللهَ وأنتُمْ مُوقِنُونَ بالإجابةِ» أخرجه الترمذي، وظَنُّ قَبولِ التَّوبَةِ لمَنْ تابَ، وظَنُّ المَغْفِرَةِ عند الاستِغْفَارِ؛ تصديقًا بوَعْدِه الحَقِّ، وظَنُّ العَفْوِ والرَّحْمةِ عند حُضورِ الأَجَلِ؛ ففي الحديث: "لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ باللهِ عزَّ وجلَّ"، أخرجه مسلم.
وبين فضيلته أن لحُسْنِ الظَّنِّ بالرَّبِّ جلَّ جَلالُه بَواعِثَ تبعَثُ عليه، وتُعِينُ عليه، ومن ذلك: مَعْرِفةُ العَبدِ ربَّه سبحانه: بأسمائه وصِفاتِه على الوَجْهِ الذي ذكره في كتابِه وسُنَّةِ نبيِّه صلى اللهُ عليه وسلم؛ فإنَّ مَنْ عَرَفَ الله بأسمائِهِ وصفاتِه، أحبَّه، فإذا أحبَّهُ رجاهُ وأحْسَنَ الظَّنَّ به، ووَثِق بِهِ، وتَوَكَّل عليه، وأَقْبَلَ بكُلِّيَّتِه عليه، وإنَّما يكون سوءُ الظَّنِّ بالله ممَّنْ جَهِل كَرَمَ وجهِهِ، وعِزَّ جَلالِه، وعَمِيَ عن جميلِ أوصافِه، وما تقتضيه من الكمالِ والجلالِ، فَلَهُ الأسماءُ الحُسْنَى، والصِّفَاتُ العُلَى، والأفعالُ الجُلَّى، سُبحانَه جلَّ شأنُه!
كما أبان الدكتور بليلة أن مِنْ بواعِثِ حُسْنِ الظَّنِّ باللهِ تعالى أيضًا: تدبُّرُ شَرِيعَتِه القَويمَةِ، والنَّظَرُ إلى ما فيها من الأحكامِ والحِكَم؛ فإنَّها شريعةٌ وَضَعَ اللهُ بها الآصارَ والأغلالَ، ورَفَعَ بها الحَرَجَ، ووسَّع فيها سُبُلَ الخَيْراتِ، وجَعَلَها شَريعةً وَسَطًا، لا غُلُوَّ فيها ولا جَفَاءَ، فهي شريعةٌ حَنِيفيَّةٌ سَمْحةٌ سَهْلةٌ، كلُّها عدلٌ ورحمةٌ ومصلحةٌ وخيرٌ وبرٌّ ومعروفٌ، وذلك مدعاةٌ إلى حُسْنِ الظَّنِّ بمُشَرِّعها ومُنْزِلِها للعبادِ، وأنَّه لا يُرِيدُ بِهِم إلا الخيرَ والصَّلاحَ في معاشِهم ومعادِهم.
وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أن َمِنْ بَوَاعِثِ حُسْنِ الظَّنِّ به سُبحانَه كذلك: تأمُّلُ سُنَّتِه الكَونيَّةِ في خَلْقِهِ لهذا العالَمِ، وما فيه من مَظاهِرِ الحِكْمَةِ والرَّحْمَةِ والبِرِّ والإحسانِ، وغَلَبَةِ الخَيْرِ على الشَّرِّ، فقد خلق اللهُ عِبادَه في أَحْسَنِ تقويمٍ، وأسكنهم في أرضٍ مُمَهَّدَةٍ، وسَخَّرَ لهم ما في السَّمَواتِ والأرضِ جميعًا منه؛ ودبَّرَ لهم مِنْ مَلَكُوتِه ما تَصْلُحُ بِهِ حَيَاتُهُمْ، ويَطِيبُ به مَعَاشُهم، فدَرَجُوا على هذه الأرضِ مُطْمَئِنِّينَ آمِنِينَ، تحوطُهُم الأقْوَاتُ والأَرْزَاقُ، وتَعُمُّهم الخَيْرَاتُ والبَرَكَاتُ، ومِنْ فَضْلِه سُبْحَانَهُ أَنْ جَعَلَ الخَيْرَ والسَّلامَةَ هو الغَالِبَ على عامَّةِ الخَلْقِ، وجَعَلَ البَلاءَ والفِتْنَةَ عارِضًا لا يَدُومُ، وطائِفًا لا يَلْبَثُ!
وقال فضيلته في خطبته الثانية لولا صُروفُ البلاءِ لأخْلَدَ النَّاسُ إلى الأرضِ، ورَغِبوا بها عمَّا أُعِدَّ لهم من طَيِّباتِ الحياةِ الأُخْرَى، التي هي خيرٌ وأبقى، فتأمَّلْ حِكْمَتَه سُبحانَه في هذهِ الدَّارِ: كيفَ جَعَلَ نَعِيمَها ولذائِذَها سَبَبًا في عِمارَتِها حتَّى حينٍ! وجعل آلامَها المكدِّرَةَ لنعيمها باعثًا على تَطَلُّبِ النَّعيمِ الَّذي لا يَشُوبُهُ نَصَبٌ ولا وَصَبٌ ولا هَمٌّ ولا حَزَنٌ؛ فإنَّ النَّفْسَ بجِبِلَّتِها تطمَحُ إلى اللَّذَّةِ التي لا يَشُوبُها ألمٌ، والنِّعْمَةِ التَّامَّةِ التي لا يُكَدِّرُها الرَّهَقُ والحِرْمَانُ!
وأكد فضيلته أن، حِكْمَةُ أحْكَمِ الحاكِمينَ وأرْحَمِ الرَّاحِمينَ اقتَضَتْ: تِلْكَ المُزاوَجَةَ بَيْنَ القَبِيلَيْن في الدُّنْيا: نَعِيمٌ مَشُوبٌ بألمٍ، وخَيْرٌ ممزوجٌ بشَرٍّ؛ لِيَبْقى الإنْسانُ بين السَّاكِن إلى الدُّنْيا، والمُقْبِلِ على الآخرةِ، فلا يَسْكُنَ إلى الدُّنْيا سُكونًا يُنْسِيْهِ الآخِرةَ، فيَخْسَرَ الخُسْرانَ المبينَ، ولا يَتْرُكَها صَرْمًا فَيَضْعُفَ في معاشِهِ، ويَضْعُفَ في طريقه إلى الله، بل لا بُدَّ مِنْ قَدْرٍ من السُّكونِ يستطيعُ به العَيْشَ عليها، وإنفاذِ مُرادِ الله فيها، واتِّخاذِها مَزْرَعَةً للآخرةِ، وطريقًا مُوصِلًا إلى نعيمِها الأَبَدِيِّ!
وختم الدكتور بندر بليلة خطبته بالقول إنَّ حُسْنَ الظَّنِّ باللهِ شَجَرَةٌ تُنبِتُ أشرفَ الأحوالِ، وتُثمِرُ أينعَ المعارِفِ؛ فألًا ورجاءً، وانشراحَ صَدْرٍ، واطمئنانَ قَلْبٍ، وسُرُورَ خَاطِرٍ، وسَعَةَ حالٍ، وانبِسَاطَ آمالٍ! فما أحسنَها مِنْ شَجَرَةٍ أصلُها ثابتٌ وفرعُها في السَّماءِ: تُؤْتِي أُكُلَها كلَّ حينٍ بإذن ربِّها! هذا، وإنَّ من الحَرِيِّ بأهلِ الإيمانِ وقد أقبلتْ إليهم هذه العَشرُ المعظَّمةُ من رمضانَ: أنْ يَعْمُروها أَحْسَنَ عِمارةٍ بالعَمَلِ الصَّالِحِ؛ محسنينَ الظَّنَّ بربِّهم تبارك وتعالى: أنَّه سيُعينُهم على ذِكْرِه وشُكْرِه وحُسْنِ عِبَادَتِه، على أتمِّ جِدٍّ واجتهادٍ وتَشْمِيرٍ، مُتَأَسِّين بما كان عليه نبيُّهم صلى الله عليه وسلم في هذه العَشْرِ؛ فقد "كان صلى الله عليه وسلم يَجتَهِدُ في العَشْر الأواخِرِ ما لا يَجْتَهِدُ في غَيْرِها" متفق عليه، و«كان صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم إذا دَخَلَ العَشْرُ أحيا اللَّيلَ، وأَيْقَظَ أَهْلَه، وجَدَّ، وشَدَّ المِئْزَرَ» متفق عليه.
// يتبع //
14:34ت م
0050
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

عام / خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي/ إضافة ثانية واخيرة
وفي المدينة المنوة أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبد الرحمن الحذيفي المسلمين بتقوى الله – سبحانه بالتقرب إليه بمرضاته والابتعاد عن غضبه بترك محرماته.
وبين إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين أن الله تعالى أفاض على الأمة بشهر الخير والبركات وأنواع الطاعات والحفظ من الوقوع في المحرمات.
و أوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن ما ادخره الله من الثواب هو ما يفرح به المؤمنون ويتسابق في الخير إليه المتسابقون قال جل من قائل ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) .
وحث فضيلته المسلمين على الاجتهاد في آخر الشهر والبعد عن الذنوب والمعاصي التي تبطل الحسنات مستشهداً بقول الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ).
وتابع فضيلته بالقول إن الله تعالى شرع أبواب الفضائل والأعمال الصالحات للإكثار من الخير مستدلاً بقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قَالَ رسولُ الله ﷺ: "لا تَحقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوف شَيْئًا، وَلَو أنْ تَلقَى أخَاكَ بوجهٍ طليقٍ" .
وأردف إمام وخطيب المسجد النبوي أن من أراد الفلاح والفوز والحياة الباقية فليعمل الصالحات في هذه الأيام الفاضلة، عن أبي هريرة رضيَ اللَّه عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَال: "بادِروا بالأعمالِ سبعًا: هل تنظرون إلا فقرًا مُنسِيًا، أو غنًى مُطغِيًا، أو مرضًا مُفسِدًا، أو هرَمًا مُفنِّدًا أو موتًا مُجهِزًا، أو الدَّجَّالَ فشرٌّ غائبٌ يُنتَظرُ، أو السَّاعةُ فالسَّاعةُ أدهى وأمرُّ".
وبين فضيلته أن ليلة القدر متنقلة في العشر ومن وفق لقيامها غفر له ما تقدم من ذنبه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَن قام ليلةَ القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه".
وتابع الحذيفي أن خير ليلة القدر وبركتها تنال كل مسلم مبيناً أن عبادتها أفضل ألف شهر.
وحث فضيلته المسلمين على الإكثار من الدعاء حتى تنجلي الغمة وأن الله تعالى عود على استجابة الدعاء في هذا الشهر الكريم قال تعالى ( وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا) وقال عز من قائل (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ).
وفي الخطبة الثانية حث إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين على التوبة إلى الله ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "الَلهُ أشدُّ فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلَته بأرضٍ فَلَاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيسَ منها، فأتى شجرةً فاضطجَعَ في ظلِّها قد أيس من راحِلَته، فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمةً عنده، فأخذ بخِطامها، ثمَّ قال مِن شدَّة الفرح: اللهمَّ أنت عبدي وأنا ربُّك، أخطأ من شِدَّة الفَرح".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.