رحب المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، والمدير العام للمنظمة الدولية للهجرة أنطونيو فيتورينو، اليوم، بالإجماع الذي تم التوصل إليه في باريس بشأن ضرورة العمل السريع لمعالجة الوضع في البحر المتوسط، والحد من الخسائر البشرية في ليبيا. جاء ذلك في بيان مشترك صادر اليوم، عقب المناقشات التي جرت في باريس مع دول أوروبية، حثت خلاله المنظمتان الأمميتان على عدم إعادة الأشخاص الذين تم إنقاذهم في البحر الأبيض المتوسط إلى ليبيا وعدم تجريم المنظمات غير الحكومية التي تأتي لإنقاذهم في البحر. وعبر المسؤولان الأمميان، في البيان المشترك، عن ترحيبهما بتوافق الآراء في جلسة اليوم بشأن الحاجة إلى إنهاء الاحتجاز التعسفي للاجئين والمهاجرين في ليبيا، مقترحين أن تكون هناك عملية للإفراج المنظم عن الأشخاص في مراكز الاحتجاز إما إلى المناطق الحضرية، أو لفتح مراكز تتيح حيزًا معقولًا من حرية التنقل والسكن والمساعدة والحماية من الأذى، بالإضافة إلى الرصد المستقل والوصول المنتظم دون عوائق للوكالات الإنسانية. وشددا على أهمية ألا يعاد أي شخص إلى مراكز الاحتجاز في ليبيا بعد اعتراضه أو إنقاذه في البحر، وذلك في ضوء مخاطر الانتهاكات وسوء المعاملة أو الوفاة التي شهدتها ليبيا مؤخراً. وأبدى كل من غراندي وفيتورينو، تفاؤلهما بالالتزام المتجدد اليوم من جانب الدول بالحد من الخسائر في الأرواح في البحر المتوسط، مفيدين أن الوضع الراهن الذي يتمثل في ترك عمليات البحث والإنقاذ في أغلب الأحيان للمنظمات غير الحكومية أو السفن التجارية لا يمكن أن يستمر، حاثين على القيام بعمليات بحث وإنقاذ تابعة للاتحاد الأوروبي، على غرار البرامج التي تمت في السنوات الأخيرة. وأكدد البيان المشترك أهمية الاعتراف بالدور الحاسم الذي تلعبه المنظمات غير الحكومية، داعيًا إلى عدم تجريمها أو وصمها لقاء إنقاذ الأرواح في البحر، لافتاً النظر إلى وجوب عدم مطالبة السفن التجارية، التي يتم الاعتماد عليها بشكل متزايد للقيام بعمليات الإنقاذ، بنقل الأشخاص الذين تم إنقاذهم إلى خفر السواحل الليبي، أو إنزالهم في ليبيا، والتي لا تعد ميناءً آمناً. وشجع غراندي وفيتورينو المناقشات الإيجابية بشأن إنشاء ترتيبات مؤقتة يمكن التنبؤ بها لإنزال الأشخاص بعد إنقاذهم في البحر، وتقاسم المسؤولية فيما بين الدول لاستضافتهم، مؤكدين أنه على هذه المحادثات أن تمضي قدماً. وبحسب البيان تعد عمليات الإجلاء وإعادة التوطين خارج ليبيا شريان الحياة للأشخاص الذين يواجهون تهديداً مباشراً على حياتهم، وما زالت المنظمتان الأمميتان المعنيتان بشؤون الهجرة والمهاجرين تحثان الدول على العمل معهما لإخراج اللاجئين الأكثر ضعفاً في ليبيا من دائرة الخطر، مرحبتين بعبارات الدعم في هذا الصدد التي تم سماعها اليوم. وناشد المفوض السامي والمدير العام لمنظمة الهجرة ببذل جهود أكبر لمعالجة الأسباب الكامنة وراء مغادرة الناس لديارهم في المقام الأول، مشيرَيْن إلى أنه طالما أن النزاعات المتعددة في شمال أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى مستمرة دون حلول، وطالما أن تحديات التنمية قائمة، سيستمر البعض في البحث عن بدائل لأنفسهم وعائلاتهم، مشددين على أن يكون التوسط من أجل سلام دائم في ليبيا من الأولويات القصوى، وعلى المجتمع الدولي استخدام نفوذه لجمع الأطراف المتحاربة على طاولة الحوار، وإيجاد حل سياسي يعيد الاستقرار والأمن.