أرمينيا تتنازل عن أراضٍ حدودية في صفقة كبيرة مع أذربيجان    سلام أحادي    اختيار هيئة المحلفين في المحاكمة التاريخية لترامب    تجمع مكة المكرمة الصحي يحقق انجاز سعودي عالمي في معرض جنيف الدولي للاختراعات 2024    حائل.. المنطقة السعودية الأولى في تطعيمات الإنفلونزا الموسمية    المرور بالشمالية يضبط قائد مركبة ظهر في محتوى مرئي يرتكب مخالفة التفحيط    وزير المالية يعقد مؤتمراً صحفياً للحديث عن النتائج الرئيسية لاجتماعات اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية    التعريف بإكسبو الرياض ومنصات التعليم الإلكتروني السعودية في معرض تونس للكتاب    وفاة الممثل المصري صلاح السعدني    نوادر الطيور    استبعاد الحمدان إشاعة.. ونيفيز يعد بالتأهل    النصر يفقد لويس كاسترو في 4 مباريات    رسمياً .. صالح المحمدي يقود الحزم حتى نهاية الموسم    وزير المالية رئيس اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية يعقد مؤتمراً صحفياً    أمير عسير يتفقد مراكز وقرى شمال أبها ويلتقي بأهالي قرية آل الشاعر ببلحمّر    مدرب الفيحاء: ساديو ماني سر فوز النصر    موعد مباراة السعودية والعراق في كأس آسيا تحت 23 عامًا    «القوى السعودية» تحصد تسع ميداليات في رابع أيام الخليجية    وزارة الخارجية تعرب عن أسف المملكة لفشل مجلس الأمن الدولي    المملكة ضمن أوائل دول العالم في تطوير إستراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي وفقًا لمؤشر ستانفورد الدولي 2024    الرمز اللغوي في رواية أنثى العنكبوت    بطاقة معايدة أدبية    ضيوف الرحمن يخدمهم كل الوطن    السديري يفتتح الجناح السعودي المشارك في معرض جنيف الدولي للاختراعات 49    اكتشاف خندق وسور بجدة يعود تاريخهما إلى القرن 12 و13 الهجري    "الرياض الخضراء" يصل إلى عرقة    إخلاص العبادة لله تشرح الصدور    أفضل أدوية القلوب القاسية كثرة ذكر الله    مدير الجوازات يتفقد جوازات مطار البحر الأحمر    مساعد وزير الدفاع يزور باكستان ويلتقي عددًا من المسؤولين    كلوب: ليفربول يحتاج لإظهار أنه يريد الفوز أكثر من فولهام    "الأرصاد" ينبه من هطول أمطار غزيرة على منطقة مكة    متحدث الأرصاد: رصد بعض الحالات الخاصة في الربيع مثل تساقط البرد بكميات كبيرة.    نجران: إحباط تهريب 58 كيلوغراما من مادة الحشيش المخدر    "أبل" تسحب واتساب وثريدز من الصين    بينالي البندقية يعزز التبادل الثقافي بين المملكة وإيطاليا    الزبادي ينظم ضغط الدم ويحمي من السكري    السينما في السعودية.. الإيرادات تتجاوز 3.7 مليار ريال.. وبيع 61 مليون تذكرة    إعادة ترميم قرية آل مساعد بقبيلة آل عمر بلحمر شمال مدينة أبها    التلفزيون الإيراني: منشآت أصفهان «آمنة تماماً».. والمنشآت النووية لم تتضرر    الشاب محمد حرب يرزق بمولوده الأول    مسح أثري شامل ل"محمية المؤسس"    النفط يقفز 3%    فوائد بذور البطيخ الصحية    السودان.. وخيار الشجعان    «سلمان للإغاثة»: اتفاقية لدعم برنامج علاج سوء التغذية في اليمن    «المظالم»: 67 ألف جلسة قضائية رقمية عقدت خلال الربع الأول من العام الحالي    «الشورى» يناقش تقارير الأداء السنوية لعدد من الأجهزة الحكومية    «استمطار السحب»: 415 رحلة استهدفت 6 مناطق العام الماضي    اليوم الجمعة .. نهائي كأس العالم للترويض    تخلَّص من الاكتئاب والنسيان بالروائح الجميلة    غاز الضحك !    أمير الباحة: القيادة حريصة على تنفيذ مشروعات ترفع مستوى الخدمات    محافظ جدة يشيد بالخطط الأمنية    أمير منطقة الرياض يرعى الحفل الختامي لمبادرة "أخذ الفتوى من مصادرها المعتمدة"    تآخي مقاصد الشريعة مع الواقع !    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على محمد بن معمر    سمو أمير منطقة الباحة يلتقى المسؤولين والأهالي خلال جلسته الأسبوعية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي

أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس المسلمين بتقوى الله عز وجل لأن تقواه سبحانه خير الزّاد وأعظم المتاع، ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم : في تتابع الفصول والمواسم، وتعاقب الأيام والليالي الحواسم، عبرةٌ لِمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا، ولا بد لأهل الحِجَى من وقفاتْ؛ للعبرة ومراجعة الذاتْ، والتفكر في ما هو آتْ، فكم من خُطُواتٍ قُطِعت، وأوقاتٍ صُرِفت، والإحساس بِمُضِيِّهَا قليل، والتذكر والاعتبار بِمُرُورِهَا ضئيل مستشهدًا بقوله تعالى، ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا﴾، وليكن منكم بحسبان -يا رعاكم الله- أن الزمان أنفاس لا تعود، فمن غفل عنه تصرمت أوقاته، وعَظُم فواته، واشتدت حسراته، فإذا علم حقيقة ما أضاع طلب الرُّجْعَى فحيل بينه وبين الاسترجاع.
وأضاف قائلًا : وفي هذا الأوان قد لبست السماء جِلْبَابها، وباحت الرِّيح بأسْرَارِهَا، وأخذ البرد يَجْمُشُنَا بِلَوَاحِظِه، ويَقْرُصُنَا بأنامله، وألقى الشتاء علينا كَلْكَلَه، مما يحمل على الادكار ويبعث على الاعتبار، ويُذَكِّر بزمهرير النار، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم, قال:"اشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ: يَارَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا؛ فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ، نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الزَّمْهَرِيرِ", مستشهدًا بالقول : قال الإمام الحسن البصري :"كل بَرْدٍ أهلك شيئًا فهو من نَفَسِ جهنم، وكل حَرٍّ أهلك شيئًا فهو من نفس جهنم"، والإمام ابن رجب عندما قال :"كل ما في الدنيا فهو مُذَكِّرٌ بالآخرة ودليل عليه، فَشِدَّة حر الصيف يُذَكِّرُ بِحَرِّ جهنم، وهو من سَمُومها، وشدة برد الشتاء يُذَكر بزمهرير جهنم، وهو من زمهريرها".
وأوضح الشيخ السديس أن أهم حِكَمِ الشتاء أنه يُذَكِّرُ بزمهرير جهنم، ويوجب الاستعاذة منها، عافانا الله وإياكم منها، روى الإمام أحمد في مسنده والبيهقي في شُعب الإيمان من حديث أبي سعيد الخدري , قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"الشتاء ربيع المؤمن، قَصُرَ نهاره فصام، و طال ليله فقام"، قال الإمام ابن رجب :"إنما كان الشتاء ربيع المؤمن لأنه يَرْتَعُ فيه في بساتين الطاعات، و يَسْرَحُ في ميادين العبادات، ويُنَزِّه قلبه في رياض الأعمال المُيَسَّرة فيه"، وروى البيهقي بسند صحيح من حديث جابر وأنس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة"، قال بعض العلماء:"إنما وصفها بالبرد؛ لأن الغنيمة إنما أصلها من أرض العدو ولا تُنَال إلا بمباشرة الحرب والاصطلاء بِحَرِّهَا، يقول: فهذه غنيمة ليس فيها لقاء حرب ولا قتال".
وقال فضيلته : إن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يفرحون بِقُدوم الشتاء لِمَا يجدون من لذة الطاعة وحلاوة العبادة، فكان ابن مسعود يقول:"مرحبا بالشتاء، تنزل فيه البركة و يطول فيه الليل للقيام، و يقصر فيه النهار للصيام"، وبكى معاذ بن جبل عند موته وقال:"إنما أبكي على ظمأ الهواجر، و قيام ليل الشتاء، ومزاحمة العلماء" قال الإمام ابن الجوزي :"يَنْبغي للإنسان أن يَعْرِف شَرَفَ زمانه، وقدْر وقته، فلا يُضَيِّع منه لحظة في غَيْرِ قُرْبَةٍ"، يشهد لذلك أكمل الهدي، هَدْي النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كانت أوقاته خير مثالٍ يُقْتَدى، وترويحه أزكى دليل يُحتذى، توسُّطًا واعتدالا، وسُموًّا وكمالا، فقد كان - بأبي هو وأمي - أظهر الناس حزمًا ولُطفًا، وأوفاهم أُنسًا وعطفا، قال الإمام ابن القيم :"لو كان الزمان كله فصلا واحدا لفاتت مصالح الفصول الباقية فيه، فلو كان صيفا كله لفاتت منافع مصالح الشتاء ولو كان شتاءً لفاتت مصالح الصيف، ففي الشتاء تغور الحرارة في الأجواف وبطون الأرض والجبال فتتولد مواد الثمار وغيرها وتبرد الظواهر ويستكثف فيه الهواء فيحصل السحاب والمطر والثلج والبرد الذي به حياة الأرض وأهلها".
وبين أن الشتاء يختص ببعض الأحكام الفقهية التي لا يستغني عنها المسلم، فحقيق بكل مسلم أن يتفقهها حتى يعبد ربه على بصيرة؛ فمنها: أنه يُشْرَع المسح على الخفين عند الوضوء، للمقيم يوم وليلة، وللمسافر ثلاثة أيام بلياليها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للمغيرة بن شُعبة حينما أراد نزع خفيه: "دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين، ومسح عليهما" (متفق عليه)، وقال الحسن البصري : "حدثني سبعون من أصحاب النبي أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يمسح على الخفين", وهذا من سماحة الإسلام وتيسيره على الأنام.
وأشار الشيخ السديس إلى أن من صور التيسير أيضا الخاصة بالشتاء والبرد : جواز الجمع بين الصلاتين عند المطر الشديد أو الريح أو نحو ذلك، وهذا الجمع له شروط وضوابط أهمها: أن يحصل للناس مشقة معتبرة بتركه، لوجود مطر شديد أو سيول، أو ريح شديد ووحل، ومن الأحكام الفقهية الخاصة بالشتاء والبرد: أن بعض المصلين يدخل الصلاة وهو مُلَثِمٌ أنفه وفاه، حيث "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن يغطي الرجل فاه في الصلاة" رواه أبو داود وابن حبان، بسند حسن.
ولفت فضيلته إلى أنه إذا تَدَثَّر أحدنا وتَلَحَّفَ بثيابه الشتائية، فليتذكر أن إخوانًا لنا في بِقَاعٍ شتَّى يعانون من البرد والصقيع وقلة الزاد، يعيشون في المخيمات أو في العَرَاء، يَفْتَرِشُونَ الأرض ويَلْتَحِفُونَ السَّمَاء، ممن لحقهم الشتاء بزمهريره وعضَّهم البرد بنابه ، من إخواننا اللاجئين والنازحين والمهجرين في بقاع شتى، والذين هُدِّمت بيوتهم في فلسطين وسوريا وبورما وآراكان، وغيرها ﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ﴾، لا أقل من الإحساس بهم وإكثار الدعاء لهم.
وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن في فصل الشتاء يُنْعِمُ الله علينا بالغيث الذي لا يفتأ يصوب، والمزن الوطف السَّكُوب، يغيث الله الأنام، ويروي الهضاب والآكام، ويحيي النبات والسوام، وقال : لا يفوتنا هنا التنبيه على الأخذ بأسباب السلامة من الأمطار، وأخذ الحيطة والحذر من مجاري السيول، وعدم المكوث في الأودية والشِّعَابِ، عافانا الله وإياكم بفضله ومَنِّهِ، وكل ذلك يَحُثُّ المسلم الأريب اللّوذعي، اللَّقِن الأحْوذي إلى التفكر والاعتبار، في بديع صُنْعِ العزيز الغفار، والحكمة من تعاقب فصول العام، واختلاف الأوقات على الدوام، وقد قال ربنا العلام:﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾، قال :"ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها"، (أخرجه ابن حبان في صحيحه)، وحمد فضيلته لله الذي جعل في اختلاف فصول العام دليلاً على عظمته الباهرة، ومذكِّرًا بالدار الآخرة، ولا يزال المؤمن يتفكر ويعتبر حتى يعبد ربه كأنه يراه، وقال : لقد وقف سلفنا الصالح طويلا أمام هذه الآيات والحِكم وتأملوها حَقَّ التأمل، فتحقق لهم ما لم يتحقق لغيرهم، يقول الإمام علي ابن أبي طالب :"لقد سبق إلى جنَّاتِ عَدْنٍ أقوامٌ ما كانوا بأكثر الناس صلاةً ولا صياماً ولا حَجًا ولا اعتمارًا، لكنهم عَقَلُوا عن الله مواعظًا، فَوَجَلَتْ منه قلوبهم، واطمأنت إليه نفوسهم، وخشعت له جوارحهم نستشهدًا بقوله تعالى ﴿يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ﴾، ألا فاتقوا الله عباد الله ، وازدلفوا إلى ربكم بالاعتبار في تعاقب المواسم والفصول، يتحقق لكم المحصول، وتبلغوا المأمول من خيري الدنيا والآخرة.
وبين فضيلته أنه إذا انقضى الشتاء كان بعض السلف رضي الله عنهم يخرج في أيام الرياحين والفواكه إلى السوق، فيقف وينظر، ويَعْتَبِر، ويسأل الله الجنة، ففي فصل الربيع تظهر آثار الأمطار، وتتقنع بِخَضَارِهَا الأشجار، وتتزين الأرض للنَّظَّارة، وتبرز في معرض الحسن والنَّضَارة، وقد حاك الربيع حُلَل الأزهار، وصاغ حُلَى الأنوار، قال الإمام ابن القيم :"وأصحُّ الفصول فصل الربيع؛ فيه تقل الأمراض وتصح الأبدان والأرواح"، وهذا يحث المسلم على الإكثار من شكر النِّعم، ومواصلة الاجتهاد بطلب الجنة بالأعمال الصالحة، فالربيع شباب الزمان ، ومقدمة الورد والريحان.
// يتبع //
15:46ت م
0053
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

عام / خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي/ إضافة أولى واخيرة
وفي المدينة المنورة تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالبارئ الثبيتي في خطبة الجمعة اليوم عن النجاح والسعادة وأنهما مطلب كل إنسان ومسعاه وأن النبي عليه الصلاة والسلام دلنا على طريقهما.
وقال : إن النجاح في الحياة مطلب كل إنسان والسعادة مقصده ومراده وإليهما تسعى النفوس وتميل القلوب وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد رسم لنا ثلاثية النجاح والسعادة في الدنيا والآخرة بحديث غزير الفوائد وعظيم المنافع قال عليه السلام / أحرص على ماينفك وأستعن بالله ولا تعجز /.
وبين فضيلته أن الحرص على ماينفع يأتي أن يسعى الإنسان لمعالي الأهداف وأفضل العبادات وأن يجعل لحياته هدف ولعمره مقصد فالحياة قصيرة والشباب يتبعه هرم والصحة يهددها مرض ومن حرص علي ماينفعه اشتغل بالمرابح القيمة والمغانم النفيسة وأكثر الأعمال أجرا وأحبها إلى الله عز وجل ولذلك كان الصحابة عليهم السلام يسألون عن أفضل الأعمال وأجلها / يَسْلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ " ، قَالَ : فَأَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : " الَإِيمَانُ " ، قَالَ : وَمَا الْإِيمَانُ ؟ قَالَ : " أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ ، وَمَلَائِكَتِهِ ، وَكُتُبِهِ ، وَرُسُلِهِ ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ " ، قَالَ : فَأَيُّ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : " الْهِجْرَةُ ، قَالَ : وَمَا الْهِجْرَةُ ؟ قَالَ : أَنْ تَهْجُرَ السُّوءَ /.
وأوضح أن من الحرص على ماينفعه تحرى النفع الذي يبقى أثره ويدوم فضله في الدنيا ويمتد إلى الفوز بالآخرة وأن المسلم الواعي يحرص على ماينفعه ويبدأ بنفسه ويصلح ذاته وأن كل مالا يعنيه لن يغنيه ومن ترك مالايعني وانشغل بما يعني حسن إسلامه وتفرغ لأولوياته وارتقى بأعماله وصفى بنفسه وأخلاقه ولسانه.
وأكد فضيلته أن الحرص على ماينفع يوجه الطاقات إلى البناء ونماء الأرض ويورث الحياة بركة ويزيد العمل رسوخا قال تعالى ( وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض) وأن الحرص علي ماينفع يتطلب قوة في التعامل مع اللذات والرغبات فليس كل مرغوب نافع ولا كل مكروه يضر بل أن الإنسان العاقل يؤثر النفع الأجل الأكثر على النفع الحاضر الأقل قال تعالى ( كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة).
وأكد فضيلته أنه مهما كان الإنسان حريصا على ماينفعه فانه لن يتحقق له هدف ولا مقصد إلا إذا أعانه الله ووفقه وسدده / أحرص على ماينفعك واستعن بالله / فهو سبحانه المستعان الذي يلجأ إليه كل الخلائق اختيارا واضطرارا فالكل يستعين به في الشدة والرخاء والسراء والضراء وكل إنسان في حاجة دائمة إلى عون الله عزوجل في كل أحواله وفي كل أمور دينه ودنياه.
ولفت الانتباه إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أن الاستعانة بالله عزوجل إقرار واعتراف من العبد بضعف قوته وحوله وأن القوة والحول لله وحده تبارك وتعالى ولأن العبد عاجز عن الاستقلال بجلب مصالحه ودفع مضاره ولا معين له على مصالح دينه ودنياه إلا الله عز وجل فمن أعانه الله فهو المعان ومن خذله فهو المخذول.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.