لطالما كان مثلث برمودا هاجسا بالنسبة إلي. لا أعرف هل هو بسبب حبي للأشياء الغامضة والمجهولة دائما، أم أنه نتيجة لتلك الصورة التي ظلت معلقة عن هذا البحر المثلث الوهمي الخطوط الذي ضاعت فيه الكثير من السفن والطائرات. قرأت الكثير من الكتب عنه حتى إنني لا أذكر أي كتاب منها، بسبب أنه مضى وقت طويل على ذروة شغفي ببرمودا، حينما كنت في المرحلة المتوسطة، ثم صادف أن حضرت محاضرة للدكتور عبدالحفيظ أمين كانت حول اكتشاف أكبر نجم في الكون، وآخر نقطة في تلك المحاضرة تحدثتْ عن مثلث برمودا, كأنه تركها للنهاية حتى يستبقينا في المحاضرة، رغم أن المحاضرة نفسها كانت جد ممتعة ومشوقة في كل أجزائها. الدكتور عبدالحفيظ عَبَرَ برمودا, وأؤكد لكم أن الذي أعطانا المحاضرة ليس شبح عبدالحفيظ، إنما هو بعينه وسنه, عبر برمودا بطائرة مع مجموعة من طلابه, والطريف في الأمر أن طلابه لم يكونوا يتوقعون أنهم سيمرون من فوق برمودا، وأنه لم يقل لهم ذلك إلا حينما «طاح الفاس في الراس وسبق السيف العزل» وأصبحت إمكانية هربهم من رحلة عبوره أمرا مستحيلا, فقال لهم وهم في الطائرة: إنهم الآن فوق برمودا، ولو أنك نظرت إليهم ستراهم كما لو أنهم رأوا أصحاب الكهف. ولكن كانت حقيقة, عبروا برمودا ولم يسقطوا فيه، أو تنعدم الجاذبية. ويؤكد الدكتور عبدالحفيظ أن ما قيل طوال أعوام عن برمودا هو مجرد خرافات وأساطير، تناولتها هوليوود كدعاية لأفلامها, وأن وكالة ناسا تؤكد ذلك أيضا وأن خطوط الملاحة وخطوط الطيران الدولية تمر ببرمودا, ويضيف الدكتور أنه لا يوجد أي أستاذ أكاديمي تحدّث علميا عن الاختفاءات المثيرة التي حصلت في برمودا. فإلى الأمام يا دكتورنا لمزيد من الإضاءات التي تشرق في سماء المعرفة.