جيبسون.. صرخة فككت القيود الأكاديمية

دخل عوالم هوليوود من بوابتها الأكاديمية ممثلا وحامل ألقاب ولما تكن قدماه قد وطئتها بعد، ومن وقتها لا يكاد يخلو استبيان لجماهيرية الممثلين من تصدر اسمه، على الرغم من كونه أكثر من أثار عواصف وجدلا بتحديه الدائم للوبي اليهودي ووجهة نظره القائلة «إن اليهود ملاعين وهم سبب كل مصيبة وحرب تحدث في العالم».
ولد «ميل كلمكيل جيرارد جيبسون» في 3/1/1956 بمدينة نيويورك الأمريكية، وعندما أصبح عمره 12 عاما انتقلت عائلته إلى أستراليا؛ هربا من حرب فيتنام؛ لذلك اكتسب لهجة أسترالية، وهناك درس «ميل جيبسون» التمثيل بالمعهد القومي لفن الدراما بتشجيع وتأثر بشقيقه الأكبر الممثل «دونال جيبسون»، وبعد تخرجه عمل في أدوار صغيرة على المسارح الأسترالية، إلى أن جاءته الفرصة للعمل في فيلم «صيف المدينة» عام 1976، لكن موهبته الحقيقية ظهرت للعلن في عام 1979 مع فيلم «تيم» الذي حصل عنه على جائزة أفضل ممثل في أستراليا، وفيلم «ماكس المجنون» الذي كان تذكرة عبوره إلى هوليوود، من هنا ظهر ممثلا جديدا يؤثر في شباك التذاكر الأمريكي وهو في أستراليا، ومن ذلك الوقت ظهر في عدة أفلام في هوليوود وأستراليا معا.
اشتهر بتأديته مختلف الأدوار وأصعبها وتنوعت تجربته بين الأكشن والرومانسي وتألق كثيرا في أدوار الكوميديا، لكن ذلك لم يكن سوى جزء من مشروع «جيبسون» الفني الذي كانت باكورته بإخراجه وتمثيله فيلم «قلب شجاع» عام 1996 عن قصة حياة الثائر الأسكتلندي «وليم ولاس» وصرخته الشهيرة «حرية» الذي فاز عنه بجائزتي أوسكار أفضل مخرج وأفضل فيلم.
مثل العديد من الأدوار المهمة في أفلام غدت بصمة في السينما الأمريكية كسلسلة «أسلحة فتاكة» و«الوطني، ما تريد النساء، الاسترداد، فندق بمليون دولار، عندما كنا جنودا» وتعاون مع المخرج الهندي «نايت شايملان» ليقدم فيلم رعب نفسي حمل اسم « إشارات».
تابع مشروعه الإخراجي بفيلم «آلام المسيح» عام 2004 الذي حمل من خلاله اليهود صراحة مسؤولية دم المسيح، وهو ما عرضه للكثير من المشاكل والمنع من العرض ومحاربة «جيبسون» الذي أنتج وأخرج وشارك في كتابة الفيلم، ثم بإخراج فيلم «أبوكاليبتو» عام 2006 الذي يدين المجازر التي يرتكبها البشر بحق بعضهم باسم اكتشاف الحضارة بما يؤدي في النهاية إلى تقويضها، ومن بعدها انقطع «ميل جيبسون» عن العمل الفني على خلفية حادثة أطلق خلالها العديد من التصريحات المعادية لليهود ولإسرائيل، وهو ما سبب الحنق عليه في عموم هوليوود ليكتفي ببعض الأدوار الصغيرة.
تزوج «ميل جيبسون» زوجته «روبين» في أستراليا عندما كان لا يزال ممثلا غير معروف، وكانت تعمل مساعدة طبيب أسنان، وتزوج الاثنان عام 1980 ورزقا ب 7 أبناء حيث دام زواجهما 30 عاما وهي فترة غير مألوفة في عالم هوليوود.