«الكيف» الديني يتراجع أمام «الكم» الدرامي

تربعت الدراما على الساحة الأكثر قبولا في الفضائيات خلال شهر رمضان المبارك، في وقت بات تراجع الإقبال على البرامج الدينية، إلى الدرجة التي صدقت فيه مقوله إن «رمضان شهر الدراما»، أو رمضان = مسلسلات، الأمر الذي يفسر تركيز المنتجين والمعلنين على هذه الدراما.
وأكد الخبير الإعلامي الدكتور مالك الأحمد غياب القنوات الإسلامية، على ساحة الفضائيات في شهر رمضان المبارك، على الرغم من أن التوقعات بوجود كثيف لها في خارطة الشهر.
وبين أنه من خارطة البرامج يتضح سيطرة الدراما سواء من خلال القنوات المتخصصة، فضلا عن حصولها على حصة الأسد في برامج القنوات العامة: «بالطبع هناك برامج إسلامية في القنوات العامة، لكنها لا تتجاوز 10 % من خارطة البرنامج، وبالتالي فإن إجمالي البرامج والقنوات الإسلامية لا يتجاوز 15 % من الخارطة البرامجية للقنوات العشر الأولى وهي نسبة يسيرة بالطبع».
ووفق التقرير الذي أصدرته شركة «أبسوس» المتخصصة في الإحصائيات عن ترتيب القنوات لدى المشاهدة في السعودية، احتلت MBC المرتبة الأولى في القنوات الأكثر مشاهدة يليها القناة السعودية الأولى.
وضمن القنوات العشر الأولى كانت هناك قناتان إخباريتان «الجزيرة والعربية»، وثلاث قنوات دراما MBC، الخليجية ، فنون»، وأربع قنوات منوعة عامة وقناة واحدة إسلامية عامة في المرتبة العاشرة «المجد العامة».
ووفق التقرير يلاحظ وجود قناة واحدة سعودية «الأولى»، وأربع قنوات خليجية، وخمس قنوات عربية لكنها ذات ملكية سعودية وتستهدف السعودية بشكل رئيسي.
وقال الدكتور الأحمد إن هذه القنوات العشر تستحوذ على 76 % من نسبة المشاهدة الكلية وقناة واحدة من هذه العشرة منفردة، تستحوذ على 36 % من إجمالي المشاهدة الكلية.
واحتلت قناة المجد المرتبة ال 18 لتدخل ضمن القنوات العشرين الأولى، تلتها قناة بداية في المرتبة ال 19، ثم الرسالة في المرتبة ال20.
وأيضا برزت قنوات الأفلام MBCAchion,MBC2 ، روتانا سينما.
وفيما يتعلق بالقنوات ال50 الأولى في التقرير، اتضح أن هناك 19 قناة منوعة عامة «نسبة الدراما لا تقل عن 50 % من خريطتها البرامجية»، احتلت نسبة 38 % من إجمالي عدد القنوات»، وهناك 13 قناة دراما «26 %»، وسبع قنوات إسلامية عامة ودينية «14 %»، وخمس قنوات رياضية «10 %»، وثلاث قنوات إخبارية «6 %»، وثلاث قنوات متخصصة «6 %»، ليتضح أن الدراما ما زالت مسيطرة وبنسبة عددية بما لا يقل عن 45 %.
يلاحظ أن الثقل النسبي للمشاهدة يرتكز في ال20 قناة الأولى التي تستحوذ على 94 % من حجم المشاهدة الكلية «بقية القنوات تستحوذ على النسبة الباقية».
ولاحظ الأحمد انحسار في المشاهدة في بعض القنوات فقناة عريقة مثل اقرأ احتلت المرتبة 48، بينما كانت العام الماضي بحدود 22 وهذا مرتبط -وبقوة- بنوعية البرامج، بمعنى آخر ارتباط المشاهد بالبرامج أكثر من القناة، رغم أن بعض القنوات استمرت في التربع على القمة لأعوام لقوة وتنوع برامجها وحصولها على ثقة عالية ورضا المشاهدين .