يوفر شهر رمضان فرص عمل أمام كثير من الشباب خاصة في الأسواق الرمضانية التي تخصصها الأمانات والبلديات، حيث تنتشر بسطاتهم لبيع مختلف السلع والوجبات الرمضانية، إلا أن الوضع بدأ مختلفا بعض الشيء في الجبيل التي شهدت عزوفا شبابيا عن ممارسة تلك الأنشطة والذين اكتفوا بدور المتسوقين فقط وتركوا «الجمل بما حمل» كما يقولون للعمال المقيمين. والمترددين على سوق الجبيل «البلد» خلال رمضان الجاري كانوا في دهشة من أمرهم من الإقبال الشبابي على التسوق وشراء الوجبات الرمضانية الشعبية وعزوفهم عن تولي أمر تلك البسطات، كما درج كثير من الشباب في مناطق أخرى باعتبارها توفر دخلا جيدا وفي وقت وجيز وبشكل لا يمنعهم من ممارسة أنشطتهم الأخرى. وخلال جولة «شمس» في السوق استوقفنا البائع عجي العلوي وهو مواطن يقف على بسطة للوجبات الغذائية تشهد إقبالا كبيرا حتى اشتهر كأحد أفضل معدي الأطعمة الشعبية في الجبيل: «أنا هنا في هذه السوق منذ 12 عاما وعلى هذه البسطة المتواضعة التي أقدم فيها بعض المأكولات الشعبية التي تشتهر بها الجبيل أو المنطقة الغربية كالتقاطيع والكبدة الطازجة والكوارع ولحمة الرأس، والحمد لله أجد كل محبة وإخاء من الزبائن حتى صرت أتلقى اتصالات منهم بطلباتهم يوميا». واعتبر العلوي أن عزوف الشباب السعودي عن العمل في السوق أمر مؤسف خاصة أن هذه الأنشطة الموسمية يمكن أن توفر للشباب الكثير من حاجاتهم: «أكثرهم يريد أن يعمل في وظيفة مكتبية؛ وهذا ما جعل السوق تمتلئ بالباعة المقيمين». وعبر عن استعداده لمساعدة الشباب السعوديين للعمل معه في بسطته حتى يكسبهم الخبرة اللازمة. وطالب العلوي الجهات المسؤولة بتسهيل إجراءات الحصول على رخص العمل. كما يأمل بالحصول على رخصة دائمة للعمل في أحد أركان السوق حتى يبقى متواصلا مع زبائنه طوال العام بدلا من العمل في رمضان فقط. أما الشاب ناصر الخالدي فبرر اختفاء الشباب عن سوق الجبيل بندرة العاطلين عن العمل في المنطقة وبالتالي فهناك متسع من الفرص أمام المقيمين للعمل في السوق: «كما أن البعض يتحرج من العمل في السوق». ويرى أبو أحمد «عامل» أن الشباب السعودي غير مهتم بهذه الأنشطة ويعتمد فقط على المقيمين. وكانت بلدية الجبيل أعلنت قبيل شهر رمضان المبارك لعموم أهالي الجبيل ضرورة التقيد بشروط الصحة عند عمل المأكولات الشعبية وبيعها في السوق وذلك عن طريق ترخيص رسمي من قبل البلدية وإحضار شهادات صحية لكل العاملين في البسطة تجنبا لحدوث أي أمراض.