قبيل الإفطار بلحظات، يجلس المعتمرون في ساحة الحرم المكي الشريف ليتبادلوا أطراف الحديث، ولو بلغة نصف مفهومة، فمعتمر مصري يتبادل أطراف الحديث مع معتمر باكستاني، وآخر جزائري يقص على معتمر ماليزي كيف تمضي أيام وليالي رمضان في بلده. كما تحولت سفرة الإفطار بالحرم المكي الشريف إلى مكان تعارف وتبادل الثقافات بين الشعوب، فهذا يحكي قصصا وروايات عما يحدث في بلاده، وذاك يقص على سامعيه نوادر ما شاهده في الشهر الفضيل، فيما يعقد معتمر قادم من إسبانيا صفقة تجارية مع معتمر سعودي. حتى أبناء الوطن الواحد يتعارفون داخل الحرم المكي، فقد حضرت «شمس» لقاءات تعارف بين مصريين من محافظات مختلفة. كما سمعت أردنيا يعطي رقم جواله لمواطن من بلده. في الوقت الذي يوفر فيه الوجود في الحرم فرصة للمعتمرين كي يبدؤوا علاقات عابرة لأوطانهم، على نحو ما فعل معتمر أردني أعطى تركيا رقم هاتفه وعنوانه، على وعد بتبادل الزيارات في أقرب فرصة.