المنتخب الحلم

كرة القدم السعودية تملك وتمتلك من الإمكانات الفنية ما يؤهلها لبناء أكثر من منتخب ينافس هنا ويقارع هناك ولا يمكن له أن يتأثر بالأسماء مع كامل الاحترام لكل اسم يحمل النجومية.
- قبل أن يستهل الأخضر السعودي مشواره الخليجي تعالت أصواتنا واجتمعت في قالب إدانة المدرب بسيرو لمجرد أنه بات أكثر رهانا على المولد وغالب والعسيري وبقية تلك الأسماء التي برهنت بحضورها الفني الجميل أمام اليمن ماذا تعني كرة القدم السعودية وماذا تحمل نجومها.
- ففي الوقت الذي سادت فيه لغة التشاؤم هاهي البداية تأتي لتقدم لنا المشهد والصورة ولكن في برواز المنتخب الحلم الذي بحثنا عن ميلاده طويلا فأوشك.
- بالطبع ليست مبالغة إذا ما أجمعنا على أن الكرة السعودية تحمل بطنا ولادة للنجوم والمواهب كما ليست عاطفة جياشة ترمي بأقلامنا وعباراتنا إلى اتجاهات الإفراط في تكهناتنا بالمستقبل وإنما حقيقة وأي حقيقة ترتبط بالمنتخب السعودي مهما تعددت الوجوه فيها إلا أنها قطعا هي التأكيد على أن الأخضر السعودي قاب قوسين أو أدنى من رسم طريق العودة لحمل الإنجازات سواء على مستوى الخليج أم سواء على مستوى آسيا برمتها.
- انظروا في تلك الأسماء التي استهلت بداية المشوار الخليجي .. انظروا في محمد عيد مع أسامة المولد وتابعوا مشعل السعيد مع محمد الشلهوب مع مهند العسيري وتابعوا إبراهيم غالب وعبدالعزيز الدوسري وتيسير الجاسم وعساف القرني وعندها فقط لن تخرجوا من معمعة المتابعة المستفيضة إلا بأرقام إيجابية تنصف هذا التوجه الذي سارت عليه إدارة المنتخب واعتمده بسيرو.
- أمام اليمن لم أهتم كثيرا بمثل تلك الرباعية التي حفزت عيون الخليجيين لمراقبة الأخضر بالقدر الذي حرصت به ومنه على أن أقف موقف المعجب بالجماعية وحسن التجانس والانضباط وهيبة البطل تلك الهيبة التي غابت مع مالك معاذ وياسر القحطاني وسعد الحارثي وعادت أكثر نضجا مع مهند عسيري وسلطان النمري ومشعل السعيد وإبراهيم غالب وتيسير الجاسم.
- نعم هذه الحقيقة تدفعني إلى أن أقول : أنت صح يا بسيرو ونحن غلط .. صح لإنك محورت العمل الفني في إطار اكتشاف الموهبة وغلط لأننا أصحاب رؤية ضيقة لا تتجاوز مسافة القدم للقدم.
- غاب ياسر القحطاني فحضر مهند العسيري وتلاشى حضور اسأمة هوساوي فقدم لنا أسامة المولد نجوميته وما أروع أن يستمد المنتخب قوته وهيبته من عمق روح المنافسة لأن هذه تحديدا هي من سيعيد لنا صورة الماضي وبأرقام بطولية تضاف لسابقتها وتحفظ في ذاكرة التاريخ.
- منذ زمن لم نشاهد المنتخب السعودي يلعب بمثل هكذا مستوى وروح وتجانس وانضباط وثقة فما شاهدناه أمام اليمن الشقيق كان مدعاة للاعتزاز بهؤلاء النجوم الذين أثبتوا قدراتهم داخل الميدان وأكدوا بها تلك المقولة التي تقول : الكرة السعودية فنيا فوق الجميع مع التقدير لهذا الجميع.
- ادعموا هذا المنتخب .. ساندوه .. شجعوا .. وتعاملوا معه على أنه منتخب كل الأحلام.
- هذا المنتخب الجميل يستحق مني ومنك ومنهم كل ذلك وأكثر حتى يكرر الزمن الجميل.
- ختاماً انتصر الأزرق على قطر وفاز الأخضر على اليمن أما الكأس ففي تصوري أنه لنا ولن يذهب لغيرنا وسلامتكم!!