لابد أن هذا العنوان يحرك في دواخلنا أسئلة عديدة ويدفعنا لمناقشة محاور متعددة.... (نعم) سأتحدث عن الشباب والهوية الثقافية التي تخصهم. إن مرحلة الشباب من أهم المراحل التي تمر على الإنسان حيث تبدأ الشخصية بالتبلور والنضوج...وأستطيع وصفها بأنها مرحلة (وضع النقاط على الحروف) وحينئذ تبدأ متحديات العصر بالظهور. الشاب هو لبنة أساسية لبناء المجتمع بل أن فئة الشباب هي العامود الفقري للأمة بأكملها فعز أية أمة رهن بعز شبابها وهذه أكبر عقبة تواجه أمتنا الإسلامية حيث أن الشباب يتأثر بشكل كبير بكل الظروف والأزمات المحيطة وهو أكثر تخوفا من المستقبل....فالهوية الثقافية للشباب واقعة تحت نوعين من الأزمات ( التأثر والتأثير). بما أن الشباب هم اللبنة الأساسية لبناء المجتمع وهم العامود الفقري للأمة وأهم فئة من فئات المجتمع...إذا لابد من إستخدام كل هذه الطاقات الهائلة فيما يعين رفعة الأمة الإسلامية ودفعها نحو التقدم والرقي ومواكبة العصر والإنفجارات الهائلة في العلوم والتكنولوجيا بإستخدام ثقافة ولغة التواصل والتربية السليمة التي ستعمل عمل الدرع الواقي للفكر السليم... فكلما كانت البيئة المحيطة بهم منذ نعومة أظافرهم صحية ومناسبة وتتوفر فيها كل السبل الايجابية للتنشئة الصالحة كلما كانت الفرصة متاحة أمامهم لإطلاق طاقاتهم المختزنة ومواهبهم الإبداعية في شتى المجالات والتخصصات. ولم يعد الشباب من الطلاب أولئك المتلقين فقط فلقد اصبحوا يتعلمون من مختلف المصادر يبحثون ويتعلمون وينتقدون ماحولهم...وامالهم مرسومة في الأفق تحرك مشاعرهم ورغباتهم ...ولديهم القدرة على الحوار والمناقشة وبهذا الصدد أذكر مشاركتي الرائعة بالملتقى الطلابي الخامس للحوار حيث قابلت شبابا واعيا متحضرا لديه القدرة على التعبير والمناقشة والمحاورة بطريقة غير مألوفة وهذا هو الإبداع بعينه. وحديثي عن الشباب والهوية الثقافية هو حديث عن الحاضر الذي صنعه شباب الأمس وعن المستقبل الذي سيصنعه شباب اليوم وبذلك نحن معشر الشباب نؤمن بأننا أمام متغيرات عصرية هائلة لابد أن نواجهها بوعي وإدراك تام وأن نستثمر طاقاتنا فيما يعيننا على ذلك بدل من تضيعها في الأمور السلبية كما هو الحال في مجتمعاتنا العربية. ....شباب اليوم مبدع ومتميز وعاقل ولكن إشكالية المفهوم خلقت بيئة عكسية في حياة شبابنا وزرعت فيهم بعض العادات السيئة والتي عملت على تشويش منظرهم أمام المجتمع فلابد أن نبدأ بخطوات واثقة من أجل التغيير وهذه مسؤلية يجب أن يتحملها الشباب....وفي الختام إذا كان الشباب اليوم يمثلون نصف الحاضر فإنهم في الغد سيكونون كل المستقبل... وأنا لم أكتب هذه الكلمات المبعثرة على ورق متجدد إلا بسبب إيماني الجازم وإيقاني التام بأننا نملك شبابا قادرا بإذن الله تعالى على مواجهة الصعاب المتمثلة في الألفية الجديدة ومواكبة التطور الهائل في التقنية...قادرا على الإبداع والإبتكار بخطى ثابتة نحو رقي الأمة وعلو شأنها.......