قال التلفزيون الحكومي إن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أقال الحكومة اليوم الجمعة، ودعا إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة خلال ستة أشهر. ونظّم متظاهرون احتجاجات على ارتفاع الأسعار والبطالة في مدن تونسية، بما فيها العاصمة تونس، ودعوا الرئيس إلى الاستقالة. وقال ابن علي أمس إنه لن يخوض انتخابات الرئاسة القادمة في 2014. وقال مراسل ل"رويترز" في موقع الحدث إن الشرطة التونسية أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع اليوم الجمعة خارج مبنى وزارة الداخلية بالعاصمة تونس، كما سُمعت أصوات أعيرة نارية من مكان قريب؛ ما دفع مئات المحتجين إلى الفرار. وقال المراسل إن حشوداً من الشبان تراجعت لمسافة قصيرة من المبنى، وبدأت في إلقاء الحجارة على الشرطة التي ردت بإطلاق مزيد من قنابل الغاز. وتجمع المتظاهرون، الذين يحتجون على ارتفاع أسعار الغذاء والبطالة، أمام المبنى مطالبين الرئيس زين العابدين بن علي بالتنحي. وقال ابن علي أمس الخميس إنه لن يترشح مجدداً للرئاسة بعد انتهاء فترته الحالية في 2014. ويواجه الرئيس التونسي أسوأ اضطرابات مدنية منذ أن تولى السلطة قبل نحو 23 عاماً. ومع ابتعاد الناس إلى شارع جانبي هتفوا قائلين "ابن علي القاتل". وكانت الدموع تتدفق من أعين كثير من الناس، التي التهبت إثر الغاز المسيل للدموع. وقال أمين بن ملوكة "21 عاماً": "إنّ حافلة جاءت وبها شرطة، وبدؤوا إطلاق الغاز المسيل للدموع، وفرت النساء والأطفال وجميع الناس". ورداً على سؤال عن تعهدات ابن علي أمس الخميس بتوفير مزيد من الحريات رد قائلاً "إنه يكذب دائماً. نحن نحتج اليوم لأننا نعرف أنه لا يقول الحقيقة". وخابت آمال التونسيين في عودة الأمور إلى نصابها على خلفية الخطاب الذي وجّهه رئيس الدولة زين العبدين بن على إلى شعبه أمس متضمناً وعوداً بالعديد من الإصلاحات. وقد جابت العاصمة اليوم مظاهرات حاشدة، أبرزها في وسط المدينة بالقرب من وزارة الداخلية، بالتزامن مع مسيرات في مدن أخرى كصفاقس وسوسة والقيروان والمنستير وبنزرت. وفي الوقت الذي كثفت فيه قوات الأمن من حراسة المؤسسات الحيوية والبنوك اكتفت بمراقبة حشود المتظاهرين. وقد خيّم الهدوء والترقب على أنحاء العاصمة مع غلق جميع الأسواق والمحال التجارية والمؤسسات الخاصة والعامة، فيما توخي الأهالي الحذر في تنقلاتهم في انتظار ساعات الليل التي تشهد حظراً للتجوال مفروضاً منذ يومين. في السياق ذاته شهدت مراكز بيع المواد الغذائية تهافتاً كبيراً على التزود بالأغذية الأساسية من قِبل المواطنين؛ ما أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية، خاصة مع إقفال المحال الكبرى والمتاجر أبوابها بسبب المخاوف الأمنية بعد عمليات النهب الكبيرة التي لحقت بالكثير منها في الأيام الماضية. وعرفت محطات التزود بالوقود بدورها إقبالاً غير مسبوق بسبب شح المحروقات، كما شابت العمليات البنكية اضطراباً إثر تخريب العديد من الفروع البنكية وإغلاق أخرى في ظل المخاوف الأمنية. وقد طبقت السلطات اليوم قرار تخفيض أسعار بعض المواد الاستهلاكية الرئيسية وفق ما أعلنه الرئيس التونسي في خطابه أمس.