عبدالله البرقاوي- سبق- بعثة المشاعر المقدسة: أعلنت وزارة الصحة عن استقبال أقسام الإسعاف في مستشفياتها منذ صباح أمس الخميس وحتى صباح اليوم الجمعة 4119 إصابة، وذلك منذ بدء حادثة تدافع الحجاج في مشعر منى وبعدها. وتملك وزارة الصحة إستراتيجية وخطة مفصلة لتقديم الخدمات الإسعافية والطارئة من أبرز ملامحها تفعيل أدوات مراقبة عوامل الخطورة وتقدير الاحتياجات اللازمة للتعامل مع الأخطار المحتملة ووضع الخطط التفصيلية الخاصة بكل نوع من أنواع الطوارئ.
وجهزت وزارة الصحة غرفة عمليات الطوارئ في مستشفى منى الطوارئ والتي تعمل كمركزِ للإنذار المبكر عند وقوع الكوارث والأزمات وتهدف إلى متابعة أداء الحجاج لمشاعرهم وتحليل المؤشرات الخاصة بالتنبؤ بوقوع الكوارث لا سمح الله مما يساعد الوزارة في تنفيذ خطط الطوارئ وإدارة الأزمات التي تم إعدادها مسبقًا للحيلولة دون وقع أي حادث مؤسف والحد من الأضرار قدر الاستطاعة إضافة إلى متابعة تقديم الخدمات الصحية للحجاج.
وقامت الوزارة بتجهيز غرفة العمليات بأحدث التقنيات الخاصة بالاتصالات السلكية واللاسلكية بما يعين قيادات الوزارة في اتخاذ القرارات المبنية على بيانات صحيحة ودقيقة وفي وقتها حيث تم تزويدها بعدد 20 كاميرا متحركة وثابتة، وخمس كاميرات رئيسة موزعة على المشاعر المقدسة (منى ، عرفة) و32 كاميرا داخل أقسام الطوارئ وأقسام التنويم والعناية المركزة في مستشفى طوارئ منى و390 جهاز اتصال لاسلكي تغطي ثلاث محافظات رئيسة ( جدة، مكةالمكرمة، الطائف).
كما تم ربط جميع مستشفيات المشاعر المقدسة بغرفة التحكم بتقنية الاجتماعات المرئية عبر (13 جهازًا) تمكن قيادات الوزارة من عقد الاجتماعات الطارئة والاطلاع على الأحداث مع جميع مديري المواقع بالمشاعر المقدسة حيث تعمل من خلال (4) قنوات مشفرة هي قنوات الطوارئ، والمنطقة المركزية، والإسعافات الأولية والخدمات الصحية للحجاج.
كما تم ربط غرفة عمليات وزارة الصحة مع غرفة القيادة والسيطرة بالأمن العام ومع غرفة عمليات هيئة الهلال الأحمر السعودي ومع مؤسسات الطوافة، ووزارة الحج بالإضافة إلى غرفة عمليات الدفاع المدني.
وفي إطار جهود الوزارة المتكاملة في التعامل مع حادثة تدافع الحجاج بمشعر منى صباح يوم الأربعاء 9 / 12/ 1436ه تولت غرفة العمليات إعلان حالة الاستنفار بشكل مبكر في جميع المستشفيات فور إعلان الحالة، حيث تم ربط غرفة عمليات الطوارئ ب13 مستشفى في المشاعر المقدسة والعاصمة المقدسة عبر الشبكة الإلكترونية بهدف التعرف على عدد الأسرة الشاغرة والمشغولة خصوصًا غرف الطوارئ والعناية المركزة حتى يسهل توزيع الحالات المصابة أو التي تحتاج إلى تقديم الخدمة الطبية من خلال أقرب مستشفى.
كما تم من خلال تقنيات حديثة تقسيم شاشات الفيديو الجداري لتعرض مزيجًا من الإحصائيات والكاميرات المهمة لفريق إدارة الحج مع إعطاء الصلاحية للتركيز على برنامج معين وتكبيره على الشاشة لمتابعة الحدث. بالإضافة إلى برنامج الأعمال الذكية لعرض إحصائيات المستشفيات والمراكز الصحية وتشمل إحصائيات المستشفيات عن طريق نظام الإحصاء الخاص بالحج وذلك لجميع مستشفيات المشاعر المقدسة ومكةالمكرمة والمدينة المنورة، وإحصائيات المراكز الصحية عن طريق تقنية الأقلام الرقمية والتي تنقل البيانات رقمياً دون الرجوع إلى فرز الاستمارات، وكاميرات رقمية لمراقبة حركة المراجعين في الأقسام المهمة كقسم الطوارئ، ونظام تعقب المركبات والذي تم نقله لخادم بمواصفات أعلى ليطور أداء النظام، ونظام لمراقبة الشبكة السلكية واللاسلكية على جميع المواقع بالمشاعر المقدسة والمستشفيات بمكةالمكرمة للتأكد من أداء الشبكة ومراقبتها في نقل البيانات والمعلومات والاتصالات المتدفقة إلى مركز التحكم بمستشفى منى الطوارئ.
كما وفرت الغرفة لوحًا تفاعليًا يعمل على أجهزة الكمبيوتر وباللمس وذلك لعرض الأنظمة التي تتطلب التفاعل مع الحدث كنظام تعقب المركبات، والفاكس الإلكتروني لتتم إحالة المرضى بين المستشفيات بطريقة أسرع وأحدث وإعطاء فريق إدارة الحج شاشة يقوم من خلالها المسؤول بتحويل الحالات بضغطة زر وبسرعة دون الرجوع إلى الطريقة التقليدية في فرز أوراق الفاكس وإعادة الإرسال.
وقامت الوزارة هذا العام بتنفيذ العديد من المشاريع والبرامج التطويرية حتى تم تطوير نظام تتبع مركبات الإسعاف عبر الأقمار الاصطناعية ( G.P.S) والذي يهدف إلى متابعة مركبات الإسعاف وحالة السير لتوجيه سائقي سيارات الإسعاف لسلوك أمثل الطرق وأقلها زحامًا لنقل المرضى المحالين إلى مرافق صحية داخل أو خارج المشاعر، كذلك تمكين المشرفين من مركز التحكم للبحث عن أقرب سيارة إسعاف لمباشرة الحجاج في مواقع وجودهم حيث تم تركيب نظام جديد يعمل على الأقمار الصناعية بدلاً من النظام السابق الذي يعمل على شبكات الجوال ويشمل التطبيق أكثر من 150 سيارة إسعاف، وكذلك تطوير برامج أحوال الطقس وذلك لتحليل المؤشرات الخاصة بالتنبؤ بوقوع الكوارث -لا سمح الله- للقيام بتنفيذ خطط الطوارئ والأزمات المعدة مسبقًا.
وأسهمت غرفة القيادة والتحكم في مستشفى الطوارئ بمنى في إنقاذ العديد من مصابي حادثة التدافع بمشعر منى والتي راح ضحيتها أكثر من 700 حاج حيث بذلت جهودًا كبيرة للتخفيف من آثارها وخفض عدد الوفيات حيث كانت تدار كل الأوامر بإشراف مباشر من قِبل معالي وزير الصحة المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح.