وليد الحارثي- سبق- بعثة المشاعر المقدسة: انطلق عمال النظافة مساء البارحة في عمل مضنٍ في عرفات، عقب خروج مليونَيْ حاج مع مغيب الشمس، واتجاههم إلى مزدلفة. وكان العمالة هم أول الواصلين إلى عرفات، وهم آخر الراحلين منها؛ يهيئونها لتكون في حلّة جميلة لاستقبال الحجاج، ثم بعد نفرتهم إلى مزدلفة، وترك المخلفات، والأوساخ، يأتي هؤلاء العمال المكافحون ليرفعوا أطناناً من النفايات على مدى أيام، ولا يزال عملهم مستمراً.
ورسم عدد من عمال النظافة البارحة مشهداً لافتاً في عرفات وهم يباشرون أعمال النظافة عقب النفرة. وأظهرت الصور التي التقطتها عدسة "سبق" حجم النفايات الكبيرة التي تكدست في أرض عرفات المنبسطة والواسعة، وخصوصاً المنطقة المحيطة ب"جبل الرحمة".
وكان نحو سبعة آلاف عامل نظافة بمكة المكرمة قد امتنعوا عن العمل في نهاية شهر ذي القعدة لهذا العام (قبل بدء موسم الحج بأيام) بسبب عدم صرف رواتبهم لمدة 4 أشهر، وعدم استلام الأجور الإضافية المقررة لهم لأعمالهم في موسم الحج المنصرم 1434ه.
"سبق" اقتربت من هؤلاء العمال، وفتحت باباً للتعارف معهم، وحاولت أن تشترك معهم في همّ النظافة.. وقد أجرينا حديثاً جماعياً؛ إذ إنهم يعملون بصورة جماعية. يقول "محمد خليل الرحمن": أنا سعيد لأنني أشارك في نظافة عرفات.
بينما قال "عشيق ميا":Problem ؟! إذ كان يخشى أن تكون هناك مشكلة، وأن الوقوف والحديث مهم لتوبيخهم، وتصيُّد أخطائهم.
وأشار "زمان موقول" إلى "كثرة النفايات"، معبراً عن أن ذلك سيكلفه جهداً أكبر. والتزم (روبين أحمد) الصمت، ثم تركنا وذهب لرفع النفايات؛ لأنهم يدركون جيداً معنى عملهم هذا.
ولا يخفى أن إماطة الأذى من القاذورات والنفايات والمخلفات واجب ديني؛ يستحق فاعله الشكر من الله تعالى، ويؤكد ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك فأخذه، فشكر الله فغفر له" (رواه البخاري).
ومن الثابت لدى المسؤولين في الشؤون البلدية والصحية وغيرها أنّ إلقاء القاذورات في الساحات والطرقات والأماكن الخالية يوفر بيئات خصبة لنمو وتكاثر الحشرات كالذباب والفئران وما شاكلها؛ وهو ما يساهم بشكل رئيس في انتشار الأوبئة والأمراض.
