زار رئيس مجلس الوزراء السوري وائل الحلقي، على رأس وفد وزاري كبير، مدينة حلب اليوم الاثنين لأول مرة منذ بدء المعارك في يوليو الماضي، معلناً قرب وصول مساعدات أساسية، قيمتها أربعة ملايين دولار، إلى المحافظة. وذكرت وكالة "سانا" الرسمية السورية أن الحلقي زار على رأس وفد وزاري كبير مدينة حلب، والتقى عدداً من الفعاليات الاقتصادية والدينية والاجتماعية والأهلية في المحافظة.
وقال إن الحكومة "تتابع باهتمام ما يجري من أحداث في محافظة حلب، وعلى اطلاع بالصعوبات التي تواجه أهالي حلب من جراء الأعمال الإجرامية التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة".
وأشار إلى جهود تُبذل لتأمين وصول المواد الأساسية في أقرب وقت ممكن إلى المحافظة، موضحاً أن هناك قوافل محمَّلة بمواد "الغاز والمازوت والبنزين" جاهزة للانطلاق باتجاه مدينة حلب فور معالجة مشكلة النقل.
ولفت رئيس مجلس الوزراء إلى أن الحكومة خصصت 200 مليون ليرة سورية "2.8 مليون دولار" لشراء مواد إغاثية و100 مليون ليرة "1.4 مليون دولار" لشراء المواد الأساسية ومتطلبات الخدمات و140 مليون ليرة "مليونَيْ دولار" للمساهمة بالموازنة المستقلة لمحافظة حلب، وذلك خلال 15 يوماً.
وقال إنه سيخصص مبلغ 400 مليون ليرة "5.6 مليون دولار" لشراء مواد إغاثية في النصف الأول من العام القادم و6 مليارات ليرة "84.5 مليون دولار" لتأمين مواد تموينية وإغاثية موجودة في مستودعات وزارة الصناعة على شكل معلبات غذائية ومواد أساسية، مؤكداً أن "الحكومة تقوم بتأمين ما أمكن من مساعدات إغاثية بواسطة الطائرات، بمعدل شحنة في الأسبوع".
وأكد الحلقي أن التيار الكهربائي سيعود خلال الثماني والأربعين ساعة المقبلة إلى مدينة حلب، مشيراً إلى أن ورش الصيانة تقوم بجهود كبيرة لإصلاح "ما خربته المجموعات المسلحة بمحطات توليد الكهرباء للمدينة".
ولفت إلى "الاستقرار في سعر صرف الليرة السورية رغم الظروف التي تمر بها البلاد، وذلك بفضل وجود احتياطي متميز من العملات الأجنبية"، مشيراً إلى أنه "لولا هذه الحرب العسكرية الاستخباراتية والإعلامية والاقتصادية التي تواجهها سوريا لوصلت الليرة السورية إلى أرقام مضاعفة".
وتشهد مدينة حلب منذ يوليو الماضي معارك بين الجيش السوري ومجموعات معارضة مسلحة.
ولم يبث التلفزيون صوراً أو شريط فيديو للزيارة التي تُعد الأولى من نوعها منذ شهور لمسؤول رفيع في حكومة الرئيس السوري بشار الأسد. وقد ينظر لزيارة وائل الحلقي على أنها محاولة من جانب الحكومة السورية لإظهار أنها ما زالت تسيطر على الوضع في أكبر مدينة بالبلاد.
وتولى الحلقي السلطة بعد فرار سلفه رياض حجاب في وقت سابق العام الجاري.
ويسيطر مقاتلو المعارضة على الكثير من الأحياء في حلب منذ شنهم حملة في صيف هذا العام، كما يهيمنون حالياً على معظم المناطق الريفية المحيطة بالمدينة مكثفين ضغط انتفاضتهم التي تفجرت قبل 21 شهراً ضد الأسد. ويواجه المدنيون في تلك المناطق حياة قاسية للغاية مع استمرار النقص في الغذاء والوقود. ويلقي كل من المعارضين والحكومة باللوم على الآخر فيما يتعلق بعدم توافر المساعدات للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة؛ حيث تدور فيها اشتباكات بانتظام، ويستخدم الجيش المدفعية والطائرات المقاتلة في قصفها.