استقبل أمين عام مجلس جازان.. أمير تبوك: المرأة السعودية شاركت في دفع عجلة التنمية    عقوبات مالية على منشآت بقطاع المياه    «ستاندرد آند بورز»: الاقتصاد السعودي سينمو 5 % في 2025    المملكة وتوحيد الصف العربي    «مالكوم» يا أهلي !    «الدون» في صدارة الهدافين    لصان يسرقان مجوهرات امرأة بالتنويم المغناطيسي    فهد بن سلطان يقلّد مدير الجوازات بالمنطقة رتبته الجديدة    مؤتمر لمجمع الملك سلمان في كوريا حول «العربية وآدابها»    «أحلام العصر».. في مهرجان أفلام السعودية    هل تتلاشى فعالية لقاح الحصبة ؟    اختبار يجعل اكتشاف السرطان عملية سريعة وسهلة    وزير الحرس الوطني يستقبل قائد القطاع الأوسط بالوزارة    ريادة إنسانية    قصف إسرائيلي مكثف على رفح    أبو الغيط يحذّر من «نوايا إسرائيل السيئة» تجاه قطاع غزة    وزير الدفاع ونظيره البوركيني يبحثان التعاون والتطورات    القيادة تعزي البرهان في وفاة ابنه    موعد مباراة الأهلي القادمة بعد الخسارة من الهلال    مالكوم: فوز ثمين.. وجمهور الهلال «مُلهم»    الهلال يتغلب على الأهلي والاتحاد يتجاوز الابتسام    أبو طالب تقتحم قائمة أفضل عشر لاعبات    فريق القادسية يصعد "دوري روشن"    ثتائي آرسنال على رادار أندية روشن    أخضر تحت 19 يقيم معسكراً إعدادياً    استمرار الإنفاق الحكومي    افتتح المؤتمر الدولي للتدريب القضائي.. الصمعاني: ولي العهد يقود التطور التشريعي لترسيخ العدالة والشفافية    وزير العدل يفتتح المؤتمر الدولي للتدريب القضائي في الرياض    فيصل بن بندر يدشّن سبعة مشاريع لتصريف مياه السيول والأمطار في الرياض    أنسنة المدن    اختتام "ميدياثون الحج والعمرة" وتكريم المشروعات الفائزة والجهات الشريكة    فنون العمارة تحتفي بيوم التصميم العالمي    تعليم مكة يدعو المرشحين للمشاركة في «أيتكس»    الميزان    أكدت أن الجرائم لا تسقط بالتقادم.. «نزاهة» تباشر قضايا فساد مالي وإداري    ولي العهد يعزي رئيس الإمارات    اكتشاف الرابط بين النظام الغذائي والسرطان    إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد.. وصول التوأم السيامي الفلبيني «أكيزا وعائشة» إلى الرياض    بكتيريا التهابات الفم تنتقل عبر الدم .. إستشاري: أمراض اللثة بوابة للإصابة بالروماتويد    الحرب على غزة.. محدودية الاحتواء واحتمالات الاتساع    جواز السفر.. المدة وعدد الصفحات !    وزير الدفاع يرعى حفل تخريج الدفعة ال21 من طلبة كلية الملك عبدالله للدفاع الجوي    الهواية.. «جودة» حياة    يتوارى البدر.. ولكنه لا يغيب !    المسافر راح.. وانطفى ضي الحروف    مناورات نووية روسية رداً على «تهديدات» غربية    الشورى: سلامة البيانات الشخصية تتطلب إجراءات صارمة    "آل هادي" إلى رتبة "لواء" ب"الشؤون القانونية للجوازات"    اجتماع سعودي-بريطاني يبحث "دور الدبلوماسية الإنسانية في تقديم المساعدات"    إخلاء شرق رفح.. السكان إلى أين؟    «مهرجان الحريد».. فرحة أهالي فرسان    أمير منطقة تبوك يستقبل أمين مجلس منطقة جازان ويشيد بدور المرأة في دفع عجلة التنمية    خطط وبرامج لتطوير المساجد في الشرقية    وحدة الأمن الفكري بالرئاسة العامة لهيئة "الأمر بالمعروف" تنفذ لقاءً علمياً    هيئة الأمر بالمعروف بنجران تفعّل حملة "الدين يسر" التوعوية    في نقد التدين والمتدين: التدين الحقيقي    القبض على مروج إمفيتامين مخدر    100 مليون ريال لمشروعات صيانة وتشغيل «1332» مسجداً وجامعاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السراج ل «عكاظ»:أرفض «الشخصنة».. ولا أخشى الاغتيال .. وننتظر دورا سعوديا لإعادة التوازن
نشر في عكاظ يوم 30 - 05 - 2016

أكد رئيس حكومة الوفاق الوطني رئيس مجلس الرئاسة الليبي فايز السراج أنه متفائل، إثر لقائه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف في جدة الإثنين الماضي، بأن تقوم السعودية بدور كبير في حلحلة الأزمة السياسية في بلاده، خصوصاً مكافحة الإرهاب. وقال السراج - في مقابلة تنشرها «عكاظ» - إن ثقل المملكة مركزاً للعالم العربي والإسلامي «أمر لا يحتاج إلى نقاش». ورفض القول بوجود مراكز قوى حكومية متعددة في بلاده. واعتبر أن خلافه مع رئيس مجلس النواب المعترف به عقيلة صالح وقائد الجيش الفريق خليفة حفتر يخلو من «الشخصنة»، معتبراً أن المجلس الرئاسي من مخرجات الحوار السياسي بين الليبيين، واعتمده مجلس النواب في يناير الماضي.ونفي السراج أن يكون مدعوماً من أمريكاً. وحذر من أي تشكيل في شرعية المجلس «عبث سياسي بمصير المواطن الليبي». وأقرّ بأن مساعيه لم تجد في التواصل مع عقيلة وحفتر. وقال إن مواجهة الإرهاب على رأس أولويات حكومته، خصوصاً انتشار «داعش» في ليبيا. وأكد تمدداً «إخوانياً»، ووجود ما سماه «الإسلام السياسي» في بلاده. وقال رئيس الحكومة الليبية ان لتركيا مصالح في ليبيا، وأضاف إن ظروف ليبيا تحتم أن تحافظ على علاقات متوازنة. وأشار إلى أن عودة عائلة معمر القذافي والبحث عن الإمام موسى الصدر ليسا أولوية لحكومته. وقال إنه لا يخشى الاغتيال لأنه في معترك السياسة «كل شيء وارد». وإلى ثنايا الحوار:
• عن العلاقة السعودية - الليبية.. ماذا دار بينكم وبين ولي العهد الأمير محمد بن نايف خلال لقائكم به؟
•• في البداية لا بد من الحديث عن العلاقة بين السعودية وليبيا؛ فثقل المملكة كمركز للعالم العربي والإسلامي، وثقلها عند الليبيين أمر لا يحتاج إلى نقاش. وواضح جدًا أن السعودية قادرة على لعب دور كبير جدًا فالوضع في ليبيا خلال الفترة الحالية يحتاج إلى إعادة توازن، بحيث تكون طرابلس حاضرة بشكل واضح في المجتمع العربي والإسلامي، وعلى المستوى الإقليمي.
اللقاء مع ولي العهد كان إيجابيّا جداً، كان متفهماً للوضع في ليبيا، ودعم بشكل كبير قيام المملكة بدور إيجابي في ليبيا في ظل الأزمة السياسية الموجودة حاليّاً. شرحت للأمير محمد بن نايف الوضع في ليبيا على المسارات الأمنية والاقتصادية والسياسية وكان متفهماً جداً، وكانت هناك سعة صدر من جانبه لسماع الطرح. وتم الاتفاق على استمرار هذه اللقاءات على مستوى اللجان والخبراء من الطرفين، للتعاطي مع هذه الملفات بشكل تفصيلي أكثر، على مستوى موضوع مكافحة الإرهاب الذي يهم ليبيا والمملكة والمجتمع الدولي، ويجب التعاطي معه بحرفية، وبتنسيق استخباراتي وأمني واسع. شرحنا للأمير محمد بن نايف الأزمة السياسية في ليببا، وتعهد بأن يكون للمملكة موقف إيجابي تجاهها، ونحن على يقين أن السعودية قادرة على القيام بهذا الدور.
لا حكومات.. بل واحدة
• في ليبيا ثلاثة رؤساء للحكومات؛ برلمان منقسم تقريباً، وتنازع للشرعية..الشرعية لمن على الأرض؟•• علينا أن نحكم على المسار السياسي والوضع في ليبيا هناك مغالطة في القول إن هناك ثلاث حكومات. أعتقد هناك حكومة واحدة، وهي حكومة الوفاق التي شكلت بإجماع دولي واتفاق سياسي بين الليبيين بعد حوار سياسي دام لأكثر من عشرة أشهر.
• تقصد المجلس الرئاسي الذي تترأسه؟
•• بالضبط. أقصد المجلس الرئاسي، وهو أحد مخرجات الحوار والاتفاق السياسي. وقدم المجلس الرئاسي تشكيلة وزارية إلى مجلس النواب، الأولى لم تحظَ بالقبول، والثانية لم يتمكن مجلس النواب من عقد جلسات لمناقشتها، ولم يتطرق إلى قبول أو رفض. ونحن نسعى إلى الحفاظ على تماسك مجلس النواب ليعقد جلسة تناقش الحكومة بحرفية ومهنية، ويتحمل مسؤوليته، ويعطي رأيه التشريعي النهائي، لأننا محتاجون لمجلس نواب متماسك يمارس استحقاقاته ويستكمل دوره بالتوازي مع المؤسسة التنفيذية (الحكومة). فقصة أن هناك ثلاث أو أربع حكومات هذه كلها أعتقد حسمت بوجود المجلس الرئاسي، ووجود حكومة الوفاق. قرارات مجلس الأمن واضحة جدًا في عدم التعامل مع الأجسام الموازية، سواء الحكومة الموجودة في البيضاء أو حكومة الإنقاذ في طرابلس، ومن العبث بمكان التعامل بمناورات وبهلوانيات سياسية في الوضع في ليبيا؛ فالمواطن الليبي يعاني ولا يستحمل التعاطي مع مصيره بمناورات سياسية. الوضع على المستويين الاقتصادي والأمني يحتاج إلى وقفة جادة.
الخلاف مع عقيلة ليس شخصياً
• هناك خلاف بينك وبين رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، وأنت كنت نائبا، ودعيت مرات عدة لمجلس النواب لمناقشتك مع بعض الوزراء.. فلم تحضر، وفي الوقت نفسه الخلاف لا يزال موجوداً على كثير من آليات العمل الحكومي. ما أسباب انتفاخ هذا الخلاف بينكما؟
•• أولاً لا بد من عدم تحويل الموضوع إلى خلاف شخصي؛ فنحن لا نتحدث عن السيد المستشار عقيلة، أنا كنت عضواً في مجلس النواب، وأفخر بوجودي ضمن هذه المؤسسة، وكنت موجوداً في طبرق لمدة سنة ونصف السنة أمارس دوري نائبا في البرلمان الليبي، وكنت مدافعاً عن المسار الديموقراطي، وبقيت في طبرق هذه الفترة، ولكن عندما كلفت بمهمة حكومة الوفاق الوطني تحملت مسؤوليتي ومارست دوري ولا أزال أمارس هذا الدور. فالخلاف ليس بين فايز سراج والمستشار عقيلة على المستوى الشخصي، نحن نتحدث عن أدوار لمؤسسات قائمة، كل منا عنده دور ومسؤوليات يجب أن يضطلع بها. وعندما نطلب من مجلس النواب - وأنا أتحدث عن مجلس النواب ولا أتحدث عن السيد المستشار عقيلة؛ لأنه في الأخير عبارة عن صوت داخل البرلمان، صحيح هو رئيس مجلس النواب لكنه عبارة عن صوت - فنتحدث عن ضرورة أن يعقد جلسة ويحسم موضوع الحكومة، سواء بالرفض أو القبول، نحن لا نتحدث عن ضرورة منح الثقة، فالنواب قادرون على القيام بمسؤولياتهم، ولكن لتعقد جلسة للمناقشة، وعندما أصدر 103 نواب بيانات مرتين متتاليتين بموافقتهم على حكومة الوفاق، أعتقد لم يأت ذلك من فراغ، لكن عدم تمكينهم وعرقلتهم من القيام بعقد نصاب جلسة قانونية تحترم المسار الديموقراطي، هذا هو الخلاف الذي بيننا، وبين من يعرقل قيام مجلس النواب بمهامه الرسمية. هذا هو الخلاف الموجود حالياً، وهو ليس شخصياً، فنحن لهذا السبب نقول إن الموضوع لا يستحمل مناورات سياسية، لو أن هناك مطالب فتكون عن طريق مجلس النواب، يجب أن يبلغ بها المجلس الرئاسي. لم يتم تبليغ المجلس الرئاسي بأي قرار أو آراء حول التشكيل الوزاري الذي قدمناه، وحسب اللائحة الداخلية لمجلس النواب إن لم تتم ردود بعد عشرة أيام تعتبر الحكومة قبلت، وبالتالي في ظل الأزمات الموجودة المتتالية، والوضع الاقتصادي السيئ والوضع الأمني الراهن رأينا أنه يجب تفويض الوزارات الموجودة حاليًّا لتضطلع بمهماتها، ولتقوم بمسؤولياتها، وتمارس عملها إلى حين تحمل مجلس النواب مسؤولياته بعقد جلسة للفصل في هذا الموضوع.

• أليس مجلس النواب منتخبًا من الشعب؟
•• أكيد.

• ومن انتخب المجلس الرئاسي؟
•• المجلس الرئاسي من مخرجات اتفاق الحوار السياسي. كان هناك اتفاق سياسي بين الليبيين تم اعتماده في البرلمان بتاريخ 25 / 1، ومن ضمن الاتفاق ملحق خاص بالمجلس الرئاسي، الذي يعد جسماً شرعياً وحيداً وموضوعه غير قابل للتشكيك فيه.
• هل لديكم استعداد للجلوس وجها لوجه مع السيد عقيلة، خصوصاً أن هذا لم يتم في القاهرة وكنتم معاً هناك، وأنت التقيت مع كيري؟
•• عندما كنت في القاهرة كان هناك برنامج أن ألتقي بالمستشار عقيلة، وبناء على هذا البرنامج سافرت للقاهرة لمقابلته، وكان هو موجوداً في القاهرة ورفض مقابلتي، وتم التواصل بيني وبينه هاتفياً وقلت للسيد المستشار أنا موجود في القاهرة وأعتقد أن الوضع في ليبيا يتطلب لقاءنا بشكل سريع وعاجل لحل إشكالات كثيرة، لكنه رفض بحجة أنه على سفر. هذا ما حدث. لم ألتقِ بكيري في القاهرة وإنما التقيت به في فيينا.
• هل هناك إمكان لحدوث لقاء بينكما؟
•• لا أعترض على لقاء أي شخص في سبيل حل الأزمة الليبية.
• هل المجلس الرئاسي حصل على ثقة البرلمان؟
•• نعم تم اعتماده بالاتفاق السياسي ب127 صوتاً، ومن ضمن الاتفاق السياسي ملحق خاص بالمجلس الرئاسي.
من يدعم المجلس الرئاسي؟
• نعرف أن مجلس النواب مثلاً منتخب وأنت من ضمن المنتخبين فيه، لكن من يدعم المجلس الرئاسي.. هل هم الليبيون أم جهات خارجية؟
•• مدعوم من الليبيين، وفي الوقت نفسه المجتمع الدولي، ممثلاً في البعثة الأممية التي كانت راعية للحوار الليبي - الليبي خلال أكثر من عام. وهو من كان يتابع الحوار بغض النظر عمن كان يشكك فيه ويصفه بحوار الوصايا.
• هناك من يقول إن السراج مدعوم من أمريكا.. ما ردك؟
•• الحوار كان ليبيًّا - ليبيًّا، وأفرز اتفاقاً سياسياً من ضمن ملاحقه المجلس الرئاسي الموجود فيه السراج وخمسة نواب وثلاثة وزراء دولة؛ فالموضوع أخذ شكلاً شرعياً، ومن يحاول التشكيك في الاتفاق السياسي أو المجلس الرئاسي فهذا نوع من العبث السياسي وبمصير المواطن.
لم أستقل من «النواب»
• هل استقلت من مجلس النواب؟
•• لا لم أستقل، ولكن ذكرتني بنقطة مهمة بقصة مجلس النواب، أنت أثرت أن فايز رفض الذهاب إلى مجلس النواب، وهذه ليست حقيقة هذه مغالطة كبيرة جدًا؛ لأنه لما تمت دعوة المجلس الرئاسي للذهاب إلى طبرق كنت أول الذاهبين إليها برفقة بعض أعضاء المجلس، وبقينا هناك ثلاثة أيام لعل مجلس النواب يعقد جلساته. وتمت ممارسة «البلطجة»، ما أعاق انعقاد الجلسات، ولم تتم دعوة فايز السراج ورفضت، بالعكس الموجودون في طبرق أعضاء مجلس النواب زملائي كلهم، وأعتز بمرافقتهم لمشواري خلال وجودي في المجلس. ليس لدي خلاف شخصي مع أي أحد، خلافي على مستقبل ليبيا، ولن أقبل العبث بمستقبل ليبيا.
• لكن أنت مدعوم من أمريكا...
•• نحن لا نتحدث عن شخصنة المواضيع، بل نتحدث عن اتفاق سياسي، وعن مجلس رئاسي تم إقراره عن طريق مجلس الأمن وأخذ شرعيته عن طريق الاتفاق السياسي بقيادة الليبيين.
حكاية الخلاف مع حفتر
• بينك وبين حفتر خلاف أيضاً.. أليس ذلك صحيحاً؟

•• أعود وأقول لك إن الموضوع ليس خلافاً شخصياً، وأنا عندما ذهبت للمرج وقابلت الفريق خليفة حفتر كان بيني وبينه حوار واضح وصريح؛ تم التطرق فيه إلى مواضيع عدة، من بينها ضرورة دعم المؤسسة العسكرية، واستمرار برنامج مكافحة الإرهاب، ورفع الحظر عن تسليح المؤسسة العسكرية، وكذلك التطرق لضرورة أن تتفق القيادة العسكرية، ويجب على القيادة العسكرية أن تنتمي للقيادة السياسية تحت مظلة المجلس الرئاسي (القيادة السياسية في ليبيا حاليًا) وهذه هي النقطة الأهم. فعدم انتماء أي قيادة عسكرية لقيادة سياسية أعتقد أن في ذلك نوعاً من التجاوز وعدم الهيكلية التنظيمية للدولة.
• ولا يزال حفتر إلى الآن لا يتعاطى مع المجلس الرئاسي بحسب علمنا.. ما قولك؟
•• على رغم محاولاتنا الحثيثة والمتكررة لإيجاد قنوات تواصل مع المؤسسة العسكرية ولكن...
• بوضوح هل تعتبر حفتر حجر عثرة أمام الحلول وقيام الجسم السياسي الليبي بأدواره؟
•• لا أعتقد في نهاية الأمر سواء أكان الفريق حفتر أو المستشار أو كثيرا من الشخصيات الموجودة في المشهد، الكل حريص على مصلحة ليبيا، والكل سيأخذ القرار الصعب بالانحياز لمصلحة ليبيا والمواطن الليبي.
نتائج «الصخيرات» تراوح مكانها
• اتفاق الصخيرات لم يخرج بنتائج!
•• بالعكس، خرج بنتيجة.
• ولكن النتائج «تراوح محلها»!
•• تم تعطيلها. لكن هذا لا يعني أنه لم يخرج بنتيجة. النتيجة أنه كان هناك اتفاق سياسي تم الإجماع عليه من قبل الليبيين والمجتمع الدولي.
• المادة الثامنة عطلت النتيجة؟
•• المادة الثامنة كان عليها خلاف، وإذا كانت هناك أي تحفظات من بعض الأطراف على الاتفاق السياسي، فيجب العودة لأطراف الحوار، ويجب عقد اجتماع مرة ثانية، وعدم إقحام المجلس الرئاسي في بعض بنود الاتفاق السياسي.
• الجماعات الإرهابية في أطراف ليبيا بأعداد كبيرة. الإسلام السياسي يزيد، «الإخوان» موجودون.. و «داعش» والقاعدة.. ماذا تفعلون؟
•• بالتأكيد أحد التحديات الكبيرة في ليبيا هي التحديات الأمنية، وتمدد تنظيمات إرهابية مثل «داعش»، وغيرها من بؤر الإرهاب الكثيرة داخل ليبيا. والحقيقة هذا أحد المواضيع التي تطرقنا إليها مع ولي العهد ويجب التنسيق مع الكثير من الدول التي لها باع طويل في هذا المجال، والتنسيق مع المجتمع الدولي للحصول على مساعدات دولية لمحاربة «داعش»، في ظل خلل أمني في ليبيا حالياً. ومن ضمن الأولويات برنامج عام للحكومة، يتمثل في ثلاثة محاور أساسية؛ هي: مصالحة وطنية، أمن، واقتصاد. الأمن يتطلب مكافحة الإرهاب، وتنظيم المؤسسات الأمنية بطريقة صحيحة، لتكفل حصول المواطن على أمنه واستقراره داخل البلد. فالتحدي كبير، ونسعى إلى التعامل مع كل الأطراف على الأرض في المشهد الليبي. وبدأنا إنشاء غرف عمليات عسكرية خاصة، وأول غرفة موجودة حالياً في منطقة بين مصراطة وسرت. وسنؤسس غرف عمليات عسكرية أخرى تحت القائد الأعلى للقوات المسلحة (المجلس الرئاسي حاليا) للتعاطي مع هذه الأوضاع. وسيتم إنشاء غرفة عمليات مشتركة سيشارك فيها كل الليبيين، بغض النظر عن وجودهم شرقاً أو غرباً، شمالاً أو جنوباً ونسعى لأن يكون مشروع مكافحة الإرهاب مشروعًا وطنياً يجمع كل الليبيين.
الإسلام السياسي في ليبيا
• هل الإخوان متمددون في ليبيا؟

•• الإخوان طبعًا أطياف سياسية موجودة في ليبيا. والإسلام السياسي موجود في ليبيا بطريقة أخرى.

• أقصد هل تخشون تمددهم؟

•• رهاننا على وعي المواطن، وخيارات الشعب الليبي

إيران هل حاولت اختراق ليبيا؟

•• لا أدري ليس لدي أي تواصل مع أي من الأطراف في إيران.

• أقصد هل حاولت إيران الاختراق عبر طابورها؛ لأننا قرأنا كلامًا كثيرًا في هذا الصدد؟

•• أنا شخصيًّا ليس لدي علم بتقارير حول التشيُّع، أو برامج لإيران داخل ليبيا. نسمع عن طريق أطراف خارجية.

• هل تعتقد أنه يمكن القضاء على «داعش»؟


•• بإرادة الليبيين يمكن القضاء على داعش والتنظيم الإرهابي في ليبيا.


• كيف تقيِّم علاقتكم مع مصر؟

•• علاقة ممتازة.. كانت لنا زيارات متعددة لإخواننا في مصر. قابلت الرئيس عبدالفتاح السيسي أكثر من مرة. وهناك حرص من مصر على استمرار ليبيا موحدة وخالية من الإرهاب. وكانت رسالتنا لمصر أنه من الضروري وجود تقارب بين القاهرة وكل مناطق ليبيا. وأعتقد أن الحوار وكثرة اللقاءات تذيب الكثير من الإشكاليات.
تنسيق المصالحة مع المجلس الرئاسي
• هل سترعى السعودية مؤتمرًا بين الليبيين في مكة أو الطائف (طائف جديد) يكتمل فيه عقد الليبيين؟ وهل ناقشتم شيئا من ذلك مع القيادة السعودية؟


•• لا، لم نناقش هذا الأمر مع الأمير محمد بن نايف. لكن في اعتقادي أن أي مبادرات حوارية أو مصالحات يجب أن تتم بالتنسيق مع المجلس الرئاسي (القيادة السياسية في ليبيا)؛ لأن تجاوز القيادة السياسية في ليبيا في أي مبادرات، أعتقد أنه يفقدها زخمها، وفي الوقت ذاته يعطي علامات استفهام كبيرة، وهذه كانت مطالبنا، ونحن متأكدون من الإخلاص في النوايا والرغبة في إصلاح ذات البين، ولكن عدم التنسيق مع القيادة السياسية يعتبر تجاوزاً لمسلمات سياسية؛ ولأن هذه بدهيات سياسية. يجب أن يتم أي شيء بناء على أرضية الاتفاق السياسي.


• كيف هي علاقتكم مع تركيا؟

•• تركيا لها علاقات مع بعض الأطراف في ليبيا، وكان لي تواصل معها. أكثر من مرة زرتها وقابلت أردوغان ورئيس الوزراء ووزير الخارجية. لديهم مصالح في ليبيا، وحريصون عليها بالتأكيد. وفي اعتقادي أن ليبيا في وضع يجب أن لا تخلق لها عداوات حالياً مع أي طرف، بل يجب أن تحافظ على علاقاتها متوازنة مع الجميع.


• لكن تقول بعض الأطراف الليبية إن تركيا لا تزال تدعم أطرافاً دون أخرى؟

•• هذه إحدى الإشكاليات. المشهد الليبي حالياً له علاقات بأطراف دولية كثيرة، وتلعب فيه أطراف دولية عربية وغير عربية، ونحن رسالتنا للجميع أن لا تكون ليبيا ساحة للصراع بين هذه الأطراف بغض النظر عمن هي الأطراف.


• هناك عقوبات مفروضة على بعض الشخصيات الليبية من قبل الأمم المتحدة أو غيرها، وبعضهم يرى أن لا علاقة له بفرض هذه العقوبات. ماهو دوركم؟

•• لم نكن طرفًا في هذه العقوبات، التي قام بها المجتمع الدولي، سواء الاتحاد الأوروبي أم أمريكا في فترة ما؛ ضد من رأوا أنه عرقل الحوار الليبي والاتفاق السياسي الليبي. ودعونا كل الأطراف لتحمل مسؤولياتهم، وأن يتحلوا بروح الوطنية، والتجاوز عن الرغبات والمطامع الشخصية، أو الفئوية، لإنجاز شيء لصالح ليبيا. لكن العقوبات ليست لنا علاقة بها.


مشكلاتنا أكبر من عودة آل القذافي

• عائلة القذافي هل ستعود إلى ليبيا؟


•• لدينا مشكلات كثيرة أخرى قبل أن نصل إلى هذا الموضوع، وقبل أن نحل مشكلاتنا الأخرى، يجب أن ننجز أموراً كثيرة.


• يسأل اللبنانيون دائماً عن اختفاء موسى الصدر أو مقتله من قبل القذافي. هل لديكم جديد بهذا الشأن؟

•• من حق لبنان البحث عن رعاياها الذين اختفوا في ظروف غامضة، لكن أعتقد أن هذا الموضوع لم تتم إثارته بالنسبة لنا كقيادة سياسية. ولدينا الكثير من الأولويات، وحين يحين الوقت سنتعاطى مع الموضوع بجدية. ولو كان هناك شيء يمكن أن نساعد به في الحصول على معلومة، وتزويد لبنان بها، بالتأكيد لن نتأخر.


• أريد أن ترتب لي الأولويات الليبية، الأمن أولاً أم مكافحة البطالة، أم مكافحة الفقر، أم عودة الليبيين من المهجر؟

•• كما قلت لك برامج عامة للحكومة أعتقد أنها ثلاثة مرتكزات أساسية؛ هي: مصالحة وطنية، وهذه إجابة على عودة الليبيين والنازحين بالخارج والداخل، وكل البرامج التي تعلن عن مصالحة وطنية. والأمن والاقتصاد، وهما وجهان لعملة واحدة ونحن إذا قدمنا أمناً واقتصاداً جيدين فسنكون قد حللنا مشكلات كثيرة، منها البطالة وغيرها من المشكلات الأخرى.
تعويل على دعم عربي
• هل تنتظر دعماً من جامعة الدول العربية؟

•• كانت لنا زيارة مطولة لجامعة الدول العربية، والتقينا مع الدكتور نبيل العربي، ووجدنا أن هناك تفهما خاصا للوضع في ليبيا، ونعول كثيراً على المنظمات العربية للقيام بدورها.


• كيف ترى الوضع في سورية؟


•• وضع شائك. لكن في الظروف الحالية ليبيا لديها ما يكفيها.


• لكن السفارة الليبية مغلقة في دمشق!


•• بالتأكيد، في هذه الظروف يصعب فتحها.


الليبيون في الشتات
• الليبيون المهاجرون الآن أعدادهم كبيرة جداً. أين يتركز أكثرهم، في مصر أم تونس؟


•• في مصر وتونس هناك أعداد كبيرة، وحتى في تركيا توجد أعداد لا بأس بها. وهذا أحد المواضيع الذي يؤرق أي قيادة سياسية. ونتمنى أن نستطيع تقديم خدمات لليبيين سواء النازحين في الداخل، أو الخارج.


• ألا تخشى الاغتيال؟

•• الأعمار بيد الله، لكن طالما دخلت معترك السياسة كل شيء وارد.


• هل أنت متفائل أم متشائم بمستقبل ليبيا؟

•• متفائل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.