ولقد مررت على الرياض بربوة غنَّاءَ كنت حيالها ألقاك وتعطلت لغة الكلام وخاطبت عينيَّ في لغة الهوى عيناك قال: لغة الكلام.. لغة عقلانية.. لكنها تعطلت حين سيطر المجال الكهرومغناطيسي.. وتحدثت العيون.. تحدث الذي لا يتكلم.. وسكت الذي يتكلم!! وأطباء النفس قالوا: إن الذين يتكلمون كثيرا ويسمعهم الناس يخسرون كثيرا! أما الخسارة فلأن الذي يسمع يستفيد أكثر.. فالقراءة.. مثلا: ليست إلا سكوت القارئ والاستماع للكاتب يقول ويضيف إليه معلومات جديدة. وقالوا: هؤلاء المتكلمون هم الأغنياء سعداء بانفرادهم بالكلام.. ولو عرفوا الحقيقة أن الناس ليسو سعداء بذلك.. وإنما هم مضطرون إلى ذلك. والمطلوب.. أن يسكتوا «شوية».. أن يعطوا للآخرين فرصة أن يقولوا وأن يتساءلوا. ومن الصعب أن يتكلم الإنسان طوال الوقت دون أن يجيء كلامه مكررا.. ودون أن يكون مملا.. ويتحول الكلام عنده إلى نوع من التكرار العقيم. وأطباء العاطفة يدعونك.. لتسمع أكثر.. تستمع أعمق.. وإذا أتيحت لك فرصة أن تقول فاختصر.. وإذا استدرجت إلى أن تقول أطول وأكثر.. فتردد كثيرا.. فمن يتكلم أكثر يغلط أكثر.. ومن يستمع أكثر يغلط أقل! قالوا: للكلام شهوة قوية.. ولكن الصمت نعمة أعظم! طبيب باطني: ت 2216 665