أخذ تنظيم كأس السوبر السعودي خارج المملكة أبعادا كثيرة، فالبعض ذهب إلى إثارة السلبيات وتأجيج الأمر، واصفا قرار إقامة السوبر في لندن بالخاطئ، وفيه اعتداء على حقوق المشجع السعودي البسيط، وفي المقابل هناك من رصد إيجابيات مثل هذه المبادرات، مرجحا كفة أصحاب القرار .. وما بين هذا وذاك رصدت «عكاظ» البعد الإداري والمالي والفني للتجربة الأولى والتي بلا شك تسجل للاتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة أحمد عيد ولمجلس إدارته، حيث اعتبر رئيس الاتحاد إقامة كأس السوبر السعودي خارج الديار تجربة جيدة ومفيدة ستدرس بشكل موسع من كافة الجوانب، مضيفا «أعتقد أن هناك ارتياحا للفكرة التي تهدف إلى نشر وتوسيع رقعة الكرة السعودية ومسابقاتها، والذين كانوا متواجدين في لندن قبل وأثناء المباراة وبعدها شعروا بمدى التداول الكبير في أحاديث السياح والطلاب المبتعثين وكذلك الأصدقاء الإنجليز الذين أشادوا بالفكرة وأعجبوا بالجمهور السعودي الكبير الذي حضر وساند الفريقين، ولعل ما كتب في الصحافة الإنجليزية شيء رائع، ومن جانبي أصفها بالتجربة المفيدة ولا سيما أنها حظيت بحضور جماهيري تجاوز 70 % من سعة الملعب، وهذا أمر جيد على اعتبار أن المباراة تلعب خارج المملكة». وأضاف عيد قائلا: إن التجربة سيتم دراستها لاستمرار العمل بها في الخارج، وسيحتاج دراسة سلبياتها وإيجابياتها لشهرين من الزمان قبل أن يعلن الاتحاد السعودي عن برنامج كأس السوبر السعودي المقبل. كاشفا بأن عوائد لقاء السوبر لم تحسب بشكل دقيق ولكنها لا تقل عن 10 ملايين ريال، موضحا أن المبلغ سيتم تجزئته إلى دخل لاتحاد الكرة وآخر لجهات خيرية رياضية وكذلك سيوزع بين الناديين. وحول الإيجابيات التي خرجت بها مباراة السوبر بعد إقامتها خارج الوطن، قال: المباراة اتيحت لعدد كبير من المتابعين ومن المهتمين بالرياضة السعودية والعربية لمشاهدة اللاعب السعودي، وكما صرحنا مسبقا بأن عددا من وكلاء الأعمال قد حضروا المباراة وأبدوا إعجابهم بمستوى الفريقين كما أعجبوا بعدد من اللاعبين. وعن التنظيم، قال: نحن نعمل ونجتهد، والتنظيم قام عليه ثلاث جهات هي نادي كوينز بارك رينجرز واتحاد الكرة وشركة صلة، وبدوري أقدم كل الشكر للاخوان في شركة صلة، كما أحب أن أشكر الأصدقاء في النادي الإنجليزي، ولا ننسى الدعم والتشجيع الذي نجده من سمو الرئيس العام صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد. واختتم عيد حديثه بتقديم الشكر لوسائل الإعلام، وقال عن ذلك: كل الشكر لها لأنها شاركتنا بنقدها أو إشاداتها، فنحن نثمن الدور الكبير الذي قام به الإعلام السعودي في مباراة السوبر بين الهلال والنصر، فقد كان دافعا كبيرا لنا للعمل بشكل أكبر مستقبلا، وأتمنى أن تكون هناك استفادة من مثل هذه المناسبات الرياضية على كافة الأصعدة. المعيبد: التجربة تحت التقييم من جانبه، يصف المتحدث الرسمي للاتحاد السعودي لكرة القدم عدنان المعيبد تجربة إقامة السوبر في العاصمة البريطانية لندن بالناجحة، مضيفا «لعل مردودها الفني والإعلامي والجماهيري وكذلك المادي للفريقين يعد مؤشرا إيجابيا لم يكن ليتحقق لو تم إقامة السوبر في الرياض على اعتبار أن الاتحاد السعودي هدف إلى تسويق المسابقات السعودية على الطريقة العالمية كما هو الحال في كثير من الدول المتقدمة كرويا، ولا يعني أن هناك انتقادات أن هناك فشلا، فنحن نرحب بالانتقادات الهادفة التي تخدم كرة القدم السعودية في جميع جوانبها وسوف ندرس ونقيم التجربة تقييما دقيقا حتى ندرك فوائد الاستفادة من إقامتها خارج الوطن لاحقا، ولعل تهافت الشركات لرعاية اللقاء والمردود المادي المجزي والذي يتجاوز ما كان متوقعا لو أقيمت المباراة في الرياض خير دليل على هذا النجاح، وأعتقد بأن رئيس الاتحاد السعودي قد أشار في حديثه إلى أن الدخل سيكون مقسما وفق آلية متفق عليها، وهدفنا الأهم والذي أعتقد أنه تحقق هو الانتشار وتسويق اللاعبين والخروج بهم للملاعب العالمية، وتقديم نجومنا من خلال كأس السوبر. وحول مدى إمكانية إعادة التجربة بإقامة كأس السوبر السعودي خارج الوطن، قال المعيبد: إن هناك اجتماعا لمجلس إدارة الاتحاد خلال الأيام المقبلة سيتم فيه مناقشة كافة التقارير الخاصة بكأس السوبر من كافة الجوانب، فإذا كانت التجربة إيجابية ستتكرر في مكان آخر وإذا كانت سلبية سنكتفي بهذه التجربة. المعاوي: نهج استثماري سليم وأشار سياف المعاوي عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم إلى إن فكرة إقامة المباراة خارج المملكة للمرة الأولى في تاريخ المسابقات السعودية جاء وفق رؤية جماعية متقدمة، حملت الكثير من المضامين والأفكار التسويقية والترويجية لوضع كرة القدم السعودية في محافل عالمية أكبر، باعتبار أن لندن واحدة من أكبر مراكز الاستقطاب الكروي، بامتلاكها لأفضل وأغنى دوري محترفين في العالم، بجانب أنها مقصد الملايين من السياح من مختلف أنحاء العالم، مما يتيح فرصة كبيرة أمام الكرة السعودية لتقديم نفسها بشكل حضاري، عبر ناديين كبيرين من أفضل الأندية بالمملكة، وهذا ما تحقق بالفعل، معتبرا إقامة السوبر خارج البلاد بالنهج الاستثماري السليم لعدد من الدول المتقدمة كرويا، مثل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا، متمنيا أن تتم الاستفادة منها كما ينبغي، وفي كافة الاتجاهات التي وضعوها في الاعتبار عندما أكدوا على الأهمية التعريفية والتسويقية للعب هذه المباراة في لندن تحديدا، وليس كما ذهب البعض في محاولة تشوية التجربة والتي نجحت بامتياز، مضيفا «حتى وان تحفظنا على بعض الملاحظات كالنقل التلفزيوني إلا أن التجربة ناجحة، وأعتقد أن الجماهير السعودية بمختلف ميولها استمتعت بهذا الحدث الرياضي الذي يعد بداية متميزة لموسم رياضي جديد لا سيما في ظل الدعم والتشجيع والمباركة التي وجدناها من الجميع». مختتما حديثه بتقديم الشكر للرئيس العام صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد وكذلك لرئيس مجلس إدارة الاتحاد أحمد عيد، الشكر موصول أيضا لإخواني بالاتحاد السعودي لكرة القدم على ما بذلوه - كل في موقعه - من جهد من أجل إنجاح السوبر السعودي برغم كل الصعوبات التي واجهتنا عند اتخاذ القرار. العقيل: سنناقش السلبيات والإيجابيات وعرج أحمد العقيل عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم إلى التجربة، قائلا: بأنها كانت بمثابة المغامرة لمجلس إدارة الاتحاد والتحدي الكبير في إقامة مثل هذا الحدث خارج المملكة، الحمد لله وبشهادة الجميع كانت هناك إشادات تؤكد مقدرة الاتحاد التنظيمية على إظهار المباراة بهذا الشكل وأعتقد أن الحضور الجماهيري دلالة على أن المسابقات السعودية تحظى بمتابعة جيدة على أقل تقدير من قبل الاخوان العرب والأصدقاء الإنجليز، وبالتالي يجب علينا الاستفادة من هذه التجربة. ولفت العقيل إلى أي عمل لا بد أن يكون له أخطاء، مضيفا «نحن كفريق عمل سنقوم بإعداد تقارير ورفعها لمجلس الإدارة لمناقشتها لتلافي السلبيات أو المنغصات التي صاحبت المباراة، ولا أعتقد يوجد عمل بدون أخطاء، فالعمل الذي بدون أخطاء يعني أنك لا تعمل وهذا مستحيل، ولكن أعتقد أن التجربة ناجحة ولا بد أن نكون منصفين في تقييمها بعيدا عن أي اعتبارات أخرى. الأحمري: الاختلاف ظاهرة صحية وطالب سعد الأحمري عضو الاتحاد نائب رئيس لجنة الحكام عموم الرياضيين بأن يقيموا التجربة بالطريقة الصحيحة حتى يستفيد الجميع منها وتعود بالفائدة على الكرة السعودية وهذا هو المهم، مضيفا «الاتحاد السعودي بادر وعمل على إقامة السوبر السعودي في لندن وعلى الآخرين تقييم التجربة». وعن اختلاف الرأي ما بين مؤيد ومعارض، قال الأحمري: الاختلاف على التجربة الأولى ظاهرة صحية، فكل منا ينظر إلى الموضوع من زاويته، ونحن في مجلس إدارة الاتحاد بحثنا عن مصلحة الكرة السعودية والاندية، ولعل العوائد المالية للمباراة تعد من أكبر العوائد التي تحققها الأندية، ولا شك أن إدارتي الهلال والنصر هما أول من لمس منفعة إقامة السوبر خارج الديار. وتمنى في ختام حديثه أن يتم دراسة التجربة للارتقاء بالبطولات المقبلة.
